طنطور: مخطط خطير سينتج عنه أحياء فقر مكتظة

يواصل أهالي جديدة المكر نضالهم في مناهضة مخطط ما يسمى 'المدينة العربية' في تلة الطنطور بمساحة 2700 دونم وهي أراضي جديدة المكر المصادرة.

طنطور: مخطط خطير سينتج عنه أحياء فقر مكتظة

يواصل أهالي جديدة المكر نضالهم في مناهضة مخطط ما يسمى 'المدينة العربية' في تلة الطنطور بمساحة 2700 دونم وهي أراضي جديدة المكر المصادرة.

وقد جرت يوم الإثنين المنصرم وقفة احتجاجية أمام مكاتب اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في نتسيرت عيليت، بالتزامن مع الجلسة التي عقدت مع المسؤولين باللجنة بهدف الاعتراض على مخطط 'طنطور' الرامي إلى مصادررتها وإقامة مدينة على أراضيها.

وكان الحراك الشعبي الموحد واللجنة الشعبية في جديدة المكر قد دعيا إلى مواصلة النضال من أجل طنطور، حيث تم تقديم آلاف التواقيع الرافضة للمخطط الهادف إلى إخلاء عكا من سكانها العرب وخصوصا البلدة القديمة ونقلهم إلى أراضي طنطور التابعة لأهالي جديدة المكر.

وبهذا الصدد، أعد 'عرب 48' تقريراً حول آخر المستجدات المتعلقة بأراضي طنطور عقب الوقفة الاحتجاجية والجلسة التي عقدت في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء.

وذكر الناشط في الحراك الشعبي الموحد، ورد ياسين، لـ'عرب 48'، أننا 'تمكنا في غضون يومين من جمع 4 آلاف توقيع معارض للمخطط على أراضي طنطور، حيث كانت الدعوة لحضور الجلسة بمكاتب اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء متأخرة نوعاُ ما، ولكن على الرغم من ذلك تمكنا من ترتيب كافة الأمور المتعلقة بجمع التواقيع والوقفة الاحتجاجية والتحدث مع رجال القانون وأصحاب الشأن بمثل هذه القضايا، بمن فيهم بروفيسور يوسف جبارين الذي أعد دراسة وافية حول مخاطر هذا المخطط الرامي'.

وأضاف أنه 'لدى وصولنا إلى نتسيرت عيليت لم يرق الأمر للبعض هناك، حيث انفرد الحراك الشعبي الموحد بتقديم الاعتراض على المخطط، وكان لدينا شك بالماضي أن المجلس المحلي متواطئ مع إقامة المخطط، وعند وصولنا إلى نتسيريت عيليت فوجئنا بوجود رئيس المجلس والمهندس خلال الجلسة، عندها وقع نقاش حاد بيننا وبين رئيس المجلس'.

وتابع أن 'المجلس المحلي لم يقدم الاعتراض سوى في يوم الجلسة، علماً بأنه كان مطالب بذلك قبل عامين، وعليه نرى بأن ذلك تم من خلال لجوئنا لطرق مختلفة كوسيلة ضغط على المجلس المحلي'.

واختتم أن 'بروفيسور يوسف جبارين قدم شرحا وافيا حول المخطط الكارثي أمام اللجنة التي حضرت الجلسة، حيث تمكنّ من إقناعها من سوء التخطيط وحجم الكارثة التي قد تقع في أعقاب هذا المخطط، وعليه تم تأجيل الجلسة لإعادة النظر في المخطط، ونرى بأن ذلك صبّ في صالحنا ومن أجل إيصال هذه القضية إلى أعلى المستويات كي نتمكن في نهاية المطاف من التصدي لمخطط كهذا'.

وأشار المحامي وسام عريض، لـ'عرب 48'، إلى أننا 'قدمنا الاعتراضات والاقتراحات الرافضة لإقامة مخطط كهذا والذي كما يدعونه مدينة غير يهودية على أراضي طنطور، كما ونرفض هذا الجيتو وتحويله إلى بؤرة للعنف والجريمة'.

وتابع أن 'هذا المخطط يهدف أيضاً إلى مصادرة مئات الدونمات لربطه بشارع 700 لخدمة هذه المدينة، علماً أن هذه الأراضي يملكها فلاحون ومزارعون من جديدة المكر، ما قد يسبب ضائقة على الصعيد المادي والاقتصادي، أضف إلى هدم المصالح التجارية الموجودة في المنطقة'.

وأردف أن 'طلبنا للجنة اللوائية للتخطيط والبناء كان واضحاً وجلياً، وهو رفض المخطط بشكل تام، وطالبنا بشكل صريح إعادة الأراضي إلى نفوذ القريتين والعمل على إقامة مشاريع عليها، حيث كان توجهنا أيضاً إشراك أصحاب الأراضي الذين لم يفرطوا بأراضيهم حتى الآن وممن صودرت أراضيهم بالمشاريع التي يتم إقامتها'.

واختتم أنه 'باسم الحراك الشعبي الموحد واللجنة الشعبية نتوجه بالشكر لكل من ساهم ووقف إلى جانبنا في دعم موقفنا، وأخص بالذكر بروفيسور يوسف جبارين ومجموعته الذين عملوا أياما طويلة من أجل خدمة أهالي جديدة المكر'.

وقال مالك شناوي (أبو خالد)، أحد أصحاب الأراضي المصادرة، لـ'عرب 48'، إن 'أهالي جديدة المكر تجندوا وأوصلوا صوتهم الرافض لمخطط طنطور خلال الجلسة بمكاتب اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء، ومن هنا أثمن عاليا الجهود التي بذلها الحراك الشعبي الموحد في ظل غياب المجلس المحلي كليا تجاه الحفاظ على المواطنين وأملاكهم'.

وأضاف أنه 'من حقنا أن نوفر لأولادنا الحياة الرغيدة وترسيخ أرض الآباء والأجداد في ذهنهم، لا أن نفرط بها ونتنازل عنها، حيث أننا لا نطالب بإعادة الأراضي لأصحابها، لكن نريد استعادتها لنفوذ القرية'.

وشدد قائلاً إن 'الصراع على الأرض هو لب وجوهر القضية، ومن هنا أرى بأنها نكبة أخرى من خلال اتباعهم لسياسة الترحيل ومصادرة الأراضي، ومن هذا الباب أنوه إلى أن هذا المخطط لن يمر ولو على أجسادنا'.

واستعرض المحاضر ومخطط المدن، بروفيسور يوسف جبارين، تقييمه وتحليله للمخطط، قائلاً إن 'المخطط يقضي إلى إسكان 40 ألف مواطن عربي في مساحة 650 دونما، ما معناه تحويل تلة طنطور إلى جيتو ومخيم لاجئين، وبالمقارنة مع ذلك في نتسيرت عيليت يسكن 40 ألف نسمة على 40 ألف دونم، كما وفي كرميئيل يسكن 40 ألف نسمة على 23 ألف دونم'.

وتابع أن 'التحليل والتفكيك المقدم يكشف إسقاطات المخطط في مجالات مختلفة، فكان سؤالي أمام اللجنة كيف من الممكن إسكان 40 ألف مواطن أضف إلى 20 ألف آخرين من جديدة المكر في شبه مدينة تعتمد على منطقة صناعية بمساحة 150 دونما؟ وهذا أمر غير معقول، فبالمقارنة مساحة المناطق الصناعية في نتسيرت عيليت 10 آلاف دونم، فيما تبلغ مساحة المناطق الصناعية في كرميئيل 3200 دونم، وعليه بدا واضحاً أن التعامل العنصري في مجال التخطيط بهذا الأمر صارخ وواضح جداً'.

اقرأ/ي أيضًا | غطاس يشارك في اجتماع اللجنة اللوائية بشأن أراضي الطنطور

 

وأشار إلى أهداف المخطط، قائلاً إن 'المدينة تهدف إلى استقطاب وجذب السكان العرب من منطقة عكا والجليل، مع شروعهم ببناء كثيف السكان بواسطة بنايات عامودية متعددة الطوابق، حيث يهدف أولا إلى تفريغ سكان عكا العرب من البلدة القديمة وبيع المنازل العربية لاستقطاب اليهود من مناطق المركز وغيرها، ثانياً منع توسيع مسطحات البلدات العربية بحجة إقامة المدينة عندها لا حاجة لتوسيع المسطحات فمن يود السكن بإمكانه ذلك بالمدينة، ثالثاً منع هجرة العرب إلى المدن التي أقيمت أصلاً لتهويد الجليل مثل نتسيرت عيليت وكرميئيل، رابعاً محاولة تلقين العرب وتثقيفهم وتربيتهم من أجل السكان في بنايات عامودية متعددة الطوابق من أجل منع العرب من التوسع بشكل أفقي في بلداتهم أسوة بالبلدات اليهودية'.

وأوضح أن 'هذا المخطط بالأصل يتعارض من ناحية الكثافات السكانية التي يقترحها مع المخطط القطري رقم 35، ويعتبر هذا المخطط متطرف جداً والأكثر تطرفاً منذ قيام الدولة من منطلق تلقين العرب ومنعهم من التوسع بشكل أفقي وإنما إسكانهم بشكل عامودي، وبذلك يعتبر أشبه بالجيتوهات، حيث أن تجربة الدول الغربية المتطورة تعلمنا أن الإسكان متعدد الطوابق لا يلائم الطبقات الفقيرة بتاتا كونها بحاجة ماسة للاستثمار والتكاليف الباهظة التي تأتي من ورائها'.

واستعرض أيضا خلال تحليله 'الخطة الفاشلة التي أقدمت عليها الدولة من خلال إسكان 3 آلاف عربي من عكا في المكر، حيث تحولت هذه الأحياء في المكر إلى أحياء فقراء يسودها العنف المستشري، كونهم عملوا على إسكان الفقراء معا بالقوة بدون إيجاد أماكن عمل وتفتقر إلى البنية التحتية، ما أثبت فشلاً ذريعا من ناحية البناء والناحية الاجتماعية'.

واختتم أن 'هذا المخطط هو محاولة لتصفية جسدية واجتماعية واقتصادية لمنطقة جديدة المكر والبلدات العربية بشكل واضح، وعليه ستقدم اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء توصياتها إلى المجلس القطري للتخطيط والبناء، بعدما فوجئوا من هول المخطط وإداركهم للضرر الذي سيعقبه، وبناءً عليه طلبوا مني البديل الذي طرحته أمامهم بشكل واضح وهو إعادة الأراضي لنفوذ جديدة المكر ويتم التخطيط للبناء لأهالي القرية وتوفير الخدمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية'.

وذكر النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. باسل غطاس، لـ'عرب 48'، أن 'تلة الطنطور بمساحة 2700 دونم هي في الحقيقة أراضي جديدة المكر المصادرة والأولى أن تخطط كأحياء جديدة وكمناطق صناعية وتجارية ومرافق عامة لصالح الجديدة المكر'.

وأضاف أن 'المخطط الحالي بإنشاء مدينة جديدة تتسع لأربعين ألف نسمة على مساحة ضيقة كهذه هو مخطط بائس يمكن وصفه بالإجرامي سينتج عنه إقامة أحياء فقيرة مكتظة فيما لو نفذ، لهذا واجبنا التصدي لمخطط كهذا وإفشاله، والعمل على ضم المنطقة إلى نفوذ جديدة المكر'.

واختتم قائلا: 'تابعت الموضوع منذ سنوات وعقدت اجتماعا خاصا مع رئيسة المركز القطري للتخطيط والبناء، بينات شفارتس، وطاقم المركز وأوضحت لهم موقف القائمة المشتركة وموقف السكان حيال المخطط ورفضنا القاطع له، وطلبت منهم عقد جلسة خاصة لمجلس التخطيط القطري للاستماع إلى اعتراضاتنا'.

اقرأ/ي أيضًا | 'الطنطور إلنا'... نضال موحد في جديدة المكر

 

التعليقات