أدباء وفنانون: لن نقبل الإقصاء وكم الأفواه

أكدت الحركة الثقافية والفنية في الداخل الفلسطيني وقوفها إلى جانب الشاعر والمربي علي مواسي من مدينة باقة الغربية رافضة التحريض والاعتداء عليه وفصله من عمله، ودعت إلى نبذ سياسة الإقصاء والقمع والإكراه في مجتمعنا،

أدباء وفنانون: لن نقبل الإقصاء وكم الأفواه

أكدت الحركة الثقافية والفنية في الداخل الفلسطيني وقوفها إلى جانب الشاعر والمربي علي مواسي من مدينة باقة الغربية رافضة التحريض والاعتداء عليه وفصله من عمله، ودعت إلى نبذ سياسة الإقصاء والقمع والإكراه في مجتمعنا، وقبول التعددية والرأي الآخر، مستنكرة استغلال تعاليم الدين السمحة لأهداف وأجندات غريبة عن مجتمعنا العربي الفلسطيني.

وقالت الكاتبة والروائية فاطمة يوسف ذياب، لـ'عرب 48'، إنه 'مهما كانت الخلفية لعرض الفيلم يبقى الأهم أن الغاية من عرضه شأن تثقيفي مما لا شك فيه. إذا الغاية نفسها تبريء المربي علي مواسي، فإن الهجوم عليه مصطنع. لقد اعتدنا على مثل هذا الهجوم المصطنع والذي يخفي من ورائه ما يخفي'.

وأضافت أن 'هناك أياد خارجية تزرع الفتنة باسم الدين. نحن نعلم أنه داخل البيوت يشاهد الأبناء في أي وقت يريدون أفلاما من خلال التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي لا يراها الأهل بطبيعة الحال'.
وأعربت عن اعتقادها بأن 'بلدية باقة الغربية تسرعت بفصل المربي مواسي، هذه خطوة متسرعة لا تليق بمجتمع حضاري'.

وقالت الشاعرة رجاء غانم، لـ'عرب 48'، إن 'القضية بدأت بالتهجم والاعتداء على المربي مواسي في حرم المدرسة من قبل فئة أو أشخاص يسعون إلى إسكات المثقفين والمبدعين. وأنا أرى أن هذا يندرج تماما بقضية مشابهة وهي قضية الكاتب أحمد ناجي المصري الذي حكم عليه بالسجن سنتين بسبب رواية'.

وأضافت أن 'حالات كم الأفواه بدأت تأخذ حيزا كبيرا اليوم وللأسف تزداد بشكل خطير ويمارس العنف ضد الفنانين والأدباء. على كل المثقفين والمبدعين ومجتمعنا عامة الذي يتمتع بحس وطني أن يقفوا أمام في وجه هذه الظاهرة الخطيرة، لأنه من الممكن أن تتطور إلى ما هو أخطر من ذلك. لا يمكن لفئة معينة من المجتمع أن تفرض ما تريد على المجتمع بأسره. هذه الفئة تريد أن تقرر ما هو المسموح والممنوع والحلال والحرام من وجهة نظرها على الناس، وللأسف يستغل الدين لمآرب وأهداف مختلفة'.

وقالت المخرجة سهى عراف، لـ'عرب 48'، إن 'قضية المربي علي مواسي بما فيها فصله ومنع عرض فيلم (عمر) والاعتداء عليه داخل حرم المدرسة هي قمة المأساة، وأعتبرها استمرارية لمنع عرض (وطن على وتر) وماراتون الطيرة وعدة فعاليات أخرى'.


وأضافت أن 'ما جرى هو فرض احتلال داخلي جديد بالترهيب والتخويف والتخوين، وانتهاء بتلفيق تهم الإلحاد وتكفير الناس. هذا الإرهاب والاحتلال الجديد في مجتمعنا يمارس بالأساس على كل أمر ثقافي. أرى أن قمة المأساة تكمن بالاعتداء الذي نفذ على المربي مواسي. يجب أن نقف وقفة شجاعة، اليوم استهدف المربي علي مواسي وغدا سيستهدف آخرون. أعتقد أنهم يفحصون حدودهم ودورنا أن نضع الحدود بشكل واضح. يجب أن ندعم قضية علي مواسي وفكره والوقوف ضد الإرهاب الفكري'.

وقال الفنان والممثل عامر حليحل، لـ'عرب 48'، إن 'الاعتداء على المربي والشاعر علي مواسي هو اعتداء على أي حرية الإنسان، نحن مختلفون مع الإسلاميين في رؤيتنا وشكل مجتمعنا، لكن شكل مجتمعنا الذي نريد هو التعددية بمعنى أن يكون فيه مكان للمتدين والعلماني والملحد. شكل الحياة الذي هم يرونه هو فقط من منظورهم للدنيا وهذا مرفوض علينا. دائما يسألوننا سؤال، هل أنت مستعد أن أختك هي التي تقوم بدور القبلة بالفيلم والجواب نعم أوافق'.

وتابع أنه 'من غير الطبيعي أن يعتدى على المعلم. نحن مع علي مواسي في عرضه للفيلم في المدارس لأنه إنسان مثقف وواع ووطني من الدرجة الأولى، نقف معه لأن قضيته هي قضيتنا جميعا وقضية المستقبل'.

وقال كاتب قصص الأطفال فاضل علي، لـ'عرب 48'، إن 'آفة مجتمعنا في عدم قبول البعض للتعددية وعدم احترام الرأي الآخر. وأردف أن 'إتاحة الحوار الصادق والصريح وعدم إملاء الرأي والتخلي عن الوصاية تجاه الآخر واعتماد أسلوب الحوار والإقناع والسماح للآخر أن يكون مختلفا هو الحل برأيي في مجتمعنا'.

وأضاف أنه 'لا نستطيع أن نتقوقع في دهاليز متخلفة وأن نتجاهل ما يحدث في العالم، بل علينا أن نشجع الحوار وأن نكف عن استغلال الدين لمصالحنا الضيقة'.

وقال الشاعر والناشر بشير شلش، لـ'عرب 48'، إنه 'في أعقاب الفصل التعسفي بحق المربي علي مواسي وموقف البلدية المثير للاستهجان، تأتي هذه القضية برمتها لتضيء مجددا على حدود الحقيقة لحرية التعبير في مجتمع ما زالت السيطرة الأساسية والحضور الأساسي به لعصبيات حمائلية ودينية، وكل ما يحدث أن خطوة الفصل والتنكيل به يلقي مزيدا من الضوء على تقصير المؤسسة بدورها في حماية أي فرد مختلف، رغم كل ما يجري'.

وأشار إلى أن 'الحل المطلوب هو فرز مجتمعي قادر على نبذ هذه المجموعات المتعصبة لفكرها والمستعدة لاستخدام العنف ضد أي شخص مختلف عما تؤمن به، وخلق بديل حقيقي وديموقراطي وعلماني ومدني لهذه التيارات وتحجيمها'.

اقرأ/ي أيضًا| اتحاد لجان الأولياء يطالب بلدية باقة بالتراجع عن فصل مواسي

التعليقات