جلجولية: كيف وقع الشباب في شرك الالتحاق بداعش؟

الشبان المتهمون هم جهاد نضال يوسف حجلة (26 عاما) وشقيقه وإيهاب (22 عاما) وشقيقه الآخر أنس (19 عاما) ومحمد أمين عودة (28 عاما) ومحمد جميل سعادة (22 عاما) وعدنان إسماعيل عثمان عيناش (21 عاما)، فيما تسلل نضال صالح (26 عاما) بواسطة المظلة بتاريخ 24.10.2015.

جلجولية: كيف وقع الشباب في شرك الالتحاق بداعش؟

في الوقت الذي هزت التفجيرات الإرهابية التي نفذها تنظيم 'داعش' فرنسا وبلجيكا، انفجرت قضية تورط ثمانية متهمين عرب من البلاد بتشكيل مجموعة تعمل لصالح 'داعش' في البلاد، وجميع أفرادها من قرية جلجولية في المثلث الجنوبي، باستثناء متهم يحظر نشر اسمه، حسبما ادعت الشرطة وجهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك).

والشبان المتهمون هم جهاد نضال يوسف حجلة (26 عاما) وشقيقه وإيهاب (22 عاما) وشقيقه الآخر أنس (19 عاما) ومحمد أمين عودة (28 عاما) ومحمد جميل سعادة (22 عاما) وعدنان إسماعيل عثمان عيناش (21 عاما)، فيما تسلل نضال صالح (26 عاما) بواسطة المظلة بتاريخ 24.10.2015.

ونسب إلى المجموعة التخطيط لتنفيذ عمليات تفجيرية وإطلاق نار في البلاد، بحسب لوائح الاتهام التي قدمت في شهر تشرين أول/ أكتوبر 2015 بحق بعض المتهمين، وقبل نحو أسبوعين بحق البعض الآخر منهم، حيث وصل مجمل المتهمين إلى ثمانية.

وكشفت النيابة هوية سبعة أشخاص، بينما بقي أحد المتهمين في القضية وهو المتهم المركزي في الملف، والذي يسكن خارج البلاد منذ سنوات عديدة، ويحظر نشر اسمه لأسباب لم تعرف حتى الآن.

وبحسب لوائح الاتهام، اعتاد المتهمون الاجتماع في شقة سكنية بقرية جلجولية، بهدف التشاور والتخطيط، بعد أن كان أحدهم منتمياً فكرياً بشكل متطرف للتنظيم، وخطط لالتحاق أعضاء المجموعة بداعش في سوريا بهدف محاربة قوات النظام وحزب الله.

ووفقا للخطة المرسومة، خططوا بأن يتسلل بعضهم إلى سوريا عن طريق المظلات، حيث تدربوا عليها في المنطقة في مكان مُخصص لتعليم قيادة المظلات، بينما خطط أربعة منهم التسلل إلى سوريا عن طريق الحدود مع تركيا. وخلال الجلسات السرية التي كانت بينهم في العديد من الأماكن في منطقة المثلث، كان يتعمد المتهمون التنقل كثيرا كي يصعبوا على كشف مواقعهم وهويتهم في الشبكة العنكبوتية، في حين درسوا الخرائط على الحدود التركية والسورية، وفتحوا حسابات وهمية في موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، من أجل تحديد نقطة الهدف.

وتوجه محمد عودة وأنس حجلة بتاريخ 11.10.15 إلى الحدود السورية التركية، وقابلا مندوبا عن تنظيم داعش نسقا معه سابقا عبر الفيسبوك، لكن بعد أن شككا في نواياه عادا إلى البلاد بعد أسبوعين من دخول تركيا.

ويبدو أن المجموعة لم توقف العمل فقد اشترى جهاد حجلة ونضال صالح المظلات، وشرعا في التدريبات على قيادة المظلات، بتاريخ 16.10.15، وصلا إلى الجولان المحتل، وعزما على التسلل بالمظلة إلى سوريا، لكن بعد خلل فني في مظلة حجلة، أجّل تنفيذ الخطة إلى حين آخر. وبعد أسبوع وتحديدا بتاريخ 24.10.15، وصل نضال صالح إلى الجولان المحتل، وتسلل بواسطة المظلة لوحده إلى سوريا، وحتى هذه اللحظة يمكث هناك دون أي خبر عنه.

وباشر بعد ذلك جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) بالتحقيق السري مع المتهمين، بعد رجوع بعضهم من منطقة الحدود التركية السورية، وفرض عليهم رقابة تامة، حيث تعقب المكالمات في في أجهزة الهواتف وحسابات الفيسبوك الوهمية. وقد كُشفت قضية المظلة التي تسلل بها صالح إلى سوريا، وبعد نحو أربعة أشهر من كشف القضية الأولى، وقبل نحو أسبوعين، قدمت النيابة بعد جمع الأدلة ضد أعضاء المجموعة لوائح اتهام، تنسب لهم الانتماء إلى تنظيم إرهابي، والاتصال مع عميل أجنبي.

في هذه القضية المُركبة، كشف عن سبعة متهمين باتفاق مع النيابة، لكن هنالك متهم حتى الآن لم تكشف هويته بعد أن طلب طاقم الدفاع عن المتهم فرض أمر حظر نشر على جميع التفاصيل التي من شأنها أن تدل على هويته.

وجاء في لائحة الاتهام أن الشخص المجهول الذي فُرض أمر حظر نشر اسمه كان يسكن خارج البلاد، وفي عام 2015 عرّف نفسه في الفيسبوك كأحد أعضاء داعش، ونشر على حسابه منشورات تدل على انتمائه الفكري للتنظيم، ونشر كتابات مؤيدة لعمليات في البلاد، منها عملية ديزنغوف في تل أبيب التي نفذها نشأت ملحم. وذكر أنه كان بتواصل مع قريبه الملقب بالـ'مقدسي' الذي يقطن في منطقة تحت سيطرة داعش، وكانا يخططان معاً لالتحاقه بداعش في سوريا.

وجاء أنه خطط والمقدسي للتسلل إلى سوريا من خلال الحدود التركية، وكان المقدسي قد سرد له كيفية عمل التنظيم وفكره ونهجه والتدريبات العسكرية.
وذكر أن المقدسي رأى بما نشره في الفيسبوك عملا شجاعاً وأنه كشف له عن أهداف محتملة لعمليات إرهابية في الخارج، بينها مسجد للشيعة ومناطق يزورها سياح أجانب ومن إسرائيل.

وتطورت بين المتهم والمقدسي، واتفقا على تنفيذ عمليات في إسرائيل، ومن ثم الهروب والالتحاق بتنظيم داعش في سوريا. وفي بداية شهر شباط/ فبراير وافق أحد المتهمين على تنظيم العمليات، واقترح عليه الملقب بالمقدسي التوجه إلى أحد التنظيمات الفلسطينية، ليزودوه بقطعة سلاح ومواد متفجرة وأحزمة ناسفة، ومن ثم توجيهه إلى مهرب يدخله إلى سوريا بعد تنفيذ العمليات.

وفي تلك الأثناء، قرر (الشاباك) قطع العلاقة بينهما والإجهاز على القضية، حيث اعتقل المتهم المركزي في القضية بتاريخ 11.02.16 خارج البلاد عن طريق الشرطة المحلية في الدولة ذاتها وتسليمه لإسرائيل، وبالمقابل اعتقال المشتبه الآخر في مدينة قلقيلية، وتقديم لوائح اتهام ضدهم، وبقيت هوية المتهم الأخير مجهولة إلى حين السماح بالنشر حول تفاصيله، والتي تُثير الكثير من التساؤلات.

تعقيب محامي الدفاع عن المتهمين

وقال المحامي عبد الله عودة، لـ'عرب 48'، إن 'الملف كان مركبا وجرى التداول بالقضية على مدار 26 جلسة. موكلي عيناش كان ضالعا في القضية، وقدمت في المحكمة لوائح اتهام وتمديد اعتقال جميع المتهمين في القضية حتى إنهاء الإجراءات القانونية. استأنفت للمحكة العليا على هذا القرار، واستعنت بقرارات سابقة شبيهة في هذا الملف، ومن خلال جلسات الاستئناف استطعنا أن نقنع هيئة المحكمة أن موكلي ندم على التهم التي وجهت له، وبذلك اكتفت المحكمة، بالإفراج عنه وحبسه المنزلي، ليدير الملف من بيته'.   

اقرأ/ي أيضًا | جلجولية: إطلاق سراح شاب بعد اعتقاله بتهمة تأييد داعش                  

وقال المحامي علاء تلاوي، لـ'عرب 48'، إنه 'بسبب حظر النشر لا أستطيع الخوض بحيثيات الملف، ولكن أستطيع القول إن الملف معقد ومركب جداً، وسوف يظهر الوجه الحقيقي للشاباك والموساد والشرطة، حيث أن الغاية عندهم تبرر الوسيلة'.

التعليقات