العراقيب: "اتفاق" حول الأموات دون الأحياء

أثيرت مخاوف في قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، من أن يأتي هذا الاتفاق على حساب قضية الأرض في العراقيب التي تعرضت 95 مرة للهدم من قبل المؤسسة الإسرائيلية بهدف اقتلاعها وتهجير أهلها.

العراقيب: "اتفاق" حول الأموات دون الأحياء

في أعقاب إعلان القائم بأعمال رئيس بلدية رهط، عطا أبو مديغم، التوصل لتفاهم واتفاق مع رئيسة مجلس إقليمي بني شمعون، سيجال موران، قبل أيام بخصوص مقبرة العراقيب في النقب، أثيرت مخاوف في قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، من أن يأتي هذا الاتفاق على حساب قضية الأرض في العراقيب التي تعرضت 95 مرّة للهدم من قبل المؤسسة الإسرائيلية بهدف اقتلاعها وتهجير أهلها.

وقال أبو مديغم إن 'الاتفاق ينص على موافقة بني شمعون على عدة مخططات أهمها دعم مخطط مفصل لأراضي المقبرة وزيادة مساحتها إلى حدود الوديان من ثلاث جهات، كما سيضم المخطط طلبا أساسيا لتغيير مسميات الأرض الحالية وفق المخطط القديم حيث ضمنه وقعت الأرض ضمن مسميات أرض للأحراش، ووفق المخطط الجديد المقترح المسميات ستتغير ليتسنى بناء جدار وأيضا مصلى ومخزن ومراحيض، وتزويد المقبره بالمياه والكهرباء وإقامة موقف للسيارات خارج المقبرة من الجهة الشمالية ومن بعدها ربط المقبرة بطريق مع رهط. واتفق الجميع على أن يكون هذا هو موقف البلدية والمجلس الإقليمي وسيتم نقله لكل الجهات وبالأخص دائرة الأراضي'.

وقد شارك في الجلسة التي عقدت قبل أيام مهندس بلدية رهط، إبراهيم أبو صهيبان ومهندس بني شمعون ومديرة لجنة التخطيط.

وأشار أبو مديغم إلى أن 'التخطيط الذي ننوي تقديمه هو إنجاز لقضية العراقيب حيث تقع كلها تحت تخطيط للأحراش، ونحن لا نريد أن تبقى أي صلة لـ'لمنهال' ومجلس بني شمعون بمقبرة العراقيب، والمرحلة القادمة هي التفكير في كيفية بناء هذه المشاريع للمقبرة على أرض الواقع، وبدوري أيضا أبلغت شيخ العراقيب صياح الطوري، بالأمر. وعلينا الصمود بكل مراحل التقدم في هذا الملف'.

وقال أحد سكان العراقيب، الناشط عزيز صياح الطوري، لـ'عرب 48' إن 'أهالي العراقيب مع كل اتفاق يضمن لنا حقنا في أرضنا، أرض الآباء والأجداد، غير أننا نطالب بأن يعترفوا بالملكية الشخصية لأرض المقبرة التي أقيمت قبل قيام إسرائيل وتحديدا في عام 1914، على قسيمة أراض تعود لسليمان سالم رشود أبو مديغم وسليمان إبراهيم رشود أبو مديغم'.

وأعرب عن خشيته من أن 'تخبئ هذه الاتفاقية من ورائها ألاعيب ومخططات خادعة من قبل المؤسسة الإسرائيلية تستهدف الأرض وأهل القرية'.

وأضاف: 'نحن نطالب بأن يعترفوا بملكية الأرض التي أقيمت عليها المقبرة لأنها أرض عربية وليست أرض بملكية الدولة، وقد صادرتها الدولة عام 1953 ومساحتها تبلغ 35 دونما. ونطالب كذلك بألا تؤثر هذه الاتفاقية على استمرارية نضالنا للاعتراف بقريتنا وانتزاع أهلنا حقوقهم المشروعة من قبل الحكومة الإسرائيلية'.

وأكد: 'نحيي كل الجهود الساعية للاعتراف بأرض مقبرة العراقيب، ونحذر من أن تكون على حساب قضيتنا الإنسانية ومطالبنا العادلة بالبقاء والعيش في وطنا، فالحكومة الإسرائيلية تريد اقتلاعنا وتهجيرنا من منازلنا وقريتنا'.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة لا تعترف بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.

وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.

وتواصل السلطات الإسرائيلية جرائم هدم المنازل العربية في منطقة النقب، بادعاء عدم ترخيصها، في حين يناشد المواطنون العرب في النقب وكافة الأهل في الداخل الفلسطيني كافة المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية زيارة النقب ومشاهدة حجم الجريمة المقترفة بحق أهله.

اقرأ/ي أيضًا| النقب: هدم العراقيب وتشريد أهلها للمرة 95

ويعيش في صحراء النقب نحو 220 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.

التعليقات