أزمة الرياضيات: تراجع في نسبة المتقدمين لخمس وحدات

بيّنت معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم، هذا الأسبوع، تراجعا كبيرا في نسبة الطلاب المتقدمين لامتحان البجروت (خمس وحدات) في موضوع الرياضيات.

أزمة الرياضيات: تراجع في نسبة المتقدمين لخمس وحدات

بيّنت معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم، هذا الأسبوع، تراجعا كبيرا في نسبة الطلاب المتقدمين لامتحان البجروت (خمس وحدات) في موضوع الرياضيات.

ومن بين البلدات العربية التي شهدت تراجعا بعدد الطلاب المتقدمين للامتحان المذكور مدينة سخنين حيث أشارت المعطيات إلى أن 22،12% من الطلاب فقط تقدموا لخمس وحدات بالرياضيات، وفي شفاعمرو 8،4% والطيبة 38،4% ورهط 54،1% بينما وصلت النسبة في 'رمات شارون' إلى نسبة 25% وفي هرتسليا 24.2%، ويبدو أن الخطة الوزارية لتشجيع الطلاب على دراسة موضوع الرياضيات منذ 2010 لم تجد نفعا.

تخوف غير مبرر

وحول الأسباب لهذا التراجع، قال رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، محمد حيادرة، لـ'عرب 48'، إن 'هناك عدة أسباب لهذا التراجع، وأعتقد أولا أن هناك حالة من الخوف لدى الطلاب من التقدم لخمس وحدات، وهذا تخوف غير مبرر'.

وأضاف أن 'التقدم والنجاح ببجروت 5 وحدات رياضيات ليس صعبا وغير مستحيل، وكذلك فإن الموضوع يحتاج إلى معلمين من ذوي كفاءة مهنية ودورهم أيضا في إقناع الطلاب وتشجيعهم بأن خمس وحدات هي أمر ممكن، ونحن نعرف أن هناك نقصا في عدد معلمي الرياضيات وأن التأهيل لا يقتصر على حملة الشهادات بل يجب أن تنظم دورات تأهيل واستكمال لتمكين المعلمين، ويجب العمل مع الطلاب منذ الصف العاشر ولغاية الثاني عشر، لتعزيز طموحاتهم'.

وأكد أنه 'على الوزارة دفع الطالب للتقدم لخمس وحدات وهذا يتطلب توفير الشروط  الملائمة لذلك من ميزانيات وبنى تحتية وملاكات والتي يجب الاستثمار بها وكذلك الاستثمار بجميع الطلاب'.

تسييس التعليم

وقال رئيس المجلس القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب، المحامي فؤاد سلطاني، لـ'عرب 48'، إن 'إسرائيل تعتبر في مرتبة متأخرة بين الدول المتقدمة في مجال الاهتمام بالتعليم والاستثمار في هذا القطاع، ومن الواضح أن التعليم ليس في سلم أولوياتها وذلك يعود لطبيعتها الخاصة بانهماكها في تسييس المضامين والمناهج الأمر الذي يضر بمصلحة الطلاب وبالمستوى التعليمي'.

ورأى أن 'الأمر الأهم بالنسبة لهم صهينة المضامين على حساب التحصيل العلمي، وما يشغل بالهم أكثر سن القوانين لفرض علاقة القوة والتدجين. هذه السياسة تنعكس بمجملها على مستوى التعليم والمعلم والاستثمار المادي بكل ما يتعلق بالعملية التعليمية والجهاز التعليمي، وما يهم وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، تكريس عملية التمييز العنصري ناهيك عن أن هذه السياسة تعتبر أرضية خصبة لإنتاج المحسوبيات والتعيينات غير المهنية وتفشي الفساد داخل الجهاز بالإضافة إلى أنه في السنوات الأخيرة تبدل خمسة وزراء في وزارة التربية والتعليم، كل واحد منهم له برامجه وأجندته السياسية التي تؤثر لحد كبير على جهاز التعليم'.

مسؤولية الجميع

وقال مدرس موضوع الرياضيات في مدرسة سخنين الثانوية، إياد أبو يونس، لـ'عرب 48'، إن 'الميزانيات متوفرة وكذلك هناك كادر معلمين جيد يدفع إلى تقديم الطلاب لامتحان البجروت (5 وحدات)، وفي نفس الوقت إذا كان هناك تراجع فعلا أو لم يكن فإن النسبة منخفضة جدا'.

وحول المسؤولية عن التراجع، قال إن 'الجميع مسؤول، الأهل والإدارات والمعلمين في المدارس، لكن علينا ألا نغفل طبيعة الجيل ومشاغله واهتماماته الترفيهية خاصة في ظل ثورة التقنيات الحديثة، هذا جيل يختلف عن أجيالنا، لا يعطي للدراسة الوقت الكافي والاهتمام الكبير، وبالتالي هو يبحث عن الأسهل له وقد يكتفي بالجلوس للدراسة نصف ساعة ليتفرغ للانشغال في عالم التواصل الاجتماعي أو غيرها، وبالتالي لا أعفي أي أحد من المسؤولية، جميعنا مسؤول، والأمر دائما يحتاج إلى مراجعة وفحص لتحقيق المرجو خاصة وأن موضوع الرياضيات يكتسب أهمية أكبر اليوم في ظل عالم الهايتك والتقنيات الحديثة'.

اقرأ/ي أيضًا| المدارس الأهلية: تحويل دفعة أولى من 50 مليون شاقل قريبا

التعليقات