العرب في نتسيرت عيليت: انتخابات وتحديات

أن تكون مواطنًا عربيًا في مدينة نتسريت عيليت، المقامة على حساب أراضي مدينة النّاصرة، ليس بالأمر السهل، فالمشكلة تبدأ أساسًا من كونك عربيّ لا تتمتع بكافة الحقوق والخدمات المدنيّة كما اليهوديّ.

العرب في نتسيرت عيليت: انتخابات وتحديات

أن تكون مواطنًا عربيًا في مدينة نتسريت عيليت، المقامة على حساب أراضي مدينة النّاصرة، ليس بالأمر السهل، فالمشكلة تبدأ أساسًا من كونك عربيّ لا تتمتع بكافة الحقوق والخدمات المدنيّة كما اليهوديّ.

في هذه الأيام تجرى انتخابات رئاسيّة لبلديّة نتسيرت عيليت دون وجود مرشح عربي، فما هي مطالب السكان العرب في المدينة؟ وما هو وضعهم العام؟

الوضع الحاليّ

قال المواطن في نتسيرت عيليت وعضو القائمة العربية المشتركة، رشدي سلايمة، أنّ 'السكان العرب هم جزء من المدينة يكبر يومًا بعد يوم. عدد السكان العرب اليوم يزيد عن 13 ألف نسمة منهم 7340 مواطنا يملك حق التصويت، نحن في ازدياد كأقليّة عربيّة في نتسيرت عيليت، مما يعني أنّ حاجاتنا في ازدياد'.

ومن ناحية أخرى، أشار المواطن في نتسيرت عيليت، هاني سلّوم، إلى أنّ 'السكان العرب هم امتداد للناصرة وقراها المجاورة، نتسيرت عيليت، ولكن المدينة أصبحت لنا كسكان لغرض المبيت فقط، فمعظم الخدمات متواجدة خارج المدينة، فلا يبقى لنا إلا أن ننام هنا دون أن يكون لنا مركزنا الثقافي والتعليمي وحياتنا اليوميّة العادية التي نستطيع ممارستها'.

ويرى سلّوم أنّ 'لجوء السكان العرب إلى نتسيرت عيليت جاء بسبب الاكتظاظ السكاني في الناصرة والقرى المجاورة، ولكننا لم نتحول من نقطة اللاجئ إلى المواطن الفعليّ، الخدمات هنا لا تتعدى إلا أماكن للشراء ولا يوجد فعاليات ثقافيّة وتربويّة إلا مرات تعدّ على أصابع اليد الواحدة طوال السنة'.

وأشارت الناشطة الحقوقيّة والمواطنة في نتسيرت عيليت، راوية حندقلو، إلى أنّ السكان العرب يشكلون ما يقارب 20% من السكان، وقالت لـ'عرب 48' إنه 'رغم أننا نشكل نسبة كبيرة إلا أننا نعاني من التهميش في حقوقنا المدنية، وهويتنا الثقافية تتعرض لإهمال بسبب سياسات ممنهجة تجاه السكان العرب من قِبل السلطات العليا المتمثلة بالبلديّة، ونحن كمواطنين لدينا خلفية ثقافية قومية ووطنية، وبهذا لا يوجد لدينا نسيج حياة اجتماعي ولا حياة ثقافية وتربويّة في المدينة التي نعيش فيها، جميع حياتنا خارج أسوار المدينة ولا نفعل شيئا سوى النوم في منازلنا أما العمل والدراسة وممارسة الحياة فهي خارج المدينة، والبلدية مهتمة ببقاء الوضع وتريده أن يستمر كما هو، ولذلك هي غير موافقة على إقامة مدرسة عربية'.

الصعوبات اليوميّة

وعن الصعوبات الأساسيّة، قال سلايمة إنّ 'عدم وجود مدرسة عربيّة في المدينة أمر يعاني منه 600 طالب عربي يتعلمون في مدارس الناصرة، فهم يتنقلون إلى مدارس خارجية في الناصرة وكفر كنا والرينة، ولا يوجد مدارس عربية رغم أنّه يوجد رياض أطفال للعرب، وهو من أحد المطالب الأساسيّة، وكذلك تحسين البنى التحتيّة في أكبر الأحياء التي يتجمع بها السكان العرب، كحيّ الكراميم، وجبل سيخ (هار يونا) فهناك نطلب أيضا إيجاد فعاليات ونشاطات ضمن الأندية والمراكز الجماهيريّة الموجودة في نتسيرت عيليت، تكون مناسبة لأبنائنا العرب'.

وفي هذا السياق، أفاد سلّوم أنّه 'بحسب الإحصائيات الأخيرة هناك 3000 طفل عربي تحت سنّ 18 عاما في نتسيرت عيليت، يتعلم منهم 2000 طالب في الناصرة، ما يعني أنّ هناك يوميًا سيارات وباصات من وإلى الناصرة بهدف التعليم، والوضع الطبيعيّ أن نملك مدارس عربيّة في مدينتا، وكذلك المراكز الجماهيريّة والأندية التي يفتقدها أبنائي. هناك خدمات باللغة العبرية، ولكن أبناؤنا الصغار لا يفهمون العبريّة ولا نستطيع دمجهم في بيئة لا يفهمونها، وهنا على البلدية تخصيص ميزانيات للعرب المتواجدين في المدينة والذين يدفعون الضرائب، وقد نجحنا مؤخرًا بتنظيم فعاليّات لقراءة القصص للأطفال، ونطالب بإدخال اللغة العربية في كل مكان في المدينة، وهو جزء من الشعور أننا في بيتنا'.

واستطرد أنه 'بما أنني أعيش في المدينة، فهناك الكثير من الناس لديهم مؤهلات أكاديميّة ومهنية، ويجب أن تفتح مؤسسات البلديّة المجال لتشغيل المواطنين العرب، إن كان في مخططات البناء أو الجانب الهندسي أو قسم الرفاه أو التخطيط الصناعي'.

وهنا أعربت حندقلو عن أنّ 'أهمية المدرسة تكمن في أنّها أداة تشبيك بين الناس، وعدم وجود مدرسة في نتسيرت عيليت يؤدي إلى عدم وجود النسيج الاجتماعي وحياة ثقافية، فوجود المدرسة يجعل علاقات الناس أقرب ويؤدي إلى حياة ثقافية مختلفة'.

وتابعت أن 'جمعية حقوق المواطن وجمعيات أخرى قدّمت التماسًا لمحكمة الناصرة المركزيّة لإدخال كتب عربيّة في المكتبات العامة في نتسيرت عيليت وفعاليات في اللغة العربية للأطفال، وقد سمحت البلدية بعدها بإدخال برنامج 'ساعة قصة' في اللغة العربية للأطفال ووعدت بإكمال هذا النهج، وهو أمر يعطينا دفعة للعمل بشكل جماعي لتحقيق مطالبنا'.

الانتخابات

وحول قوة الأصوات العربيّة في الانتخابات لرئاسة البلدية يوم الثلاثاء المقبل، أعرب سلايمة بأنّها سترجح كفة الميزان ولها ثقل نوعي في اختيار المرشح الفائز'، مؤكدا بأنه 'سنكون على قدر من المسؤولية، ومن هنا ندعو أهالي المدينة للخروج بالتصويت لأهميته رغم صعوبة الوضع في يوم الانتخابات، من ناحية العمل وتواجد رمضان مما سيزيد صعوبة الوصول إلى الصناديق، ولكن نطلب من الجميع أن يتعاونوا معنا في هذا اليوم المصيريّ'.

وأضأف أنه 'نطالب بمنحنا وظائف نوعيّة في بلدية نتسيرت عيليت، وأن يكون نائب رئيس البلديّة عربيّ، وعلى أساس هذه المطالب لا زلنا نفاوض المرشحين الذين كانوا 4 وائتلف كل اثنين منهم سويًا وبهذا سهّلوا علينا الاختيار، ونتوقع أن يلتزم 90% من السكان العرب بقرار القائمة العربيّة المشتركة ولدينا مقرّ مفتوح لمن يرغب بالاستفسار'.

 'إذا عملنا كجماعة سنحقق التغيير في ميزان القوى في نتسيرت عيليت، فبين عامي 2008 و 2013 كان هناك تغيير نوعي عن السنوات السابقة، لدينا 7000 صوت عربي مقال 37000 صوت يهوديّ، ومن المعروف أنّ نسبة السكان اليهود الذين يدلون بأصواتهم هي 50%، وهنا ندعو السكان العرب بالخروج والتأثير والتصويت للمرشح الملائم الذي ستعلن عنه القائمة المشتركة بعد المفاوضات التي تخوضها، ورغم أنّ كلا المرشحين خطابهما الوطني غير مناسب، ولكن هناك خطاب مدني نحن كسكان بحاجة له حتى نحقق أهدافنا المدنية لأجل أبنائنا ولأجلنا ولرفاهيتنا، مما سينعكس على جوانب الحياة المختلفة التي نعيشها'، هذا ما عبّرت عنه حندقلو.

سلّوم اعتبر أنّه 'علينا في هذه الانتخابات اختيار 'أهون الشرّين'، لأنّه لا يوجد هناك خطاب مباشر جامع لنا كعرب بمدينة مشتركة من قِبل المرشحين، ونحن الآن في انتظار قرار القائمة المشتركة ونتيجة التفاوض مع المرشحين لتحصيل الحد الأقصى من الحقوق'.

التعليقات