"عابر إسرائيل" يهدد أراضي الجليل

لم يعد هناك متسع ومخزون من الأراضي العربية تكفي لشق هذه الشوارع القطرية التي تقف من ورائها أهداف استيطانية تتناقض مع تطلعات البلدات العربية ولا تتلاءم معها، لذلك لا يمكن أن يتم شق هذه الشوارع على حساب البلدات العربية.

"عابر إسرائيل" يهدد أراضي الجليل

في أعقاب الإعلان عن الاستعداد لإنهاء المقطع الأخير من شارع 'عابر إسرائيل' المعروف بشارع رقم (6) والذي سيلتهم آلاف الدونمات من أراضي العرب الخاصة في منطقة الجليل الغربي، شارك المركز العربي للتخطيط البديل في جلسة العمل التي دعا إليها مجلس كفر ياسيف المحلي، للوقوف على تفاصيل مخطط المقطع الأخير للشارع والمطالبة بتحويل مساره إلى مسار جديد غرب جديدة والمكر.

 أضرار

وأكد عضو اللجنة الشعبية في جديدة المكر، المحامي وسام عريض، لـ'عرب 48'، أن 'أضرارا بالغة ستلحق بأصحاب الأراضي في جديدة المكر.  لقد شاركنا قبل أيام في اجتماع مع دائرة التخطيط القطري بالقدس حول نقل الشارع المذكور من منطقة شرق جديدة المكر إلى غرب البلدتين، والسلطات تدعي أن هذا التغيير جاء بهدف الحفاظ على المناطق الخضراء والأماكن الأثرية وغيرها'.

وأشار إلى أن 'التخطيط الحالي غريب عجيب، فعندما تنظر إليه وترى الخرائط تستغرب من مساره وتعرجاته الحادة التي يستشف منها أنه تخطيط مبرمج لالتهام أكثر ما يمكن من مساحات الأراضي الخاصة. حقيقة أن المطالبة بنقل الشارع باتجاه عكا قد يقلص هذا الكم الكبير من المصادرة. المستغرب أن هناك أيضا في هذا المسار ما يسمى بـ'أراضي دولة'، لماذا لا يتم استغلالها وشق الشارع من هذه الأراضي؟'.

ورأى أن 'المخطط كارثي وخطير، ولذلك قمنا بتقديم الاعتراض على هذا المخطط لنقله إلى جهة الغرب، وإذا لم يتم ذلك فسنواصل في المسار القضائي لمنع مصادرة أراضينا'.

أهداف استيطانية

وكانت اللجنة المشتركة للمواصلات البرّية قد عقدت جلسة لبحث المقطع الشمالي لشارع رقم (6) يوم الأربعاء الماضي في القدس، شارك فيها العديد من ممثلي السلطات المحلية العربية في الجليل الغربي، وأوضحوا أمام اللجنة المطلب الرئيسي بإزاحة الشارع إلى الغرب، خارج حدود بلداتهم وأراضيهم.

وقال مدير المركز العربي للتخطيط البديل، د. حنا سويد، لـ'عرب 48' إن 'شارع 6 هو شارع قطري بمقاييس كبيرة جدا، يلتهم مساحات شاسعة، يجب ألاّ تتحمل أوزاره البلدات العربية وأصحاب الأراضي'.

وأكد أنه 'لم يعد هناك متسع ومخزون من الأراضي العربية تكفي لشق هذه الشوارع القطرية التي تقف من ورائها أهداف استيطانية تتناقض مع تطلعات البلدات العربية ولا تتلاءم معها. لذلك لا يمكن أن يتم شق هذه الشوارع على حساب البلدات العربية، وما تبقى من أراضٍ للمواطنين العرب. هذه المهمة لا يمكن قيادتها من الأهالي وحدهم، إنما يجب أن تكون بقيادة السلطات المحلية العربية التي يجب عليها أن تتحرك وتبادر للوقوف في وجه هذا المخطط وإبعاده عن اراضيها وأراضي مواطنيها'.

وقال المزارع فلاح ملحم من جديدة المكر، لـ'عرب 48'، إن 'السلطات الرسمية لم تخبرنا بالأمر، ولكن لدينا الخرائط الجديدة التي اطلع عليها قسم الهندسة واللجان المحلية، وهي تبيّن أن هذا المقطع من شارع رقم (6) سيمر من أراضي البلدة من الجهة الغربية، وذلك بعد أن كان هناك مخططا للشارع شرق قرية جديدة'.

وحول الأضرار المتوقعة، قال إنني 'أعتاش من الزراعة، لا شيء يعوّض خسارتنا في حال تم تنفيذ المخطط، إذ سيتضرر قسم كبير من الأرض التي أفلحها، أي سيلتهم الشارع 25 دونما من أرضي الخاصة، وبما أنهم لا زالوا في مراحل التخطيط الأولي فعلينا التحرك والمطالبة بإبعاده أكثر باتجاه الغرب تجاه عكا لأن هذا الشارع ليس فقط سيلتهم جزءا كبيرا من أراضينا بل سيؤثر على ما سيتبقى من أرض وإمكانية الوصول إليها، قدمنا اعتراضا على المخطط وننتظر الرد'.

التعليقات