الناصرة في رمضان: بين الحركة التجاريّة والعادات الاجتماعيّة

وعن الأجواء في مدينة النّاصرة قالت: "لا يوجد أجواء هذا العام، الناصرة بشكل عام تبدأ الأجواء بها من بعد أوّل أسبوع".

الناصرة في رمضان: بين الحركة التجاريّة والعادات الاجتماعيّة

'فقد رمضان بهجته'، بهذا الوصف نعتَ عددٌ من سكان مدينةِ النّاصرة، أجواءَ رمضان هذا العام، ربما الركود الاقتصاديّ الذي يلقي بظلاله على سكان مدينة النّاصرة كان السبب، لكن، وعلى الرّغم من هذا، أجمعَ السكان على وجود بعض العادات الاجتماعيّة الجميلة التي ما زالت تحتضنها العائلات النصراويّة في رمضان.

المحال التجاريّة

تختلف المشاهد في الحوانيت المختلفة في الشارع الرئيسي، ومنها مشهد صاحب حانوت للحلويات الشرقيّة 'المختار'، عامر طه، وهو يبيعُ لعشراتِ المواطنين المنتظرين دورهم، بعضَ القطايف والزلابية وغيرها من الحلويّات المرافقة للشهر الفضيل. وحول هذا، يقول طه إنّه يقوم بتحضير الزلابية، وفطائر الجبن والجوز، مدلوقة، سحلب، كنافة، وغيرها من الحلويات الساخنة المطلوبة في رمضان.

وتابع طه أنّ العادات والتقاليد في طعام رمضان مرافقة لهذه الأصناف من الحلويات، ويمتنع البعض عن أكل هذه الحلويات باقي أيام العام، انتظارًا لقدوم رمضان.

وفي الجهة المقابلة، يصف صاحب متجر لبيع الأسماك، غازي أبو آمنة، أنّه لا إقبال على شراء السمك في أوائل أيام رمضان، ولكن، بعد انقضاء أول أيام الشهر الفضيل، يبدأ الإقبال على شراء السمك، وذلكَ بسبب أنّ هناك طعامًا تقليديًّا تطهوه النساء أولًا، وبعد ذلك يلجؤون إلى السمك بشكل متأخر قليلًا.

أما صاحب وشيف مطعم 'ملح وفلفل' الواقع في ساحة العين، ربيع خوري، فإنه استعدّ لشهر رمضان بتحضير قائمة طعام خاصّة لهذا الشهر، إضافة إلى الحلويات، وفي أوّل الأيام يكون الإقبال على المطاعم خفيف نوعًا ما ويتحسن في وقت لاحق، بسبب الزيارات العائلية بين الناس، ولكسر الروتين يخرجون إلى المطاعم.

من ناحية الطعام في هذا الشهر، يفضل الصائمون المناسف والرزّ واللحمة ورقاب الخراف المحشوة، بإضافةً إلى أصناف مختلفة من الحلويات كالكنافة والكريب والبافل البلجيكي.

المجتمع

وعن الأجواء الرمضانيّة، عبّر أبو آمنة أنّ رمضان قديمًا كان أجمل، لا يوجد بهجة في أوائل أيام رمضان في النّاصرة ، قائلًا: 'الناس كانت تجتمع ومتكاتفة ومتحابّة أكثر مما هي عليه اليوم، وبالرغم من ذلك التمام العائلة هو من مميزات رمضان وزيارة الأقرباء'.

من جهته، يرى طه أنّ الوضع يتدهور من الناحية الاجتماعيّة، ولولا وجود الشهر الكريم الذي يجمعنا على المحبة والتآخي والسلام والاجتماع مع العائلة، لكانَ الوضع أسوأ مما هو عليه. وتابعَ: 'التكاتف بين أفراد العائلة موجود دائمًا ولكن في رمضان يظهر دور العائلة بشكل أكبر، في الالتمام حول مائدة الفطور والأكل سويًا'.

وأشارَ أبو آمنة إلى الوضع الاقتصاديّ الصعب قليلًا، وخاصةً على من لديه عائلة، مناشدًا العائلات أن لا تقوم بتبذير الطعام لأنّ هناك من يشتهيه وهو جائع، فعلى العائلات أن تقوم بتوزيع الطعام بدلًا من إلقائه بسلّة القمامة، طبخة أو طبختين تكفي ولا حاجة للطعام الكثير وتصويره ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.

أمّا المواطنة ندى أبو نجمة من الناصرة، فترى أنّ اجتماع العائلة على الإفطار من مميزات هذا الشهر، وتتمنى لو كانت كل أيام هذا العام كما رمضان، فما يميز رمضان هو التزام الإنسان بالصيام والصلاة والزكاة، التي تجتمع في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر، رغم أنّه يجعل البعض عصبيًا بسبب الحر والصيام معًا'.

وعن الأجواء في مدينة النّاصرة قالت: 'لا يوجد أجواء هذا العام، الناصرة بشكل عام تبدأ الأجواء بها من بعد أوّل أسبوع'.

التعليقات