وفيات الأطفال العرب تفوق نسبتهم السكانية في البلاد

دلت معطيات تقرير أصدرته مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد في البلاد بما يتعلق بالإصابات غير المتعمدة لأطفال المجتمع العربي على معلومات وإحصائيات خطيرة وصادمة.

وفيات الأطفال العرب تفوق نسبتهم السكانية في البلاد

سلامتهم مسؤوليتنا

*احتمال موت عربي ما بين جيل 0 – 17 عاما أعلى بـ 4.2 من احتمال موت يهودي
*شريحة الأطفال ما بين جيل 0 – 4 سنوات هي الأكثر احتمالا للوفاة بنسبة 50% من حالات الوفاة

*خطر وفاة طفل عربي من منطقة الجنوب أعلى بـ 2.8 من طفل عربي من منطقة المركز


دلت معطيات تقرير أصدرته مؤسسة 'بطيرم' لأمان الأولاد في البلاد بما يتعلق بالإصابات غير المتعمدة لأطفال المجتمع العربي على معلومات وإحصائيات خطيرة وصادمة.

وتطرق التقرير إلى السنوات الخمس الأخيرة، ويتضمن معطيات ومعلومات حول الإصابات ونسبة الوفيات من خلال مسح شامل لعوامل الإصابة وأنواعها، أماكن حدوثها والفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة مع التطرق للمتغيرات الجغرافية والمنطقية في مختلف أنحاء البلاد ومقارنة لهذه المعطيات ما بين المجتمعين اليهودي والعربي على حد سواء.

وذكرت المؤسسة في بيان أصدرته اليوم، الإثنين، أن 'التقرير الحالي هو الرابع الذي تصدره مؤسسة 'بطيرم' حيث كان التقرير الأخير قد صدر عام 2012 مع العلم أنه ومنذ ذلك الحين قامت 'بطيرم' وشركاؤها بتكثيف ومضاعفة الجهود في المجتمع العربي من خلال بناء وتحديد خطط عمل تتضمن نشاطات وفعاليات مختلفة مع التشديد على الشرائح السكانية الأكثر عرضة للإصابة بما في ذلك شريحة السكان البدو في منطقة النقب وذلك من خلال إطلاق مشروع خاص لتقليص حوادث الإصابات هناك وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة. وكانت الحكومة قد صادقت عام 2012 على الخطة الوطنية لسلامة الأطفال والتي ترتكز على فحص العوامل والآليات الكفيلة بتقليل إصابات الأطفال في المجتمع العربي حيث اشتملت مراحل التخطيط على وضع أهداف لخفض نسبة وفيات الأطفال العرب بحوالي 30% حتى عام 2020 من جيل صفر حتى جيل 17 عاما'، وفقا لما جاء في البيان.

وشدد التقرير على اعتبار الإصابات غير المتعمدة إحدى الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال من جيل صفر حتى 18 عاما بكونها مسؤولة عن 24.1 % من وفيات الأطفال ما بين جيل 1 – 17 عاما وكونها مسؤولة عن 9.9 % من حالات الوفاة للأطفال ما بين 0 - 17 عاما.

يشير التقرير إلى أنه ما بين السنوات 2011 – 2013 لقي حتفتهم حوالي 55 طفلا بالمعدل نتيجة لتعرضهم للإصابة غير المتعمدة مقارنة مع 36 حالة وفاة بالمعدل لأطفال من المجتمع اليهودي. كما أن نسبة وفيات الأطفال العرب خلال السنوات الثلاث الأخيرة وصلت إلى 60% في حين أن نسبة الأطفال العرب الإجمالية في البلاد تبلغ 26% فقط من عدد الأطفال الإجمالي في البلاد. كما ويشير التقرير إلى ان متوسط معدل وفيات الأطفال العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 0 – 17 عاما في السنوات الثلاث الأخيرة (2013-2015) هو 7.9 لكل مئة ألف طفل فيما يبلغ معدل وفيات الأطفال اليهود 1.9 لكل مئة ألف طفل، حيث أن احتمال موت طفل عربي جراء الإصابة غير المتعمدة أكبر بـ 4.2 من احتمال موت طفل يهودي، وفي مسح آخر للشريحة العمرية للأطفال ما بين 1 – 4 سنوات تشير المعطيات إلى أن احتمال موت طفل عربي نتيجة الإصابة غير المتعمدة أكبر بـ 6.2 مرة من طفل يهودي.

إصابات الأطفال العرب أكثر حدّة وخطورة

وفي سياق متصل، أشارت معطيات المركز القطري لرصد الصدمات للأعوام (2010-2012) إلى أن نسبة الأطفال العرب تشكل حوالي 54% من الإصابات المستعصية وما يقارب 49% من المصابين بجروح خطيرة وصعبة ونحو 41% من المصابين بإصابات متوسطة و38% من المصابين بإصابات خفيفة، أي أن نسبة الأطفال العرب من مجمل الأطفال الذين يمكثون في مراكز علاج الصدمات أكبر بكثير من نسبتهم العامة في البلاد ضمن شريحة الأطفال والشباب والتي تبلغ 26%. أضف إلى ذلك فإن إصابات الأطفال العرب تميل إلى أن تكون أكثر حدة وصعوبة، لذا فإن الخطر النسبي لطفل عربي للتعرض للإصابة والمكوث في المستشفى لتلقي العلاج جراء ذلك تعتبر أكبر بـ 1.7 مرة من طفل يهودي وأن الخطر النسبي لاحتمال إصابة طفل عربي ما بين جيل 1 – 7 أكبر بـ 2.2 من طفل يهودي من نفس الشريحة العمرية المذكورة.

حوادث الطرق والغرق أكثر مسببات الموت لدى الاطفال 

ويستدل من المعطيات أن أحد أسباب الوفيات الرئيسية للأطفال العرب جراء حوادث غير متعمدة هي حوادث الطرق والتي تشكل نسبة 60% من مجمل الإصابات غير المتعمدة وبالتحديد الأطفال المسافرين داخل مركبة بنسبة 32.7% أو تعرضهم لحادث دهس كمشاة بنسبة 23%. كما تشير المعطيات إلى أن معدل حوادث الطرق التي أسفرت عن وفاة أطفال في المجتمع العربي أكبر بـ 5.2 مرات مقارنة مع معدل وفيات الأطفال اليهود. وأما في فئة الحوادث المنزلية وأوقات الفراغ فبرزت إصابات الغرق بنسبة (10.3%) والاختناق بنسبة (8.5%) من الحالات. كما رصدت 'بطيرم' أن نسبة حالات السقوط لأطفال عرب والتي سببت لهم إصابات متعددة اضطرتهم المكوث في المستشفى لتلقي العلاج تبلغ 46.9 % من مجمل الحالات، أكثر من نصف هذه الحالات كانت لسقوط أطفال من علو وأماكن مرتفعة. وتعتبر حوادث السير السبب الأكثر انتشارا لإصابات أطفال اضطرتهم المكوث في مراكز العلاج جراء ذلك بنسبة 22.8% من مجمل الحالات حيث أن منها 9.2 % إصابات لأطفال كمشاة و7.7% إصابات لأطفال كراكبي دراجات.

احتمال موت طفل عربي جراء الدهس إلى الوراء أعلى بـ12 مرة

وعن الفئات العمرية الأكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة غير المتعمدة فإن شريحة الأطفال ما بين 0 – 4 سنوات هي الأكثر احتمالا للوفاة بنسبة 50% من مجمل نسبة الوفيات وهي مسؤولة عن نسبة 37% من حالات المكوث في المستشفى للأطفال العرب نتيجة الإصابة. وتعتبر حوادث الطرق كمشاة، الاختناق والغرق هي المسببات الرئيسية لوفيات الأطفال من هذه الفئة. وضمن الفئة العمرية ما بين 1 – 4 سنوات فإن احتمال التعرض للموت لطفل عربي جراء إصابته بحادث طرق كمشاة، والتي غالبا ما تكون هذه الحوادث حالات دهس إلى الوراء في فناء المنزل، هذا الاحتمال يعد أعلى بـ 12 مرة منه لدى الطفل اليهودي من نفس الفئة العمرية.

وعلى صعيد إصابات غير متعمدة وقعت في الأطر المختلفة للأطفال العرب خلال السنوات 2011 – 2015 فقد تم رصد نسبة 36% من مجمل حالات الوفاة جراء الإصابة في المنزل أو في الساحة في حين أن نسبة الإصابة عينها تنخفض مع التقدم في السن، فإذا كنا نتحدث عن نسبة 62% من مجمل الوفيات للفئة العمرية من 0 – 4 فإن هذه النسبة تنخفض إلى 25% لفئة العمر ما بين 5 – 14 عاما و6 % من جيل 15 – 17 عاما، في حين أن نسبة حالات الوفاة جراء الإصابة في حوادث الطرق ترتفع مع التقدم بالسن لدى أبناء المجتمع العربي 16% ما بين 0 – 4 و 40% للفئة ما بين 5 – 14 عاما و 62% للذين تتراوح اعمارهم ما بين 15 – 17 عاما. أما عن الإطار الأكثر تميزا لدى الاطفال العرب مقارنة مع الأطفال اليهود من حيث التعرض للوفاة جراء الإصابة فهو حوادث الطرق إذ أن احتمال وفاة طفل عربي بها أعلى بـ 3.4 مرة منه لدى طفل يهودي. وفي إطار المنزل فإن احتمال وفاة طفل عربي أعلى بـ 2.8 مرة مقارنة مع طفل يهودي.

منطقة النقب تتصدر أعلى نسب الإصابة

وقد سجلت، بحسب المعطيات، أعلى معدلات وفيات للأطفال العرب في السنوات الخمس الماضية (2012-2015) في منطقة الجنوب بما يعادل 16.5 حالة لكل 100 ألف طفل مقارنة بمنطقة تل أبيب على سبيل المثال والتي سجلت 3.1 حالة وفاة لكل 100 ألف طفل. وعليه فإن احتمال موت طفل عربي من منطقة الجنوب أعلى بـ 2.8 منه لدى طفل عربي من منطقة المركز وأعلى بـ 2.5 مرة من طفل عربي يسكن في شمال البلاد. كما ويستدل أيضا أن المنزل يعتبر المكان الأكثر حدوثا للإصابات بين أطفال منطقة الجنوب إذ أن احتمال موت طفل عربي من منطقة الجنوب جراء تعرضه للإصابة في المنزل أعلى تقريبا بـ 4 مرات من طفل عربي من مناطق أخرى في البلاد.

تذويت سلامة الأطفال وتطوير قدرات مهنية

وعلى ضوء المعطيات المذكورة، تبرز الحاجة الماسة لتفعيل برامج عمل خاصة بالمجتمع العربي عامة ومنطقة النقب تحديدا، تعنى بالتوعية والإرشاد في موضوع أمان وسلامة الأطفال، ودعم وتعزيز برامج تعليمية في رياض الأطفال والمؤسسات التربوية والتعليمية لمنع وتفادي حالات الدهس إلى الوراء وتطوير برامج وقاية تهدف لتغيير الأنماط السلوكية ورفع مستوى الوعي.

وشددت 'بطيرم' على 'وجوب دعوة الجهات الرسمية المختلفة في البلاد للعمل والتعاون المشترك من خلال السلطات المحلية والتي من شأنها العمل على تطوير وتحسين البنى التحتية في المجتمع العربي وفرض قوانين ونظم البناء الآمن وتطبيق قوانين تعنى بالمرافق العامة ومواقف المركبات الثقيلة والعمل من أجل إعلام موجه بموضوع سلامة وأمان الأطفال، وأيضا تعاون مكثف للمؤسسات الصحية والاجتماعية من خلال تذويت موضوع سلامة الطفل وتمكين وتطوير قدرات مهنية لتعزيز سلامة الأطفال في المجتمع العربي وتوسيع هذا التعاون ليشمل أكبر عدد من المؤسسات المجتمعية العربية في البلاد'.

اقرأ/ي أيضًا | كيف نحمي أطفالنا من الغرق؟

التعليقات