كفر قاسم: الشرطة تستهدف الشباب بالعمالة والأسرلة

في الوقت تنخر آفات خطيرة مجتمعنا العربي الفلسطيني، تستوجب تكثيف الجهود والعمل بكل قوة وإصرار ومثابرة، من أجل محاربتها أو الحد منها، ومنع اتساع دائرتها، تسعى الشرطة لاستغلال الأوضاع الراهنة لإقامة مراكز جديدة وتجنيد مئات الشباب العرب.

كفر قاسم: الشرطة تستهدف الشباب بالعمالة والأسرلة

الشرطة تسعى لتجنيد الشباب في بلد الشهداء

في الوقت تنخر آفات خطيرة مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل، تستوجب تكثيف الجهود والعمل بكل قوة وإصرار ومثابرة، من أجل محاربتها أو الحد منها، على الأقل، ومنع اتساع دائرتها، تسعى الشرطة الإسرائيلية إلى استغلال الأوضاع الراهنة لإقامة مراكز جديدة وتجنيد مئات الشباب العرب.

بعض هذه الآفات تنتشر كالنار في الهشيم، وتستشري في بلداتنا العربية، في حين تغض السلطات الرسمية الطرف، وتتقاعس الشرطة في أداء عملها ومحاربة العنف والإجرام، فيما تنشط في تحرير المخالفات للسائقين واستفزاز المواطنين العرب والتعامل معنا كأعداء.

اجتمع ما يسمى 'رئيس هيئة تطوير الخدمات في المجتمع العربي' التي أقامتها الشرطة، يدعى جمال حكروش' قبل عدة أيام إلى رئيس بلدية كفر قاسم، المحامي عادل بدير، في مبنى البلدية وجرى التباحث في عمل الشرطة بالمدينة وإقامة مركز جديد قرب مدخل المدينة وزيادة عدد أفراد الشرطة.

حكروش لم يخف طموحه بـ'تجنيد أبناء كفر قاسم في الشرطة'، ويبدو أن استهداف بلد الشهداء وغيرها من البلدات العربية وإغراء أبنائها للتطوع في الشرطة يحمل أكثر من هدف وغاية أخطرها طمس هويتنا العربية الفلسطينية وتحويلنا إلى عملاء يقفون في وجه أبناء بلدهم ومجتمعهم.

لاقت هذه التصريحات رفضا واسعا بين المواطنين والناشطين السياسيين والاجتماعيين في مدينة كفر قاسم لا سيما فيما يتعلق بفكرة تطوع أبناء المدينة في الشرطة، وقال المواطنون إن 'إقامة مراكز شرطة في المدن العربية أثبت فشله حيال قضية مكافحة العنف والجريمة، بالإضافة إلى عدم الثقة بالشرطة وتعاملها السلبي وعدائها للمواطنين العرب، فيما أكد رئيس البلدية، المحامي عادل بدير، أن 'تطوير مركز الشرطة أحد الوسائل لمكافحة العنف، والبلدية أخذت على مسؤوليتها طرق جميع الأبواب من أجل محاربة هذه الظاهرة من أجل سلامة المواطن'.

رامي عامر

وقال الشاب رامي عامر، لـ'عرب 48'، إن 'الأهالي لا يريدون إقامة مركز شرطة جديد لأن ذلك لن يأتي بجديد. الشرطة في المجتمع العربي تنشط بتحرير المخالفات فقط من أجل كسب المال، بالإضافة إلى مخططات السلطة بهدف محو الذاكرة والهوية القومية الفلسطينية في المجتمع العربي، من خلال مشاريع الأسرلة والتجنيد للشرطة أو لغيرها'.

وتابع أن 'إقامة مركز شرطة كبير وتطويره وتعزيز قواته سوف يؤثر سلبا على كفر قاسم، حسب رأيي، ولا يعقل أن تكون الشرطة في كل المحافل الخاصة في كفر قاسم، ولا أعتقد أن وجود مركز شرطة سيفيد المواطن لأن التجربة أثبتت العكس في البلدات العربية وكفر قاسم'.               

وقال مزهر بدير، لـ'عرب 48'، إن 'افتتاح مركز شرطة إضافي على حساب أرض المواطن في كفر قاسم الذي يعاني من صعوبة بناء منزل خاص به لا يزيد الأمر إلا تعقيداً، وسيزيد قضايا القتل غموضاً، والسبب يعود إلى وضع البلدية المتأزم والمفكك، وذلك يعود إلى ضعف موقف رئيس البلدية الحالي أمام الشرطة وهي النقطة المهمة، وقد تكون المصيبة أنه لا يجيد الحديث أمامها، وحسب رأيي إقامة مركز شرطة كبير في البلدة لا يجدي بل يزيدها تعقيدا فالشرطة تنشط في جباية الأموال من جيوب الناس ليس أكثر'.

مزهر بدير

وأضاف أن 'الشرطة تضغط على الرئيس في قضايا هدم المنازل، وكل مرة يتم تأجيل هذا الموضوع وإثارته بين الحين والآخر لتبتزه أكثر، وبذلك تحصل الشرطة منه على ما تريد وأكثر مما تعطيه. للأسف ضعف الرئيس أمام الشرطة هو الذي يعطي الشرطة كل هذه الصلاحيات فيما يتعلق بقضية الهدم أو الحد من جرائم العنف والقتل، وفي المرة الأولى أدخلت الشرطة إلى كفر قاسم عنوة دون موافقة أهل البلد وكان ذلك فقط من أجل تحقيق مكاسب سياسية'.

وأوضح أنه 'ليس للشرطة الحق بأن تبني مركزا كبيرا على أرض كفر قاسم، وهي التي فشلت في كل المجالات بالمدينة وخاصة محاربة العنف والجريمة وفك رموز الجرائم السابقة، ناهيك عن المجتمع العربي عامة والفشل الذريع لها. وأؤكد أن نسبة العنف في كفر قاسم انخفضت ليس بسبب الشرطة بل لأن الأهالي هنا تعلموا الدرس بعدما ذاقوا الويلات من هذه الجرائم، والتجربة المريرة التي مرت بها المدينة'.

وتساءل 'أليس من الممكن أن هدف إقامة مركز الشرطة فتح باب التجنيد للشرطة والخدمة المدنية في المدينة بشكل واضح وصريح؟ أخشى أن يستهدف هذا المركز الجديد شباب كفر قاسم ويغريهم بالتطوع في الشرطة والجيش'.

وليد فريج

وقال الشيخ وليد فريج، لـ'عرب 48'، إن 'المواطن في كفر قاسم خاصة وفي المجتمع العربي بشكل عام لا يثق بالشرطة بسبب تصرفاتها المعادية للعرب'.

وأضاف أن 'فكرة تجنيد الشباب القسماوي عن طريق فتح محطة شرطة جديدة أمر لا يجوز التباحث فيه، لأن هذا الأمر مرفوض قطعاً ولا يجوز أن يطرح على طاولة التشاورات'.

وقال رئيس بلدية كفر قاسم، المحامي عادل بدير، لـ'عرب 48'، إننا 'في بلدية كفر قاسم سوف نطرق كل باب من أجل الحد من ظاهرة العنف المستشرية في المجتمع العربي. تطوير محطة الشرطة في كفر قاسم هو من وسائل محاربة العنف والحفاظ على الأمن العام في المدينة، وأؤكد أنه ليس الحل لهذه الظاهرة إنما وسيلة من عدة وسائل اتخذناها وسوف نتخذها سابقا في محاربة هذه الآفة'.

اقرأ/ي أيضًا | المثلث: هكذا أوقع العميل السري المشتبهين بصفقات الأسلحة

وأضاف أنه 'خلال فترة قصيرة قتل ما يقارب عشرة أشخاص في كفر قاسم والتي لم تُكشف هوية قاتليهم بعد، وبذلك نحن نحمل الشرطة هذه المسؤولية وندعوها للقبض على القتلة وتقديمهم للعدالة. بلدية كفر قاسم صادقت على مشروع نصب كاميرات المراقبة والذي سوف يُشرع العمل فيه الأسبوع القادم، حيث ستنصب كاميرات مراقبة في العديد من شوارع المدينة وهي تابعة للبلدية، بالإضافة إلى نصب حواجز على مداخل المدينة والتي سوف توقف كل سيارة مشبوهة تدخل المدينة، كل هذا والعديد من الخطوات التربوية التي تعمل عليها البلدية من خلال نشر ثقافة التسامح والتعامل الحسن مع الآخر'.

عادل بدير

وشدد على أن 'البلدية لن تتهاون في قضية الحفاظ على حياة الإنسان في كفر قاسم، وشعارنا الأول هو حياة المواطن وسلامته، وسوف نتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل ذلك، وعلينا كمسؤولين في البلدية والبلدة والمجتمع كله أن نتوحد في سبيل محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها'.

التعليقات