يافا: أخطبوط التهويد في حي "العرقتنجي"

قال عضو لجنة حي "العرقتنجي" يوسف عصفور، لـ"عرب 48": "عشت وعايشت النكبة والآن نعيش النكبة تلو الأخرى، حيث سيطرت إسرائيل على أملاك السكان الأصليين من أهالي يافا وبعضهم هُجر (حسب القانون الإسرائيليّ "الغائبون الحاضرون" من عام 1949).

يافا: أخطبوط التهويد في حي "العرقتنجي"

أخطبوط التهويد في حي "العرقتنجي" بيافا

تبذُل السلطات الإسرائيلية مساعيها لتهويد ما تبقى من أحياء عربية في مدينة يافا تحت مسميات التطوير والتعايش وطمس معالمها وموروثها الحضاري والثقافي الممتد إلى عصور ما قبل الميلاد، ورغم محاولات التهويد التي تؤجج الصراع مجددا، تبقى يافا العربية صامدة أمام كل المخططات والمؤامرات.

حال النكبة السابقة مثل حال النكبة الحالية التي يخوضها أهالي حي 'العرقتنجي' في مدينة يافا، إنهم يتصدون لمخطط تهويدي جديد يستهدف الحي الذي تسكنه غالبية عربية في المدينة، من خلال التصدي لجريمة الاستيلاء على منزل كبير في الحي، وهو بالأصل لعائلة عربية هجرت قبل نكبة العام 1948، وبيع في الفترة الأخيرة لجمعية يهودية 'توراتية' معروفة بفكرها المتطرف، حيث استوطن في هذا المنزل 100 مستوطن، يجولون ويصولون داخل الأحياء العربية، بعد أن أبرمت صفقة بيع المنزل مع الجمعية التي يرأسها 'الراب إلياهو'، وما أثار قلق أهالي الحي أن المتطرفين اليهود يتنقلون وهم مسلحون، ما يؤدي لتعكير صفو الحياة داخل الحي، بالإضافة إلى احتجاج السكان العرب ومخاوفهم الشديدة من هذا المشروع التهويدي والتطهير العرقي كما يحدث في الخليل وما تسببه المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

نكبة تلو الأخرى

وقال عضو لجنة حي 'العرقتنجي' يوسف عصفور، لـ'عرب 48': 'عشت وعايشت النكبة والآن نعيش النكبة تلو الأخرى، حيث سيطرت إسرائيل على أملاك السكان الأصليين من أهالي يافا وبعضهم هُجر  (حسب القانون الإسرائيليّ 'الغائبون الحاضرون' من عام 1949). وهكذا استولت الدولة على حقهم الشرعي بأراضيهم وبيوتهم، وأصبحت جميع بيوت يافا التي هُجّر أصحابها الأصليين، سواء كانوا ملاكّين في البلدة القديمة أو خارجها، تابعة لما يسمى بـ'دائرة أراضي إسرائيل'، ووقعت تحت سيطرتها ومنحتها الشرعية! وبكل سهولة بيعت تلك البيوت بواسطة مناقصات علنيّة، الأمر الذي لا زال يُقلق سكان يافا العرب'.

وأكد أن 'الأهالي يخشون تهويد ما تبقى من أملاكهم وحقهم الشرعي وتراثهم الأصيل تحت مسميات مشاريع تجتاح الأحياء العربية وتستهدفهم، ولم يقتصر على ذلك فقط إنما الاستيلاء على الأماكن المقدسة والمقبرة وغيرها. هذا البيت الذي تدور حوله المشكلة هو بيت تابع لعائلة فلسطينية، وهي عائلة الجلاد، التي كانت قبل العام 1948 تسكنه حتى هجرت وتحول البيت إلى ملك غائب، وسكنته عائلتان من يهود المغرب والجزائر'.

صراع الهوية

وأضاف عصفور أنه 'لو استذكرنا ما حصل في العام 2008 في مدينة عكا تزامنا مع عيد اليهود 'العرش' وما يحصل في اللد، وما يجري الآن في يافا، لتوصلنا إلى أن هذه السياسة ممنهجة بحسب كتبهم، وهي تهدف لطمس الهوية العربية خاصة في البلدات الساحلية'.

وأوضح أن 'هذا البيت الذي نتحدث عنه في حي 'العرقتنجي' يستعمل الآن كفندق لتلاميذ 'الراب إلياهو' وأعضاء جمعيته التوراتية، ووفق القانون الإسرائيلي لا يجوز إجراء أي تغيير في البيت، من الداخل أو الخارج، بمعنى ممنوع إضافة أي إضافة على المبنى الأصلي، لكن هذا البيت ليس فقط أنه أضيف عليه ورُمّم بل تحول إلى فندق، والأمر الذي يثير الحيرة ما كُتب في موقع الجمعية بأن في هذا الحي 'العرقتنجي' سكنت عائلة يهودية وهي تفتح أبوابها لتستقبل هؤلاء التلاميذ. وهذا امر غير منطقي، أن تضع عائلة نحو 100 سرير وتستقبل عشرات الشباب في بيتها ليتحول إلى وكر لهم، ومن هنا تُثار الكثير من الشبهات التي لم نلق عليها أي إجابة، وكأن مشهد النكبة يُعيد نفسه'.

تعبئة الجماهير

إلى ذلك، أشار عصفور إلى أنه 'ليس عبثا أن يتواجد المستوطنون هنا، الفكرة واضحة وهي بهدف إلى تهويد يافا، وهذا هو الخطر الأول على جميع سكان يافا وليس فقط على حي 'العرقتنجي'، وصرح 'الراف إلياهو' أن هذا هو الهدف، بل ويهدف الى التفريق والتمييز بين المواطنين العرب واليهود في يافا، والأخطر في ذلك ما قاله بأن هذه هي التعليمات التي تلقاها، باستشارة مع جهاز الأمن وليس الشرطة، وهذه الكلمة تختلف بمعنى أن من يعارضه سوف يلقى الأمن أمامه. للأسف القانون يحميهم، هناك خروقات قانونية كثيرة قد تخطوها بالعلن، ولما طلبنا ملف البيت من البلدية فوجئنا أن الملف قد فُقد أو سُرق، وطلبنا أيضا امراً إيقاف العمل داخل البيت، لكنهم لم يتبعوا أي من تعليمات الشرطة والمفتشين من البلدية، ولو كان من قبل مواطن عربي لتم اعتقاله على الفور وهدم بيته. نحن نطالبهم بصوت واضح أن أخرجوا من هذا الحي، لا نريد شريحة كهذه بيننا، هؤلاء يحملون الفكر الصهيوني المتطرف، إنهم النواة الأصلية للصهيونية والتطرف، وهذا من الممكن أن يؤدي إلى صراع مع السكان العرب وأن يٌهدر الدم لا سمح الله، في هذه البقعة الصغيرة ولن تدري ماذا سيحصل غدا'.

اقرأ/ي أيضًا | يافا: التهويد يتغول على الأوقاف

ورأى أن 'الحل هو النشاط الجماهيري لتعبئة الجماهير من أجل الوقوف صفا واحدا وكشف هذه المشاريع وفضحها أمام الرأي العام. نحن مجتمع ضعيف في يافا، كل من يحيط بنا يطمح لطردنا ونحن بحاجة إلى دعم ومساندة، ولا نريد أن نخسر منازلنا وبلدنا'.

التعليقات