كفر قاسم: امنحوا ذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم

طالب أهالي الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة كفر قاسم والمنطقة، وزارة التربية والتعليم والمؤسسات المسؤولة، أن تمنحهم المصادقة الرسمية لإقامة مركز خاص يقدم الخدمات الشاملة لهم بالمدينة،

كفر قاسم: امنحوا ذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم

طالب أهالي الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة كفر قاسم والمنطقة، وزارة التربية والتعليم والمؤسسات المسؤولة، أن تمنحهم المصادقة الرسمية لإقامة مركز خاص يقدم الخدمات الشاملة لهم بالمدينة، بعد معاناة مريرة في ضمهم لأطر غير مناسبة لاحتياجاتهم وأماكن بعيدة عن مكان سكناهم، ما اضطر البعض منهم لإبقاء أبنائهم في البيوت، دون إطار تربوي تعليمي تأهيلي.

وقال عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة في كفر قاسم والمنطقة، إنهم يستصعبون إيجاد الأطر اللازمة لأولادهم، كون المراكز المتاحة في المنطقة لا تعطي الخدمات اللازمة وفق الاحتياجات المختلفة، بالإضافة لمشاق السفر إلى منطقة وادي عارة.

وتوجهت جمعية 'لست وحدك' الراعية لذوي الاحتياجات الخاصة ومشاكلهم في المجتمع العربي المحلي، برفقة عدد من أهالي الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في كفر قاسم والمنطقة، برسالة إلى وزارة التربية والتعليم، مطالبة بأن تصادق الوزارة على مبنى قد تم تجهيزه من خلال التبرعات في كفر قاسم، وهو معد ومجهز بغرف صفية، يستجيب للشروط وتتوفر به كل التقنيات المطلوبة، على أن يكون مركزا علاجيا ومدرسة خصوصية لذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطقة، بدلا من إجبار الأهالي على السفر مع أولادهم إلى خارج المدينة.

وبدورها رفضت وزارة التربية والتعليم، مطلب الجمعية والأهالي بالمصادقة على المبنى، بحجة وجود فوارق كبيرة بأعمار الطلاب في المنطقة.

وقالت ياسمين طه، شقيقة أحد الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، لـ'عرب 48'، إن 'الأهالي يطالبون وزارة التربية والتعليم أن تصادق على هذا المركز في البلدة، علما أنه من الصعب علينا أن نقل أبنائنا إلى مسافات بعيدة خارج البلدة. هذه المراكز لا تعطي الخدمات المطلوبة لكل طالب وفق احتياجاته، إنما تعطي العلاج بشكل عام لكل الأولاد الأمر الذي يضر كثيرا في علاج أولادنا ويمنعهم من التقدم'.

وتابعت أنه 'من واجب الوزارة وكل المؤسسات الاستجابة لمطالبنا، لأن هؤلاء الطلاب ليسوا مثلنا يستطيعون التأقلم في أي مكان يضعونهم فيه. سنستمر في هذا النضال حتى تتم الاستجابة لمطالبنا'.

وقالت بثينة أبو جابر، والدة طفلة أخرى من كفر قاسم، لـ'عرب 48'، إن 'ابنتي تعاني من عدم التجاوب مع البيئة المحيطة، ويصعب علي أن أضعها في مركز لا يقدم لها العلاج المناسب، وما نريده نحن من العلاج أن يكون تعليميا ومفيدا وليس مجرد لهو ولعب'.

وأضافت أن 'الوزارة اقترحت أن نرسل الطلاب إلى مركز في الطيرة، وهذا المركز لا يعطي ولا يستجب لاحتياجات ابنتنا، الأمر الذي لا يساعدها وما يجري مضيعة للوقت. نطالب أن تصادق الوزارة على المركز الجديد كي تتسنى لنا تزويده بجميع الخدمات الملائمة لأولادنا، نحن أحق بذلك'.

إلى ذلك، انتقدت رئيسة جمعية 'لست وحدك' والعاملة الاجتماعية، فداء طه، وزارة التربية والتعليم بشدة، وتساءلت: 'كيف تقبل الوزارة أن يبقى هؤلاء الطلاب، الشريحة المستضعفة والمهمشة، دون إطار تربوي تعليمي وتأهيلي؟ قمنا بتجنيد متطوعين واضطررنا لتفعيل الطلاب داخل الغرف الصفية المهيأة للطلاب مع احتياجات خاصة وذوي الإعاقة الحركية وتهيئتها وفق طلباتهم واحتياجاتهم، ووجدنا البديل'.  

وقالت لـ'عرب 48'، 'نطالب وزارة التربية والتعليم بالمصادقة على استيعاب الطلاب في مبنى الجمعية المخصص لهم وتوظيف ملاكات وإعادة الحق لهم، ألا يكفيهم المعاناة المريرة ومشاق السفر ووضعهم في أطر غير مناسبة لهم؟'.

وأكدت أنه 'رغم الفرق في أعمار الطلاب إلا أنهم بنفس المستوى التعليمي، فهم يحتاجون للأسس البسيطة للتعلم. ما يحدث مؤلم جدا. وأرى أن إبقاء الطلاب في بيوتهم هو خط أحمر ونحن نقف إلى جانب الأهالي حتى تحصيل كافة الحقوق المستحقة لهم'.

وقال رئيس البلدية، المحامي عادل بدير، لـ'عرب 48'، إن 'البلدية تعمل جاهدة للضغط على الوزارة للمصادقة على المبنى ليحتضن الطلاب ويوفر عناء السفر والمخاطر، ونطالب الوزارة بالمصادقة على المركز وفق مطالب الأهالي لسد احتياجات الطلاب، ومن ناحيتي هؤلاء الطلاب أسميهم أصحاب الطاقات ويجب أن ندعمهم في مختلف الجوانب'.

وفي هذا السياق، عقب الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم أن 'مفتشة التعليم الخاص تتفهم موقف الأهل المعارض لدمج الطلاب في الطيرة'.

اقرأ/ي أيضًا | ذوو الاحتياجات الخاصة: تمييزٌ مضاعف

وأضاف أن 'المفتشة تقوم بمعالجة الموضوع بهدف إيجاد إطار تعليمي للطلاب يتلاءم مع احتياجاتهم ويحظى بموافقة الأهل'.

التعليقات