عائلة الشهيد خمايسي: ما بين ألم الفقدان وإحياء الذكرى

محمد المولود في قرية كفركنا كان أصغر اخوته سنًا ولم يكن قد تجاوز 18 ربيعا عندما استهدفه رصاص وحدات الشرطة الخاصة

عائلة الشهيد خمايسي: ما بين ألم الفقدان وإحياء الذكرى

كان الشاب محمد خمايسي يبلغ من العمر 18 عامًا حين ارتقى شهيدًا في هبة القدس والأقصى عام 2000، باغته الزناد والنار في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر من ذاك العام، أي في اليوم الرابع للمواجهات.

محمد المولود في قرية كفركنا كان أصغر اخوته سنًا، وفي الذكرى السادسة عشر لهبة القدس والأقصى، يتحدث لعرب 48 الأخ الأكبر للشهيد، رفعت خمايسي.


عن الاستشهاد

يقول خمايسي: 'الوقت مضى سريعًا، وغدًا ستصادف ذكرى استشهاد 13 شهيدا من الشبابا العرب، منهم أخي محمد خمايسي، الذي استشهد في المواجهات التي تلت دخول شارون إلى المسجد الأقصى، ففي تلك الفترة عاش العرب حالة من التوتر والاستنفار، وإحدى تلك البلدات كانت بلدتي كفركنا. صاحب تلك الأجواء مناوشات وتظاهرات ورشق للحجارة وإصابات، ومع الوقت ازدادت حدّة تلك المواجهات، وبدأنا نسمع أنباء عن استشهاد شبان من أم الفحم والناصرة وعرابة وسخنين'.

وتابع أنّ الأجواء والمشاهد التي عاشتها كفركنا في تلك الفترة تشبه الأفلام، مشاهد من حرس الحدود والجيش والوحدات الخاصة يطلقون الرصاص المطاطيّ والحيّ والغاز المسيل للدموع على الشبان، وبتاريخ 03/10/2000 كان أخي أحد شباب كفركنا الذين تواجدوا على الشارع الرئيسيّ الذي تم إغلاقه بسبب المواجهات مع الشرطة. وفي حوالي الساعة السابعة مساءً من ذاك اليوم كانت هناك عملية اطلاق للرصاص الحيّ في المنطقة الشمالية لكفركنا (المحدر)، وقد أصيب شابان من القرية، أحدهما أخي محمد، والمصاب الآخر يدعى محمد أيضًا.

ويضيف خمايسي: 'أصيب أخي برصاص حيّ، وأصيب الشاب الثاني برصاص مطاطيّ. وتبيّن لاحقًا أنّ رصاصة دُمدُم هي التي اخترقت جسد أخي، وهي رصاصة كانت ستقتله لا محالة خلال 24 ساعة في أي مكان من جسده، وفورًا تم نقله إلى مستشفى الناصرة، وكنا نعتقد أنّ إصابته غير بالغة لكونها في منطقة الفخذ، وقد أجريت له عمليّة جراحية هناك، ولكنه أصيب بمضاعفات بسبب المواد السامة التي تواجدت بالرصاصة، وقرابة الساعة الرابعة فجرًا بدأ وضعه الصحي يتدهور، وتم نقله إلى مستشفى هعيميك في العفولة،. وفي غرفة العلاج المكثف فارق الحياة في الساعة السادسة فجرًا'.

ألم الفقدان

عن فقدان الأخ أشار خمايسي إلى أنّه بلا شك محمد كان أصغر أفراد العائلة، تمتع بجسد سليم، ولا يعاني من أمراض، كما ادّعت الشرطة، وتأثرت كل القرية باستشهاده، وخاصة في الدائرة الأصغر العائلة، وبيتنا بشكل أخص. ولازلنا متأثرين لأنّ الوجع يؤلم صاحبه، وقد فارق والدي الحياة بعد استشهاد أخي بسبب تدهور صحته، وأمي لا زالت لغاية يومنا هذا بحالة يرثى لها بسبب انعكاس الألم الذي في قلبها على جسدها، فوضعها الصحيّ غير جيّد، وتعاني من عدة أمراض، ولا تقوى على السير. استشهاده كان ضربة موجعة بكل معنى الكلمة، ونحن نتذكره في كل لحظة وفي كل تحرك، ونشعر بفراقه، ولذلك امتلأت الجدران بصوره'.

وعن التفاعل مع إحياء ذكرى شهداء هبة القدس والأقصى، علّق معاتبًا  على ما اعتبره محاولة لـ'إعلان وفاة ذكرى هبة القدس والأقصى'، من قبل اللجان الشعبية ولجنة المتابعة والسلطات المحلية.

وبحسبه، فـ'في آخر 5 أعوام يحاولون منع الإضراب، ويحاولون التخفيف من حدة الحدث وصداه الجماهيريّ الذي كان في بداية الحدث. في الأعوام التي تلت عام 2000 كانت تحل الذكرى والجماهير العربية كانت متأثرة، ولديها شعور الانتفاضة من جديد، ولكن اليوم نذهب ولا نرى سوى بضع مئات، بينما كان الآلاف سابقًا يشاركون في ذكرى الهبة'، على حد تعبيره.

إقرأ/ي أيضًا | انطلاق فعاليات هبة القدس والأقصى في الداخل الفلسطيني

واختتم حديثه بالقول إنه لا يوجد تعبئة جماهيرية كافية للحدث، وهذا أمر غير مرض لأهالي الشهداء وينعكس على إحياء الذكرى كما يجب.

التعليقات