يحتدم الصراع القائم على الأراضي اليافيّة بين العرب الفلسطينيين وبين ما يسمى 'دائرة أراضي إسرائيل'، حيث تسعى السلطات الإسرائيلية إلى طمس المعالم العربية في مدينة يافا وتهويدها.
هو مخطط آخر يستهدف طمس الهوية العربية الفلسطينية والتضييق على السكان العرب في يافا، إذ تستهدف بما يسمى بـ'دائرة الأراضي الإسرائيلية' قسما من منزل عائلة نابُلسي في حي 'العجمي' والذي يقطنه سبعة أنفار منذ أكثر من سبعين عاما، ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، على أرضٍ بملكيتهم الخاصة.
وتدعي 'دائرة الأراضي' أن عائلة نابُلسي استولت على قسم من قطعة الأرض المجاورة لقسيمة أرضهم في السابق ما قبل النكبة، وأقامت عليها منزلا وهي لا تملك المستندات الثبوتية اللازمة، وأن قسما من المنزل بموجب قانون 'أملاك الغائبين' يجب أن يحول لملكية الدولة، وفق ما تبين من الخرائط في السنوات الأخيرة التي قدمتها 'دائرة الأراضي' للمحكمة، وبذلك تُطالب الأخيرة عائلة نابلسي بقطعة الأرض التي بني عليها المنزل إما بخروجهم من المنزل بأكمله وشراء حصتهم أو مقاسمتهم إياه.
وليست هذه القضية الأولى التي يُعاني منها سكان يافا العرب، من قبل 'دائرة أراضي إسرائيل' التي تستهدفهم بنكبات أخرى، وتستهدف أراضيهم ومساكنهم تحت غطاء قوانين عنصرية مجحفة، فقد سبق أن طالبت الدائرة عائلة شعيا في حي 'العرقتنجي' بتقاسم منزلها وفق قانون 'أملاك الغائبين'، أو أن تشتري عائلة شعيا القسم الذي تدعي الدائرة بأنه تابع لها، بمبلغ وقدره 2 مليون شيقل.
نابلسي: لن نكون كالغرباء في وطننا
وقال صاحب المنزل، ربحي نابلسي، لـ'عرب 48'، إن 'المنزل تسكنه العائلة منذ أكثر من سبعين عاما، اشترينا هذا المنزل من جدي ما قبل النكبة، في حوالي العام 1946، ولغاية الآن نملك جميع العقود الأصلية والمستندات التي تثبت أن المنزل كله على قطعة الأرض كلها هي بملكيتنا الخاصة'.
وحول سياسة ومخططات السلطات، قال: 'إنهم يدعون أننا استوطنا في هذا المنزل، ويقولون هذا الادعاء بكل وقاحة وتناسوا أنهم هم من استوطن هذه الأراضي وهذا الوطن، وهم أنفسهم المستوطنون، لم يتركوا لنا شيئا من المساكن والأرض، ويسعون لتدمير ثقافتنا وتشويه فِكرنا'.
وأضاف في حديثه حول المجريات القضائية، أنه 'لدينا جميع المستندات والوثائق اللازمة، وقد قدمناها للمحكمة عن طريق المحامي الموكل بالقضية، ونحن على ثقة ويقين أن هذه القضية سوف تكون بصالحنا ولا نخشى هذا القضاء، لأننا أصحاب حق ولن نتنازل عن هذا الحق أبدا'.
وتابع بألم حول الأوضاع في يافا: 'الوضع سئ جداً في يافا، يلاحقون المواطنين العرب أينما كانوا في مساكنهم، ولا يريدون أن يكون المواطن العربي مالك لشيء في هذه البقعة وعلى اسمه الخاص، بل يريدوننا أن نكون كالغُرباء بلا أملاك وأن نسكن المنازل المستأجرة كي لا تكون لنا أي بصمة في يافا، وحتى يُتاح لهم المجال لطمس هويتنا على هذه الأرض'.
اقرأ/ي أيضًا | يافا: بلدية تل أبيب تمنح منزلا عربيا للجيش في "العجمي"
وناشد نابلسي، العرب، بوحدة صف عريضة، وقال: 'نحن نشعر بالوحدة في يافا، لكن القليل من المسؤولين يمدون لنا يد العون والمساعدة، هذه القضايا يجب أن تحظى بجدية أكبر، وأن تكون وحدة صف عريضة، كي نكبح جماح كل هذه المحاولات والمضايقات التي تنتهجها الحكومة ضدنا بشكل مُخطط وممنهج. لا يمكننا نحن كأفراد أن نقاوم دولة بأسرها مع قوانينها ودستورها الذي يهدف إلى طردنا من هذه البلاد، قضية يافا يجب أن تكون على سلم أولويات المسؤولين، وهي قضية كل المجتمع العربي، يافا استعصت على المُحتل في النكبة الأولى، وسوف تستعصي على السلطات اليوم، وإذا ما سقطت يافا سوف يكون السقوط باكِرا ومؤلما'.
التعليقات