كفر برعم: مواصلة الهدم والتجريف للإجهاز على حق العودة

تواصل السلطات الإسرائيلية عمليات الاعتداء والتجريف والهدم وملاحقة أهالي كفر برعم المهجرة في الجليل الأعلى، في مسعى منها للإجهاز على ما تبقى من معالم فلسطينية في قريتهم المهجرة، والعمل على تحويل البلدة إلى موقع سياحي أثري.

كفر برعم: مواصلة الهدم والتجريف للإجهاز على حق العودة

صور من كفر برعم

تواصل السلطات الإسرائيلية عمليات الاعتداء والتجريف والهدم وملاحقة أهالي كفر برعم المهجرة في الجليل الأعلى، في مسعى منها للإجهاز على ما تبقى من معالم فلسطينية في قريتهم المهجرة، والعمل على تحويل البلدة إلى موقع سياحي أثري.

وشهدت القرية، مؤخرا، عمليات تجريف واعتداء على الممتلكات وشق شوارع ومسارات سياحية الأمر الذي أثار غضب وقلق أهالي كفر برعم الذين يقطنون في البلدات المجاورة وينتظرون العودة لبلدتهم التي اقتلعوا منها في العام 1953.

طمس المعالم

واستعرض عضو لجنة مهجري كفر برعم، رياض غنطوس، مسلسل العبث في قريته كفر برعم المهجرة، وقال لـ'عرب 48'، إن 'عمليات طمس المعالم والتنكر للرواية والحقيقة التاريخية اتخذت وتتخذ أشكالا وأساليب مختلفة وتحت ذرائع وحجج باتت مفضوحة ومعروفة للصغير قبل الكبير'.

وأكد أن 'ما يحدث من عمليات تجريف في هذه الأيام هو استمرار للعمل الذي باشروا به منذ ثلاثة أشهر، وكنت قد توجهت للدوائر المسؤولة عن هذا العمل وادعوا أن هذه المشاريع تجري وفقا لطلب مؤسسة التأمين بحجة شق طرق وتوسعة المكان ليتسنى للمعاقين الوصول إلى داخل البلدة وأن هذه المشاريع ممولة من مؤسسة التأمين، حسب ادعاءاتهم الواهية، ونحن نعلم أن حقيقة هذا العمل يأتي بدافع طمس المعالم وإخفاء الحقائق، وهناك تجارب سابقة بعد أن حولوا المعبد الروماني في القرية والمعروف أنه مقام منذ القرن الأول في عهد الرومان وهم يدعون أنه معبد وكنيس لليهود، وهي ادعاءات كاذبة ومنافية للحقيقة التاريخية المعروفة، لكن رغم ذلك فإن ما يجري لن يمنعنا من متابعة معركتنا من أجل حق العودة إلى قريتنا'.

وقالت الناشطة آية غنطوس، لـ'عرب 48': 'نحن جيل بات يعرف ويعي حقه في العودة، وما يجري من تجريف وتهويد للمكان محاولة لتيئيس شباب العودة، وكل ذلك لن يثنينا عن مواصلة طريق العودة من خلال متابعة التواصل مع بلدتنا التي اقتلعنا منها عن طريق العمل والتوعية المستمرة والتصميم على حقنا'.

وأضافت: 'نحن شباب العودة سنفتتح بعد غد الجمعة مخيم العودة السنوي على أرض كفر برعم، وسنقيم ورشات العمل مع شباب العودة وأهالي البلدة مع علمنا بالصعوبات والعقبات التي قد تواجهنا من الدوائر التي تعمل حاليا هناك بهدف سد الطريق على شباب العودة وتصميمهم على العمل في التنظيف والترميم والبرامج التوعوية'.

لا عودة عن حق العودة

وقال الناشط عساف سمير لـ'عرب 48'، إننا 'سبق وأن نظمنا مخيم الجذور في ظروف صعبة، وكنا نتعرض لمضايقات واعتداءات على أملاكنا ومصادرة الأغراض الخاصة بنا، لكن أعتقد أن ترسخت فكرة المخيم التطوعي الذي يستقطب أعدادا متزايدة من أهالي البلدة كل عام، ورغم عمليات التجريف التي تقوم بها الدوائر الآن فإننا عازمون على إقامة المخيم بالزمان والمكان المقررين، في حين لا نستبعد تزايد عمليات التضييق ومنعنا من ذلك، لكن لا عودة عن إقامة المخيم كما لا رجعة عن حق العودة'.

وشدد عضو لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، محمد كيال، على التمسك بحق العودة مهما اشتدت أساليب السلطة في محاولة سد الطرق.

وقال لـ'عرب 48': 'نحن في الجمعية نرى بهذه الأعمال أنها محاولات لتيئيس المهجرين من إمكانية تحقيق العودة، ومنذ عشرات السنين وحتى أيامنا هذه تسعى السلطات الإسرائيلية وأذرعها إلى طمس معالم القرى والمدن المهجرة. ما تقوم به السلطات في كفر برعم جزء لا يتجزأ من السياسة الممنهجة لطمس معالم هذه البلدات وتكريس الاستيلاء على أملاك المهجرين ومقدراتهم وتهويدها، ونحن مثل أهالي كفر برعم نرفض ونستنكر ما يجري على أراضيهم ونرى أن الحل بدلا من القيام بمثل هذه الأعمال العدائية عليهم إتاحة الفرصة لأهالي البلدة وتمكينهم من العودة، وهم أولى بإعادة بناء قراهم وتطويرها لردم هذا الغبن التاريخي'.

التعليقات