نساء يدفعن حياتهن ثمنا للصمت والتخاذل

تسع نساءٍ ضحايا جرائم العنف منذ مطلع هذا العام 2016، عامٌ قاسٍ على مجتمعنا، كشفَ زيف المجتمع الذي يختبئ وراء قتل المرأة ثم يدّعي المقربون أن المجرم القاتل مريضٌ نفسيًا،

نساء يدفعن حياتهن ثمنا للصمت والتخاذل

تسع نساءٍ ضحايا جرائم العنف منذ مطلع هذا العام 2016، عامٌ قاسٍ على مجتمعنا، كشفَ زيف المجتمع الذي يختبئ وراء قتل المرأة ثم يدّعي المقربون أن المجرم القاتل مريضٌ نفسيًا، وماذا مع المرض الإنساني؟! هل كانَ هذا الرجُل الذي أرسلَ زوجته أو شقيقته أو قريبته لتعمل منذ الساعة الخامسة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، لتعيش هي وهو في بيتٍ آمن، هل كانَ في حينه مريضا نفسيًا، هل كان يخضع للعلاج في مشفى الأمراض النفسية، قبل أن يسمح الأطباء بتحريره من المستشفى، على اعتبار أنه لا يشكل خطرًا على المجتمع؟!

هذا هو مجتمعنا، بعضُ أفراده مريض بالعلل الكثيرة، ليسَ فقط علّة النفس، وإنما عِلّة الأخلاق، فكيف نُفسِر قتل امرأة من شفاعمرو وهي تحتضن أطفالها الصغار، لتربيهم وتعلمهم؟! ولماذا تُقتل امرأة أخرى وهي تحتضِن أطفالها؟!

كلُها جرائم يرتكبها قتلة، لا رحمة عندهم ولا أخلاق، والتذرُع بما يسمى 'شرف العائلة' أقل ما يُقال عنه أنه الجريمة بعينها، فالدين طالب بتبادل الاحترام بين المرأة والرجل، ونحنُ نتحدث عن جرائم قتل ليس لها أية علاقة بالأخلاق ولا بما يسمى 'الشرف'، أيُ شرفٍ هذا الذي يُقرِّر فيه الرجل أن يُجهز على زوجته التي عاشت معه وتحملته، مريضًا أو معافى؟!

تسع نساءٍ هنّ: آمنة ياسين- طمرة، رنين رحّال- الزرازير، سميرة إسماعيل- الرامة، وامرأة لم يذكر اسمها من اللقية وميرفت أبو جليّل- شفاعمرو وسلام عبد الله- كفر ياسيف، ودعاء أبو شرخ- اللد، هويدة شوا- يافا وهدى كحيل (أبو سراري) أيضا من يافا.

أكثر من 30% من النساء في منطقة الشمال يتعرّضن للعنف!

أظهرت الإحصائيات، مؤخرًا، بحسب جمعية الجليل، ركاز- حول العنف والعلاقات الأسرية، أن مجمل نسبة النساء اللواتي تعرضن لأحد أنواع العنف في السنة الأخيرة للمسح على أشكاله المختلفة قد بلغت 30.4 بالمئة بواقع 28.7 بالمئة تعرضن لعنف نفسي، 10.2 بالمئة لعنف جسدي، 9.4 بالمئة لعنف اقتصادي، 6.9 بالمئة لعنف اجتماعي و 3.4 بالمئة لعنف جنسي، بحيث تصل نسبة العنف الأعلى على أحد أشكاله ضد النساء في منطقة الشمال حيث بلغت نسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف في منطقة الشمال إلى 36 بالمئة مقارنة مع 22.2 بالمئة في منطقة حيفا، 23 بالمئة في منطقة المركز و26 بالمئة في منطقة الجنوب.

وتصل نسبة العنف ضد النساء في التجمعات السكنية المختلطة وهي الأعلى إلى 60.8 بالمئة في المجمل بواقع 59.1 بالمئة تعرضن لعنف نفسي و20.9 بالمئة للعنف الجسدي. ويظهر الازدياد بنسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف في السنوات الأولى للزواج حتى 15 سنة بدءًا من 26.4 بالمئة حتى 5 سنوات لترتفع إلى 37.7 بالمئة حتى 15 سنة زواج، وتبدأ نسب التعرض للعنف بالانخفاض بعد 16 سنة زواج، إلى ذلك تفيد المعطيات أنّ هناك انخفاض في نسب تعرض الزوجات للعنف مع ارتفاع مستوى التحصيل العلمي للزوجة وأنّ أعلى نسبة من النساء اللواتي تعرضن للعنف هن زوجات لأزواج في حالة بطالة وتصل نسبتهن إلى 41.4 بالمئة، بالإضافة إلى أنّ أعلى نسبة من النساء اللواتي تعرضن للعنف هنّ زوجات لأزواج ذوي تعليم إعدادي فأقل 37.4 بالمئة، وتنخفض النسبة مع ارتفاع مستوى تعليم الزوج.

9 ضحايا و4 لوائح اتهام فقط!

آخر التطورات في جريمة قتل هدى كحيل أبو سراري (36 عاما) التي وقعت مساء أول من أمس الثلاثاء 25.10.2016 أن شقيق المغدورة المشتبه (33 عاما) بارتكاب الجريمة طعنا بالسكين، والذي اعتقل بعد الجريمة النكراء بفترة قصيرة في مسجٍد بالقرب من بيته ومكان الجريمة، نفى ما نسب إليه.

في الجلسة الأولى، أمس الأربعاء، للنظر بتمديد اعتقاله في محكمة الصلح بيافا، وبعد أن خضع للتحقيقات في الشرطة، صرخ شقيق الضحية في قاعة المحكمة فور دخوله، 'أنا لم أقتل أختي، لست أنا القاتل'، وقال إنه كان عند وقوع الجريمة في المسجد الذي اعتقل فيه بالقرب من بيته.

المحامي روني هارنيك، الموكل بالدفاع عن المشتبه به، قال هو الآخر في جلسة المحكمة، إن 'موكلي ينكر كل الشبهات التي نسبت له، وينفيها جملة وتفصيلًا، وإن المشتبه عند اعتقاله، لم تكن عليه أي آثارٍ تدل على أنه ارتكب جريمة، مثل بقع دم على ملابسه وغيرها'.

إلى ذلك وبعد وقوع الجريمة بفترة قصيرة، وبعد اعتقال الشرطة شقيق المرحومة، سارعت عائلة أبو سراري بالإعلان أن 'المشتبه به شقيق المرحومة هو من نفذ جريمة القتل بالسكين، وأنه يُعاني من اضطرابات نفسية، وسبق أن خضع للعلاج في مستشفى الأمراض النفسية، وأنه في الآونة الأخيرة كان عنيفا جداً لدرجة أنه كان من الممكن أن يقتل أي إنسان آخ'.

ونفت الشرطة رغم تقاعسها في محاربة جرائم قتل النساء، أن الضحية هدى كحيل كانت قد قدمت شكوى ضد شقيقها، وادعت أن 'المرحومة قدمت شكوى قبل سنة ونصف السنة ضد طليقها بسبب خلافٍ، ولم نتلق أي شكاوى أخرى من هذا القبيل'.

ويعاني المجتمع العربي من استشراء جرائم القتل والعنف، وتدفع النساء حياتهن ثمنا لظلم مجتمع ذكوري عنيف، يكفي أن نعرف أن ضحيتين قُتلتا بالضرب المُبرح وثلاث ضحايا قُتلن بإطلاق النار وثلاث ضحايا قُتلن طعنًا بالسكين، ضحية غير معروفة قتلت في ظروف غامضة، على أيدي قتلة مجرمين تجردوا من إنسانيتهم.

ويُستدل من لوائح الاتهام التي قدمتها النيابة وشهادات أقارب الضحايا، أن خلفية غالبية جرائم قتل النساء تعود إلى مجرد شكوك حول ما يسمى 'شرف العائلة'.

لم تقدم لغاية الآن لائحة اتهام في ملف قتل دعاء أبو شرخ من مدينة اللد (32 عاما) في جريمة إطلاق نار، لم تُكشف الخلفية بعد رغم أن الشرطة اعتقلت ثلاثة مشتبهين.

لم تقدم لائحة اتهام في ملف جريمة قتل سميرة إسماعيل من قرية الرامة بإطلاق النار، وأغلق الملف.

قدمت النيابة في ملف جريمة قتل ميرفت أبو جليل من شفاعمرو، لائحة اتهام ضد أشرف طحيمر (40 عاما) تنسب له اقتراف جريمة القتل طعنًا بالسكين، ولم تحدد خلفية القتل.

قدمت النيابة في ملف جريمة قتل سلام عبد الله (47 عاما) من كفر ياسيف، لائحة اتهام ضد ابنها (23 عاما) حيث قتلها بإطلاق النار.

قدمت النيابة في ملف جريمة قتل آمنة ياسين (35 عاما) من طمرة، لائحة اتهام ضد زوجها وليد ياسين (46 عاما) إذ نسبت له قتلها طعنًا بالسكين.

قدمت النيابة في ملف جريمة قتل رنين رحال (19 عاما) من الزرازير لائحة اتهام ضد شقيقها حسين يوسف رحال (22 عاما) تنسب له قتلها، في جريمة بشعة، حيث قتلها بضربات 'شاكوش' على رأسها بوحشية ومن ثم أضرم النار بجثتها.

اعتقل مشتبه به بالضلوع في جريمة قتل هويدة شوا (43 عاما) من يافا التي تعرضت للضرب المبرح والاعتداء الجسدي، وسينظر بتمديد اعتقاله للمرة الثانية.

اقرأ/ي أيضًا| هدى كحيل الضحية التاسعة في مسلسلِ جرائم قتل النساء

أما في ملف جريمة قتل هدى كحيل أبو سراري فجرى اعتقال شقيق المرحومة، بشبهة ارتكابه الجريمة طعنًا بالسكين، ومددت المحكمة اعتقاله.

كما أن امرأة من اللقية قتلت ولم تعرف هويتها ولم تكشف خلفية جريمة القتل.

التعليقات