حماية الأطفال العرب من الموت: مسؤولية الوالدين

قالت الدكتورة في الاستشارة التربوية والنفسيّة، هالة إسبانيولي، من الناصرة، لـ"عرب 48"، إنّ "المجتمع العربيّ يفتقد للبنى التحتيّة التي تتيح للأطفال اللهو واللعب بأمان وراحة للأسف الشديد، وهو سبب من الأسباب الرئيسيّة لحوادث الأطفال".

حماية الأطفال العرب من الموت: مسؤولية الوالدين

د. هالة إسبانيولي

أشارت المعطيات الإحصائيّة، اليوم الثلاثاء، إلى قلقٍ كبير جرّاء وفاة 102 طفلاً وطفلة في حوادث منزلية وحوادث طرق منذ مطلع العام الحالي 2016، 60% منهم من المجتمع العربيّ، رغم أنّ نسبة العرب من مجمل المواطنين في البلاد لا تتجاوز 21%.

وأفادت المعطيات أنّ المجتمع العربي البدويّ احتلّ أعلى نسبة من حيث عدد الأطفال الذين لقوا مصرعهم هذا العام بالحوادث المنزليّة وحوادث الطرق، وعلى أثر هذا قام موقع 'عرب 48' بالتوجه إلى المختصين التربويين للحديث بشكلٍ موسع حول هذا الموضوع.

 

تحليل للمعطيات

قالت الدكتورة في الاستشارة التربوية والنفسيّة، هالة إسبانيولي، من الناصرة، لـ'عرب 48'، إنّ 'المجتمع العربيّ يفتقد للبنى التحتيّة التي تتيح للأطفال اللهو واللعب بأمان وراحة للأسف الشديد، وهو سبب من الأسباب الرئيسيّة لحوادث الأطفال في المجتمع العربيّ، لكن هذا لا يمنع من أن نأخذ المسؤولية على أنفسنا كمجتمع وأفراد وأهال تجاه أبنائنا، وعلينا أن نمنعهم أحيانًا من الخطر وارتياد الأماكن غير الآمنة'.

وأكثر الحوادث الخطرة التي تزداد، وفق ما قالته إسبانيولي، 'حوادث الدهس في ساحات المنازل وحوداث الحرق والغرق، وهي أماكن في المنازل تتطلب قدرا كبيرا من المسؤولية، وبهذا على الأهل توفير البيئة الآمنة في المنزل وأينما يتواجد الطفل كي يلعب بأمان بدل الأماكن العموميّة المفقودة في المدن والقرى العربيّة نتيجة السياسة التمييزية ضد العرب، وهي سياسة لا توفر البنى التحتية للأطفال كالملاعب والساحات والمتنزهات، فيضطر الطفل إلى اللعب في المنزل أو ساحة المنزل أو الشارع'.

وتابعت أنه 'حتى في المنزل اللعب يكون أحيانًا خطرا، ويتوجب من الأهل اليقظة والانتباه طوال الوقت، وتوفير بيئة آمنة لهم وحولهم، خاصةً أنّ بعض العائلات تنجب الكثير من الأطفال، ومن جهة أخرى ينشغل الوالدان بتوفير لقمةِ العيش ومشاغلهما وبهذا مع وجود الأطفال ومسؤوليتهم يصابون بضغوطات أكبر، فالعائلات العربيّة دخلها متدن نسبيًا مما يتطلب من الوالدين العمل لساعات طويلة حتى يوفران للأطفال لقمة العيش، ومن جانب آخر يضطرون لترك الأطفال للذهاب للعمل، وفي بعض الأحيان لا يوجد من يعتني بهم ويحميهم'.

الزهايمر... في السيارة!

علّقت إسبانيولي على ظاهرة نسيان الأطفال في السيارة بأنها 'ظاهرة مؤسفة ومقلقة في الفترة الأخيرة، وهناك محاولات لاختراعات تكنولوجيّة تنبه الأهالي كي لا ينسوا أطفالهم في السيارة'، لكنها استدركت أن 'الأهمّ من الوسائل التكنولوجيّة هو وعينا وانتباهنا لأطفالنا، فقبل مغادرتنا السيارة يجب علينا التفتيش والفحص الجيّد للسيارة، سواء كان الطفل معنا أم لا، علينا قبل مغادرة السيارة تفتيشها قبل إقفالها'.

واستطردت أنّ 'تفتيش السيارة قبل مغادرتها وإغلاقها يجب أن يكون عادة لدى الأهالي، كما يفعلُ السائقون بإغلاق شبابيك السيارة قبل إغلاقها يجب أن يفتشوا كذلك ما إذا كان أحد الأطفال في المقعد الخلفيّ والأماميّ داخل السيارة، فمن غير المفترض بنا انتظار الأجهزة التكنولوجيّة لتنبهنا، بل يجب علينا الاعتياد على نمط سليم بفحص السيارة مهما كانت الضغوطات النفسيّة والعمليّة والماديّة على عاتق الأهل، فقبل أن نأكل لقمة عيشنا يجب علينا المحافظة على أبنائنا'.

التوصيات... لحياة أفضل

أوصت إسبانيولي أنّه 'على الأم إيجاد زمن نوعيّ للجلوس مع طفلها واللعب معه، وهذا وقت تخصصه لطفلها، وليس لمراقبته من بعيد بل مشاركته، فوجود الأم إلى جانب ابنها ليس لتأمين حياة ابنها بل لنوعية وجودة حياة ابنها، فالطفل يتطور بطريقة أفضل، وبهذا لا نحمي سلامة الطفل فقط بل نساعده على النمو الأفضل'.

 ومن جهةٍ أخرى، تحدثت حاضنة الأطفال، رائدة دبيّ، لـ'عرب 48'، حول بعض النصائح للحفاظ على سلامة الأطفال من تجربتها، وقالت إنّه 'على الأمّ أن لا تعتقد أنّ ابنها واعٍ وأنّه لا يقترب من الأماكن الخطرة، ففي كل لحظة من الممكن أن يتعرض الطفل لخطرٍ ما، فنحنُ لا نعلم ماذا يدور برأس الطفل وماذا ينوي أن يفعل في كل لحظة، ومن هنا يجب على الأهالي توفير البيئة الآمنة لأطفالهم ولإبعادهم عن الخطر'.

وأضافت أن 'المراقبة المستمرة للأطفال هي أمر ضروريّ. لا مانعَ من إدخال الطفل إلى المطبخ شرط أن تبقى الأم على تواصل مع ابنها ومراقبة مستمرة له، وأن تعطيه بعض الألعاب ليلهو بها، عدا عن أنّه ينبغي على الأم إبعاد طفلها عن النار والأدوات الحادة والأماكن العالية والخطرة'.

اقرأ/ي أيضًا | 2016: مصرع 102 طفلا وطفلة 60% منهم عرب

وأنهت أنّه 'على الأم مراقبة ابنها مهما كان عليها من مهام وأعمال، فلا تُبعد ناظريها عنه، فحين يدخل إلى الاستحمام يجب أن تبقى بجانبه ومتفرغة له ولا تتركه أبدًا، حتى لو كانت بضع دقائق، كي لا يغرق'.

التعليقات