كفر كنا: شريان الحركة التجارية يضيق؟

الشارعُ الرئيسيّ في كفر كنا لم يأتِ اسمهُ عبثًا، فهو رئيسيّ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وريد الحركة التجاريّة ورافعة اقتصاديّة للبلدة التي تعاني من سياسات التهميش والإقصاء رغم أهميتها الدينيّة وبعدها التاريخي العريق.

كفر كنا: شريان الحركة التجارية يضيق؟

مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

الشارعُ الرئيسيّ في كفر كنا لم يأتِ اسمهُ عبثًا، فهو رئيسيّ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وريد الحركة التجاريّة ورافعة اقتصاديّة للبلدة التي تعاني من سياسات التهميش والإقصاء رغم أهميتها الدينيّة وبعدها التاريخي العريق.

أثناء تجولي كصحافيّة لإعدادِ هذا التقرير، لموقع 'عرب 48'، عن وضع الحركة التجاريّة في كفر كنا، والشارع الرئيسيّ مثالاً حيًا، رأيتُ المحال تنطق بدون إجراء المقابلات، فالبعضُ منها خالٍ من الزبائن، والبعض الآخر يشكو سوء الحال...

في حركة...؟!

تتفاوت الآراء بين أصحاب المحال التجاريّة، بعضهم ميسور الحال والبعض الآخر يشكو سوء الحال، أوّلهُم صاحب مخبز، كرم عباس الذي أثنى على أهميّة الشارع الرئيسيّ وبأنّه مصدر رزق أهالي كفر كنا، بكونهِ يشكل محطة مروريّة لكل القرى المجاورة سواء كانوا متوجهين إلى الناصرة أو طبريا.

وعن الوضع الاقتصاديّ وإن كانت الحركة التجاريّة مرضية في هذا الشارع الأكثر أهميّة وإستراتيجيّة في كفر كنا، قال عباس، لـ'عرب 48'، إن 'الحركة التجاريّة متقلبة، هناك تقلب، في بعض الأيام نرى حركة خفيفة، وأيام أخرى تكون قوية، ففي نهاية الأسبوع تكون الحركة أقوى من منتصف الأسبوع، والمحال التجاريّة الأكثر إقبالاً هي التي تبيع المواد الغذائيّة'.

ومن جهةٍ أخرى، قال صاحب محال للفواكه والخضراوات، أحمد أمارة، لـ'عرب 48'، إنّ 'الحركة التجارية مقبولة نسبيًا لوضع البلدة وحجمها وسكانها، فلولا الشارع الرئيسيّ هذا الذي يربط الناصرة وطبريا ونتسيرت عيليت لكانت البلدة أضعف اقتصاديًا، وأهل كفر كنا يفهمون هذا الواقع، لكن هناك بعض الجهات التي تشوش عملنا مما أدى إلى ابتعاد بعض الزبائن والزائرين'.

واستطرد أنّ 'أهالي الرينة والناصرة ونتسيرت عيليت وطبريا وطرعان، كلهم يمرون من كفر كنا بالاتجاهين، عدا عن أنّ الكنائس تنعش هذه السياحة خاصةً من السائحين الأجانب، فالوضع التجاريّ أفضل من سابقه، فقد افتتحت العديد من المحال، الشركات، المكاتب، ومتاجر البيع بالجملة ما أدى إلى تطور الشارع الرئيسيّ ومحيطه'.

ونوّه أمارة إلى حاجة الشارع إلى الترميمات والإصلاحات حتى تصبح الحركة التجاريّة أفضل، مشيرًا إلى أنّ 'من هذه الإصلاحات التي يجب أن تُنفذ، ممرات آمنة للمشاة وتوسيع الشارع، فممر المشاة تحول لمكان للسيارات والبسطات والمحطات بدون رخص، ويجب استغلال هذه الأماكن لخدمة الزبائن والسياح'.

الحركة ضعيفة

وقال صاحب محل للحلويات الشرقيّة، سامي سليمان، لـ'عرب 48'، إن 'الحركة التجارية مشلولة، مفش بالمرة شغل، الوضع صعب صعب، وفي غلا، صرلي بشتغل 30 سنة هون وممرقتش علي فترة من هالشكل، كرمالها لورا'.

وأضاف أنّه لا يرى أنّ هذا الشارع يساهم في رفع مكانة كفر كنا اقتصاديًا، مشددًا مرة أخرى على ضعف الحركة التجاريّة فهم كتجار بالكاد يجدون الدخل لسداد مقابل إيجار المحل.

وقال صاحب محل للشوارما، إياد عواودة، لـ'عرب 48'، إنّ 'الوضع منذ 3 أشهر ضعيف جدًا، ففي هذه الفترة من السنة يكون العمل ضعيفا، هناك حركة بالرغم من هذا، لكنها ليست قوية، تمتد من الساعة 7 ونصف صباحا إلى المساء بسبب مرور المواطنين من الناصرة وغيرها من البلدات عبر كفر كنا'.

أما العاملة في متجر لبيع الإكسسوارات والملابس، ياسمين شربيني، فقالت لـ'عرب 48'، إن 'وضع الحركة التجارية في الوقت الحاليّ يتراجع إلى الوراء، وفي الفترة الماضية كان الوضع الاقتصاديّ أفضل، فجميع الناس تذهب للشراء من أماكن أخرى، وحتى لو كانت المحال على الشارع الرئيسيّ فهي أيضًا تعاني من ضعف في الاقتصاد وهو متأزم'.

وقال أحد العاملين في محل للشوكلاطة والهدايا، أحمد عواودة، لـ'عرب 48'، إنّ 'الحركة التجارية غير مفهومة متى تكون قوية ومتى لا، عدا عن أنّ وتيرة العمل أصبحت أضعف عما كانت عليه في البداية، وذلك يعود لتعدد الشبكات والحوانيت الضخمة، والوضع الاقتصادي المتردي، مما ينعكس سلبًا على القرى بشكل خاص'.

ومن الاقتراحات التي يعتقد عواودة أنّها ستكون ناجحة لجلب الزبائن هي عمل تخفيضات وتنزيلات خاصةً أنّ مجتمعنا من ذوي الدخل المنخفض، إضافةً إلى حل مشكلة السير في القرية. 

التعليقات