أم الحيران: خوف كبير من عودة جرافات الهدم والتشريد

الحكومة الإسرائيلية صادقت على مخطط استيطاني يقضي بإقامة بلدة يهودية بعد هدم قرية أم الحيران، والخوف في القرية بالغ من عودة السلطات لهدمها، وهو ما منعوه اليوم* النائب عودة: سنتواجد بالقرية ونتصدى بأجسادنا

أم الحيران: خوف كبير من عودة جرافات الهدم والتشريد

يسود الشارع العربي في الداخل حالة من غضب، يوقظه شبح هدم البيوت وتشريد عشرات العائلات في قرية أم الحيران في منطقة النقب، وفق مخطط استيطاني تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تنفيذه، ويتمثل بإقامة قرية يهودية على أنقاض القرية العربية غير المعترف بها.

واستقطبت قرية أم الحيران، منذ مساء أمس، المئات من أهالي النقب والمنطقة والقيادات العربية، من نواب في القائمة المشتركة ونشطاء سياسيين واجتماعيين، وذلك استنفارًا لإفشال المخطط، ومنع الهدم والتشريد. وتمكن المحتشدون في أم الحيران في منع الهدم، وسط توتر شديد من أن تعود السلطات الإسرائيلية مرة اخرى وتنفذ جريمة الهدم.

وقال رائد ابو القيعان، من سكان أم الحيران، إنه 'سوف نواصل نضالنا وسنستخدم جميع الوسائل النضالية التي بدأناها منذ فترة، مع التشديد على الجانب القضائي، والتوجه إلى المحكمة المركزية، ثم إلى المحكمة العليا إذا احتاج الأمر'.

وأضاف أبو القيعان، أن 'على الجماهير العربية ألا تترك أم الحيران وأهلها، في هذه الظروف المأساوية التي يعشونها، ويجب عليهم السعي في تصعيد الإجراءات النضالية حتى يتم إيجاد حل جذري لهذه المشكلة'.

وعن تخوفاته، قال إن 'المخاوف شديدة من أن تعاود السلطات الرجوع إلى القرية مرة أخرى من أجل هدمها وتشريد أهلها. والأهالي هنا يشعرون بخوف دائم عند كل صوت يسمعونه، وقد أصابهم الذعر من قرار السلطات الإسرائيلية باقتلاعهم من أرضهم'.

ووجه أبو القيعان حديثه إلى القيادات العربية قائلا: 'قفوا إلى جانبنا في هذه المحنة. ونحن على ثقة تامة أنكم على قدر هذه المسؤولية الملقاة عليكم. ونهيب بكم أن تتواجدوا في القرية، في ساعات الصباح، وكذلك في ساعات الليل المتأخرة خصوصا. إذ أن هذه هي الساعات الأكثر خطورة التي تشرع فيها السلطات بهدم البيوت'.

وشكر أبو القيعان الجماهير والقيادات العربية على وقفتهم إلى جانب أم الحيران، وشكر كل من ساهم وتواجد ودعم 'حتى لو من بعيد'. وأكد أن 'هذه القضية لم تنته حتى الآن، إلا في حال إيجاد حل جذري'.

وقال الشاب إبراهيم أبو القيعان إنه 'أثلجت صدورنا هذه الوقفة التي شاركت فيها القيادات العربية والجماهير العربية يدًا واحدة، لكن نتمنى أن تستمر هذه الوقفة، حتى التوصل إلى حل أمام المحكمة، لأن لا أمان مع هذه السلطات'.

وأضاف أنه 'ليست حياة هذه التي نعيشها. كل يوم بالنسبة لنا هو تحدٍ جديد. اذ نصحو على مخاوف الهدم والتشريد يوميا، والأطفال والنساء لا ينامون مثل باقي الناس من شدة الخوف الذي ينتابهم. وبرغم من كل المآسي التي يعيشونها بالقرية، من سياسة التهميش والتمييز، إلا أن السلطة مصرة على أن تنفذ مجزرة بحقهم'.

وقال رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، إن 'قضية أم الحيران لم تنته بتراجع الشرطة عن الهدم اليوم. هذا انجاز عينيّ ومحدد لأنهم قد يحاولوا الهدم غدًا وبعد غد. وواجبنا التواجد الميداني كي نتصدى بأجسادنا، وهذا هو الأمر الأساس'.

اقرأ/ي أيضًا | تحذير أم الحيران: تراجع عن الهدم ولكن مؤقت

وتابع عودة أنه 'أريد أن أضيف بعدا ثانيا وهو البُعد الدولي خاصة لحساسية قضية أم الحيران. نحن توجهنا بالأمس واليوم إلى سفارات الدول الأجنبية كي يمارسوا ضغوطا على نتنياهو وحكومتها. ولكني أريد أن أكرر أن التواجد الميداني هو أساس الأساس. والدائرة الأولى هي أهالي أم الحيران، ثم أهالي النقب فكل الجماهير العربية ومعنا نشطاء يهود ديمقراطيون'.

 

التعليقات