البطوف: انحباس المطر يهدد الأراضي الزراعية بالجفاف

يُهدد انحباس المطر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في سهل البطوف التابع لعدد من بلدات حوض البطوف، بينها سخنين وعرابة، بالجفاف.

البطوف: انحباس المطر يهدد الأراضي الزراعية بالجفاف

مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

يُهدد انحباس المطر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في سهل البطوف التابع لعدد من بلدات حوض البطوف، بينها سخنين وعرابة، بالجفاف.

ويعلق المزارعون بعد كل موسم بين الغرق الذي يلحق أذى بالغا بموسم الزراعة الشتوية التي تعتمد زراعة الحبوب مثل القمح والحمص وغيرها، حيث تغمر الأمطار الغزيرة أحيانا الحقول وتتلف المزروعات، وتارة يعاني البطوف شح المطر والجفاف، وتبقى هذه الأرض الشاسعة غير صالحة للزراعة.

ويخشى المزارعون العرب في منطقة البطوف تأخر هطول المطر هذا العام.

بين الغرق والجفاف

لا يفارق قاسم نصار من عرابة، وهو مزارع قديم أرضه في سهل البطوف، وقال لـ'عرب 48'، إن 'حالة هذه الأراضي كانت ستتحسن لو توفر الوعي مبكرا في أهمية تزويد البطوف بمياه الري منذ أن شقوا مشروع المياه القطري الذي يزود النقب بالمياه من بحيرة طبريا، هذا المشروع يمر من وسط أراضينا ولا يعقل اليوم أن تنظر للمياه تمر في قنواتها من أراضينا وأرضنا تتشقق بسبب عدم ريها بالمياه'.

وأضاف: 'نحن نعاني من الجفاف تارة، وتارة أخرى من الغرق مزروعاتنا، ومن الواضح أن الدوائر الرسمية المسؤولة لا تكترث بالمزارعين العرب بل على العكس يريدون أن نيأس وأن نترك أرضنا، وللأسف كل المحاولات من خلال اللجان والمجالس المحلية لإيجاد حل للغرق وكذلك المطالبة بمياه الري لم تلق تجاوبا حتى اليوم'.

وحول انحباس المطر حتى الآن، قال إنه 'لا زلنا على أمل بهطول أمطار البركة، لكن إذا تأخر المطر فالأضرار ستكون بالغة على المزارعين العرب'..

وقال المزارع محمد بدارنة من مدينة سخنين، لـ'عرب 48'، إن 'وضعي مختلف وهو للأسف سيء بسبب عدم ملكيتي للأرض، بل أنا مستأجر قطعة الأرض من أصحابها وأقوم بفلاحتها، لذلك فإن خسارتي في حال استمرار انحباس المطر ستكون أكبر'.

وأضاف: 'حقيقة أقوم بزراعة مساحات لاعتمدها كدخل أساسي لأسرتي بمعنى أنه في حال لم ينجح الموسم فسأبقى بدون دخل، وهذه مغامرة خطيرة'.

وأنهى أن 'الزراعة البدائية هي بمثابة مغامرة أيضا فهي لا تتعلق فقط بالسوق والتسويق بل تتعلق لحد كبير بالطقس والمناخ الذي لا يستطيع أحد منا التنبؤ به، لذلك لا أخفي قلقي الكبير من خسارة كبيرة محتملة بسبب انحباس المطر. لو كانت هذه الأراضي لغير العرب لكانت بأفضل حال كما هي الزراعة في البلدات الزراعية اليهودية'.

وقال المزارع عبد نصار، لـ'عرب 48'، إن 'مشكلة أراضي البطوف التي تبلغ مساحتها نحو 160 ألف دونم هي انعدام المقومات للزراعة الحديثة، وهذا ليس صدفة بل هي سياسة تسهدف المزارع العربي وما تبقى له من أرض لتسهيل الاستيلاء عليها، فهل يعقل أن مشروع المياه القطري الذي كلفنا مصادرة مئات الدونمات من أراضينا الخاصة ويمر من وسط ما تبقى من أراضينا لا يزودنا بالمياه؟'.

وأضاف أنه 'كان على المسؤولين العرب واللجان الذي تشكلت لحل أزمة البطوف أن تخوض معركة قوية وتضغط على الدوائر الإسرائيلية من أجل إنقاذ الزراعة في البطوف والتي تشكل مصدر معيشة لكثير من العائلات رغم أنها بمجملها زراعة تقليدية لا تجلب الدخل الكافي، لكن تبقى رمزية وطنية لأرض البطوف عند الكثير من العائلات وهي مصدر دخللهم الوحيد'.

التعليقات