أبو دعابس وجهل الشرطة المثير للسخرية

أكد أبو دعابس لـ"عرب 48" إن "الأمر لم يكن سهلا عليّ ولا على زوجتي رقيّة الرائعة التي تعاملت مع الحدث رغم صعوبته، ووقفت إلى جانبي، ليس بالمشاعر فقط، وإنما بالمسؤولية، ككل نسائنا الفلسطينيات اللواتي يتحملن جزءً من الهم المشترك".

أبو دعابس وجهل الشرطة المثير للسخرية

قال الصحافي والناشط الاجتماعي أنس أبو دعابس، من مدينة رهط في النقب، الذي أطلق سراحه بعد أن اعتقلته الشرطة بسبب نشره 'ستاتوس' ساخر على صفحته في الفيسبوك إن 'ظروف اعتقالي كانت مستفزة ومستهجنة رغم أن ما كتبته على الفيسبوك هو ستاتوس تهكمي ليس إلا'.

وأطلقت الشرطة مساء الأحد الماضي، سراح أبو دعابس، بعد أن تراجعت عن موقفها باستمرار توقيفه ووافقت على إطلاق سراحه بكفالة. وكان قد اعتُقل مساء الخميس الماضي، بادعاء نشر منشورات تحريضية من حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، حول إشعال الحرائق التي تجتاح البلاد.

وأكد أبو دعابس لـ'عرب 48' إن 'الأمر لم يكن سهلا عليّ ولا على زوجتي رقيّة الرائعة التي تعاملت مع الحدث رغم صعوبته، ووقفت إلى جانبي، ليس بالمشاعر فقط، وإنما بالمسؤولية، ككل نسائنا الفلسطينيات اللواتي يتحملن جزءً من الهم المشترك'.

ما كتبته على الفيسبوك هو ستاتوس تهكمي، لكن الواقع الذي نعيشه فرض ما حصل معي، وآمل أن تستقر الأمور

وعن ظروف اعتقاله قال إنه 'خلال فترة اعتقالي بالتأكيد تعرضتُ لضغوطات نفسيّة مِن قبل الشرطة، وحاولوا طوال الوقت التضييق عليّ واستفزازي، صحيح أنّهم لم يحاولوا المسّ بي جسديًا، لكنّ هذا الواقع الذي عشته لبضعة أيام، جعلتني أشعرُ بقسوة أن يتم اعتقالك لسببٍ ما أنتَ الضحيّة فيه'.

وعن مشاعر الأهل لحظة الاعتقال وحتى اليوم الأخير، قال أبو دعابس إن 'اعتقالي لم يكن بكل تأكيد سهلا على العائلة التي تحمّلت ظروف اعتقالي، ووقف الوالد والأقارب إلى جانبي، وأنا فخورٌ جدًا بهذا المجتمع الذي يُساند بعضه البعض، إذ لا نزال نستقبل الزائرين الذين جاؤوا لتهنئتي بالإفراج، وأنا شاكرٌ لكل مَن ساند العائلة ودعمنا معنويًا، أقدّر هذا الشعب المعطاء، وخاصةً النواب العرب والمحامين الذين وقفوا إلى جانبي وساهموا بتحريري والناشطين السياسيين الذين تواجدوا خلال الأيام الماضية'.

هل حاولوا إجبارك على الاعتراف بأن لك ضلع في التحريض؟

يقول أبو دعابس إنه 'بالتأكيد، كانت هناك حملة مشحونة ضدي، رغم أن ما كتبته على الفيسبوك هو ستاتوس تهكمي، لكن الواقع الذي نعيشه فرض ما حصل معي، وآمل أن تستقر الأمور. طبعا هناك بعض التقييدات التي فرضتها المحكمة ومن بينها فترة الإقامة الجبرية المؤقتة، حظر دخول الفيسبوك وغرامة ماليّة'.

وحول استفادته من هذه التجربة قال أبو دعابس إنه 'يجب الاستفادة من هذه التجربة، وسأعود فور انتهاء التقييدات التي فُرضت عليّ إلى ممارسة حياتي الطبيعية، وكتابة ما أراه لصالح وفائدة مجتمعنا، وها أنا ذا أخرجُ قويًا وقادرًا على تحمُل الصعاب، وجميع التضييقات التي حصلت معي خلال اعتقالي ستكون بمثابة الدفعة التي ستقويني وتجعلني أكثر قوة، وأكثر حُبًا لأبناء شعبي ولعائلتي ولزوجتي التي ساندتني في محنتي، وأنا مستمرٌ بالحياة العاديّة، ولن يحنيني أو يضعفني أيُ شيء، بل على العكس سأعود قريبًا جدًا إلى نشاطاتي الاجتماعية ودعم أبناء شعبي'.

يشار إلى أنّ عددا من القيادات السياسية والناشطين السياسيين وعائلة أبو دعابس في النقب، آزرت ودعمت أنس أبو دعابس خلال اعتقاله.

وجاء في أقوال محامي الدفاع عن أنس أبو دعابس، إيال أفيطال، إن 'الحديث يدور عن اعتقال عشوائي، موكّلي الذي أمثّله نشر منشورا يفيد بأنّه ضدّ الأناس الذين يهللون ويفرحون على الحرائق المتواجدة في البلاد'.

وأضاف أنّ 'نشر المنشورات كان بشكل ساخر وتهكمي وليس دعوة للتحريض خاصة وأنه قام قبل ذلك بنشر منشور يستنكر فيه عمليات الحرق والتهليل دعما لإشعال النيران'.  

وأكد أنه 'نشر ذلك بصورة تهكمّية بحتة، وخاصة بلغة أدبية عالية التي للأسف الشديد لم تنجح الشرطة بترجمتها بصورة مهنية وصحيحة'.

التعليقات