مصالحة: انعدام التوعية بين السائقين يزيد حوادث الطرق

ما عادَ بالإمكان الاكتفاء بالبكاء والعويل ولوم الآخرين في أعقاب وقوع حوادث الطرق القاتلة التي سقط ضحيتها 341 شخصا بينهم 107 من العرب في البلاد منذ مطلع العام الجاري 2016، فقد آنّ الأوان لتغيير مفاهيمنا وطرق تفكيرنا وتعزيز معرفتنا ووعينا فيما يتعلق بقيادة السيارات،

مصالحة: انعدام التوعية بين السائقين يزيد حوادث الطرق

إبراهيم مصالحة

ما عادَ بالإمكان الاكتفاء بالبكاء والعويل ولوم الآخرين في أعقاب وقوع حوادث الطرق القاتلة التي سقط ضحيتها 341 شخصا بينهم 107 من العرب في البلاد منذ مطلع العام الجاري 2016، فقد آنّ الأوان لتغيير مفاهيمنا وطرق تفكيرنا وتعزيز معرفتنا ووعينا فيما يتعلق بقيادة السيارات، بدءً من جيل الطفولة المبكرة، حتى نترعرع ونكبُر بين عوائلنا وأحبتنا، بدلاً مِن أن نخسر حياتنا، ونبقي الأهل في حسرةٍ لا تنتهي.

معلم السياقة السابق والمحاضِر في المدارس والنوادي للتوعية السليمة، ضمن إطار تطوعهه في جمعية 'ضوء أخضر' (أور يروك)، إبراهيم مصالحة من قرية دبورية، يقول إنّ 'ما يجري مِن حوادث تنتهي بمصرع شباب وصبايا في عمر الورد يدمي القلوب ويترك آلاما لا تتنتهي لفراق عزيز'.

وأضاف أن 'نسبتنا من عدد السكان 20%، ونسبة الحوادث لدينا تتعدى الـ30%، ونسبة القتلى في حوادث الطرق ترتفع بصورة خطيرة جدا'.

برأيك هل الحوادث ناتجة عن خطأ بشري، أم هي البنية التحتية؟

هناك عدة عوامل: العامل البشري الذي أعطيه أعلى نسبة لأن هناك تصرفا غير لائق من السائقين، أحيانًا قسور وظيفي لدى السائق، الذي يكون لديه ردة فعل بطيئة أو مغلوطة، وأيضًا هناك إنسان ليس لديه مهارة أو خبرة كافية، وعدم انصياع للقانون، والعوامل الاقتصادية والنفسية التي تؤثر والبنية التحتية أيضًا وعامل المركبة والطريق، كل هذه أسباب تؤدي لوقوع الحوادث.

كيف تقارن حوادث الطرق بين المجتمعين العربي واليهودي؟

لدينا نحنُ كسائقين عرب عدم مسؤولية وعدم تربية مرورية كافية، بصراحة هي غير موجودة في مجتمعنا العربي، كنت قد طلبت في عدة لقاءات أن تهتم السلطات المسؤولة والنواب والسلطات المحلية ووزارة التربية والتعليم بتخصيص ميزانيات أكبر وتنظيم دورات توعية لقيادة المركبات من الصفوف الدنيا. 

هل تعتقد أنّ عامل التوعية يمكن أن يغيِّر الواقع للأفضل؟

من المفترض أن يغيِّر، لدينا أيضًا مشكلة شرب الكحول، السرعة الزائدة عن حدها، المخدرات، عدم الانصياع للقانون، الإهمال، المركبات غير الصالحة، كل هذه الأمور تؤدي إلى حوادث طرق ربما تكون دامية.

مصرع شخص بسبب حادث طرق يؤثر بشكل كبير على العائلة الثاكل بأكملها... بماذا تنصح السائقين؟

أنا أقول أنّ السائق الذي ينتقل إلى الشارع يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن هناك مَن ينتظر عودته سالمًا، كم من أمٍ حُرمت من ابنها، وكم من الزوجات حرمن من أزواجهن، وكم من الأبناء يُتّم؟ لذا نقول كفانا سفكًا للدماء، وأنصح أنه قبل أن نصعد المركبة التقيد بالقانون، عدم تعاطي المخدرات والكحول، التسامح والصبر، وأن يضع السائق نصب عينيه أن هناك من ينتظره أن يعود سالما، لذا ارحموا عائلاتكم أيها الشباب. 

حول الشبيبة التي تهرع للحصول على رخصة السياقة، كيف يمكن تثقيفها على التصرف في الشارع؟

أنا عدت اليوم من 8 محاضرات من بلدة ترشيحا، خصصت للحذر على الطرق، والكحول وغيره، لاحظت أنّ هناك عدم توعية مرورية كافية، حتى حول عبور ممر المشاة والدراجات الهوائية، وغيره، لذا أنصح أن يكون هناك اهتماما أكبر، وهذه الأمور تكون عندما نطالب بميزانيات أكثر، ونحث السلطات المحلية وأعضائها العرب عليها، لأن الفعاليات والمحاضرات سواء في المدارس الابتدائية أو الثانوية، تشمل شرحا حول الأخطار التي تنتج عن شُرب الكحول، وتثقف أجيالنا الصاعدة بالقيادة السليمة للسيارات.

كيف ترى دور الأهل في التوعية؟

مع الأسف الشديد في مجتمعنا العربي تنعدم التوعية وهناك عدم اهتمام بهذه القضية، كما أنّ بعض الشباب اليوم مع كل أسف لا يلتزمون بأنظمة السير، فبعض سائقي الدراجات النارية لا يلبسون الخوذة ويقودون دون رخصة في بعض الأحيان وبدون تأمين، كل هذه الأمور تعود سلبا على الأهالي، والتربية هي الأساس في أي بيت.

العقوبات والغرامات التي تفرضها الشرطة، هل تشكل برأيك رادعا؟

مشكلتنا الأساسية أننا ننظر للقانون أنه للعقاب فقط، بينما القانون هو للتنظيم والتوعية والحفاظ على حياتنا، القانون لا يأتي ليعاقب فقط، القانون يقول سِر حسب الأنظمة وبدون تهور وتعاطي المخدرات والسموم، هذه الأمور تأتي لصالحنا.

عندما تأخذ الأمهات أبنائها إلى المدارس تضع ابنها في حضنها، ولا تستعمل حزام الأمان، وقد تضع فنجان قهوة إلى جانبها، فهل هذا يٌعقل؟ وعندما يعاقبها الشرطي تغضب. للأسف نحنُ نضع حزام الأمان خوفًا من الشرطي وليس لأنه يحمينا.

ظاهرة الكبار في السن الذين قد لا ينتبهوا لأطفالهم في الساحات؟

للأسف في المنطقة 'الميتة' وراء المركبة لا يرى السائق الطفل، وفي عدة حالات عديدة خسر فيها الأطفال أرواحهم جراء الدهس، لذلك علينا الانتباه والحذر أثناء قيادة السيارات وخاصة إلى الخلف في ساحات المنازل.

نصائح للسائقين الجدد الذين ينتظرون رخصة القيادة؟

أولاً: أهم شيء أقدمه للسائقين الجدد أنّ الأهل ينتظرونهم.

ثانيًا: أن يكون برفقة السائق الجديد مرافق حتى فترة طويلة، ليتمرن أكثر على الشارع.

ثالثًا: أن يأخذ أساس القيادة ولا يملك الخبرة الكافية، وكلما زاد المرافق يكون لديه خبرة وتجربة أكثر.

رابعًا: الصبر والتسامح مع الآخرين ومع نفسه.

خامسًا: الانصياع للقانون.

سادسًا: أن يفكر دائما بأن هناك من ينتظره من عائلته في البيت. 

 

التعليقات