حراك كفر كنا: الشرطة ليست الحل لمكافحة العنف

حراكُ "شباب كفر كنا لغدٍ أفضل" هو إطار شبابي كنّاوي نشأ بهدف التصدّي لإقامة مركز للشرطة الإسرائيليّة داخل قرية كفر كنا الجليليّة، جمع داخله كافة الأطياف الحزبيّة والفكريّة ومن مختلف شرائح المجتمع الكنّاوي،

حراك كفر كنا: الشرطة ليست الحل لمكافحة العنف

مجموعة صور التقطت بعدسة "عرب 48"

حراكُ 'شباب كفر كنا لغدٍ أفضل' هو إطار شبابي كنّاوي نشأ بهدف التصدّي لإقامة مركز للشرطة الإسرائيليّة داخل قرية كفر كنا الجليليّة، جمع داخله كافة الأطياف الحزبيّة والفكريّة ومن مختلف شرائح المجتمع الكنّاوي، ليجتمع كل هؤلاء الشبان من أجل التصدي لإقامة المركز المزمع إقامته بموافقة المجلس المحليّ.

تأسيس الحراك

قال عضو 'شباب كفر كنا لغدٍ أفضل'، هشام سعيد، لـ'عرب 48'، إنّ 'كافة أطياف كفر كنا الحزبيّة والعائليّة مجتمعة في هذا الحراك بهدف التصدي لإقامة مركز الشرطة، فتاريخ كفر كنا حافل بالشهداء الذين أعدمتهم شرطة إسرائيل، الشرطة هي أداة قمع وليست حامية للمواطنين العرب، لم تأتِ الشرطة لفرض النظام بل لتكسير العظام، ولم تأتِ لحل العنف والجريمة بل العكس، فحيث تتواجد الشرطة تزداد نسبة العنف والإجرام'.

وأضاف أنه 'انتشر في شهر حزيران/ يونيو الماضي خبر إقامة مركز الشرطة، وعلى هذه الخلفيّة توجهنا لأعضاء المجلس المحلي ورئيسه، ومن خلال حراكنا نجحنا بقلب كفّة الميزان، فالمواطن العاديّ البسيط يعتقد أن الشرطة ستأتي لفرض النظام، المواطنون لديهم غصّة في القلب وتعتقد أن هدف الشرطة هو منع العنف، ومن خلال رؤيتنا لمراكز الشرطة في البلدات العربيّة الأخرى لاحظنا أنّ العنف والقتل بتزايد، وليس العكس'.

كفر كنا... بلدة نضال

وفي سياق سرد تاريخ نضال كفر كنا الوطنيّ، قال العضو في الحراك، حسن أمارة، لـ'عرب 48'، إنّ 'تجربة بلدة كفر كنا مع الشرطة الإسرائيليّة هي تجربة مريرة منذ النكبة في العام 1948، بدأت من أحداث التهجير لأبناء البلدة الذين تشتتوا في سورية ولبنان وغيرها من دول العالم، وبالتالي باعتقادي نظرة الدولة لنا لم تتغير منذ النكبة حتى اليوم'.

وأضاف أمارة أنه 'في أحداث يوم الأرض استشهد عمي محسن طه، كان عمري حينها نحو العام، وقد ترعرعت في عائلة تقوم الشرطة باقتحام منازلها كل عام تقريبًا لتعتقل أحد أعمامي أو أقاربي والعبث داخل البيت ومضايقتنا وإهانتنا والاعتداء علينا، وكابن لكفر كنا لدي تجربة شخصيّة مريرة. ولأهالي كفر كنا الباقين تجربة شبه يوميّة أيضًا، خاصةً بعد أحداث انتفاضة الأقصى في العام 2000، فالشاب محمد خمايسي استشهد وبعدها جرى التعامل مع كفر كنا بهدف هدر وتحطيم نضالهم الوطنيّ، وتتابعت الأحداث وأخذت الشرطة تفكر جديًا في كيفية احتواء هذا الزخم الوطني في كفر كنا، وعلى صعيد القضايا الجنائيّة، فالشرطة قتلت الشاب صبري حمدان بدون أي سبب، بحجة تشكيله خطرًا بينما كان من الممكن اعتقاله. وقد استمرت عمليات التنكيل والإهانات لأهالي كفر كنا من قِبل الشرطة إلى أحداث قتل الشهيد محمد خطيب واتهام أهالي كفر كنا بخطف جنديّ في نتسيرت عيليت وإخفاء سلاحه، وجرى اعتقال شبان من كفر كنا أثبت براءتهم لاحقًا بعد التحقيقات، وتم الادعاء أنّ الشهيد محمد خطيب هو من خطف الجنديّ دون إثبات'.

وشدد على أنّ 'اليد الخفيفة على الزناد أدّت لاحقًا إلى قتل الشهيد خير الدين حمدان، وقد شاهد أهل كفر كنا سرعة القتل من خلال مقطع فيديو مصوّر، كان بالإمكان اعتقاله من قبل أفراد الشرطة المدججين بالسلاح وهو أعزل، لكن قتلوه عمدا، مما يطرح سؤالاً حول مدى الثقة بهذه الشرطة؟ هل فعلاً تريد حمايتنا أم تجنيدنا ومحو هويتنا الوطنية والثقافية من خلال هذا المخطط؟'.

أزمة ثقة

وشدد رئيس الحراك الشبابي، محمود خطيب، أنّ 'هناك أزمة ثقة كبيرة بين المواطن الكنّاوي والشرطة، فحين توقف الشرطة سيارة أو شخصا ما نشعر أنّ جيشًا يتعامل معنا وليست شرطة تريد حمايتنا، وهي ثقافة عربدة وبلطجة، وهي لا تمارس العمل الشرطويّ الحقيقيّ، حتى أنّنا بتنا نتوقع أن تقوم الشرطة بقتل أي شخص منّا في أية لحظة'.

وقال خطيب، لـ'عرب 48'، إنّ 'تلفيق التهم لنا كناشطين هو أمر وارد، رغم انصياعنا لجميع القوانين. نحن نعمل ضمن القانون، لكن من خلال تجارب عديدة تمّ تلفيق التهم لنا، وأنا شخصيًا اعتقلتني الشرطة عدّة مرات، ووصلت إلى شهور، وقامت بتلفيق التهم لي دون مبرر، عدا عن أنّ الشرطة لا تقوم بواجبها المفترض بتنظيم السير في كفر كنا، فالشرطة لا تقوم بتحرير مخالفات أو إيقاف المخالفين من السائقين، وقد قامت بهدم منزل مؤخرًا في كفر كنا'.

وأعرب العضو في 'شباب كفر  كنا لغدٍ أفضل'، سمارة حمدان، أنّ 'شرطة إسرائيل لديها سياسة تحد، فهي قامت بقتل شاب كنّاوي قبل أقل من سنتين واليوم تريد إقامة مركز لها في البلدة، وهي سياسة تحد عامّة'.

 وقال حمدان، لـ'عرب 48'، إنّ 'إقامة مركز الشرطة هو أحد تجليات سياسة التحدي، وتعتقد الشرطة أنّه يمكنها أن تقتل شبابنا بكل برودة أعصاب وبدون إدانة الشرطيّ القاتل، وفي نفس الوقت تقيم مركز الشرطة في وسط كفر كنا دون ردة فعل'.

البدائل

وأجاب العضو في الحراك، عمار طه، على سؤال حول البدائل التي يطرحها الحراك لمكافحة العنف، أن 'الحراك أتى بمقولة ليست عبثيّة، فالبدائل موجودة، لكن من يقول أنّ لا بدائل فهو كلام فارغ لحشرنا في الزاوية. طرحنا البدائل ونقول لهم أنّ شرطة إسرائيل مدينة لنا بشهادة حسن سلوك نحن أهالي كفر كنا، ولكن تاريخ شرطة إسرائيل منذ قيام الدولة وحتى الأمس القريب، هو تاريخ مليء بسيرة ذاتية سيّئة حيث سفكت دماء خيرة الشباب ومعاملتها الهمجيّة تجاهنا كمواطنين'.

وقال طه، لـ'عرب 48': 'نحن مددنا الأيدي لكافة الفعاليات السياسية وقد توجهنا للمجلس المحلي ونسعى لتشكيل لجان مع أصحاب الخبرات، ومشاريع تربوية واجتماعية، لنمد يدنا إلى التعاون بين جميع الأطراف وحل العنف على أساس تربويّ، ولا نرى أنّ العنف سينتهي بوجود محطة للشرطة، فتنظيف السلاح لا يحتاج للشرطة، بل بطرق تربويّة واجتماعيّة توعويّة، فتحت مظلة العنف تريد الشرطة الدخول كي تصبح جزءا من المشهد العام الطبيعيّ في كفر كنا، وبذلك عمليّة التجنيد ستكون كأيّ عمل آخر'.

 

التعليقات