الناصرة: الأحداث العالمية تنعكس على السياحة الدينية

ألقت الأوضاع الأمنية المتدهورة في الشرق الأوسط من حروب ونزاعات وقتال متواصل منذ سنوات، بظلالها على السياحة في مدينة الناصرة التي تعتبر من أقدس المعالم الدينية المسيحية

الناصرة: الأحداث العالمية تنعكس على السياحة الدينية

ألقت الأوضاع الأمنية المتدهورة في الشرق الأوسط من حروب ونزاعات وقتال متواصل منذ سنوات، بظلالها على السياحة في مدينة الناصرة التي تعتبر من أقدس المعالم الدينية المسيحية، خصوصًا في عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.


تحديات تواجه السياحة الوافدة من الخارج

أعرب كاهن رعية اللاتين في الناصرة، الأب أمجد صبارة، أنّ 'هناك تأثير لما يحدث في العالم العربيّ من ناحية السياحة الوافدة إلى الأراضي المقدسة، فالسائحون الأجانب يظنون بأن كل الشرق الأوسط مشتعل دون تمييز بين مكان وآخر، لا سيما وأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الكرك في الأردن وتفجير الكنيسة في مصر، أثرا على السياحة الوافدة لمدينة الناصرة، وهي بحد ذاتها عوامل مؤثرة على السياحة وتعطي انطباعا بعدم الأمان'.

وتابع 'من هنا نقول للجميع أن هذه الأرض آمنة، فالأحداث التي تمر بها المنطقة لا تتعدى ما تمر به الدول الأوروبية في مناطق متعددة، وبالتالي نحث جميع السياح على العودة من جديد لهذه الأراضي وسيكونون المستفيدين الأوائل من ناحية دينية واجتماعية، فكنيسة القدس هي كنيسة الأم في الدين المسيحي ومن هذه الأرض انطلق الدين المسيحي'.

وأشار إلى أن 'التحديات التي يمر بها العالم تجعل الإنسان يتبنى موقفين، أولهما الاتكال على الله وعلى هذا الأساس نشهد تزايدا في نسبة السياح بالكنائس، والآخر هو رد الفعل العكسي الذي يعني الابتعاد عن الله بدعوى أن الأديان قامت بتخريب وتدمير البشرية، ومن هذا المنطلق نقول إن الإنسان الذي يتأثر سلبا من الدين فهو ليس بمؤمن وهو يلجأ لله من أجل مآربه الشخصية'.

وأوضح أن 'نسبة السياحة هذا العام ازدادت عن سابقه، وكلنا أمل بأن تزداد أيضًا في العام المقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية تعدد الثقافات والحضارات من وراء ذلك، ومن ناحية اقتصادية فالسياحة تشكل رافعة للمدينة'.

بين السياحة الداخلية والخارجية

وقال مدير جمعية الناصرة للثقافة والسياحة، طارق شحادة، لـ'عرب 48'، إن 'الناصرة في آخر 15 عامًا وضعت نفسها في المكان المناسب للسياحة، سواء إن كان في المطاعم أو الفنادق أو الأماكن الترفيهية وما إلى ذلك، ولكن في المقابل شهدت المدينة هبوطا حادا بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة منذ 3 سنوات وحتى يومنا هذا، وقد أثرت بشكل خاص على السياحة الوافدة من خارج البلاد'.

ونوه إلى 'ارتفاع ملحوظ طرأ في السياحة الداخلية لمدينة الناصرة على مدار الشهرين الأخيرين، وفي هذا الشهر هناك حركة سياحية نشطة جدا خصوصًا من السياحة الداخلية، أما السياحة الخارجية الآن فهي تشهد تراجعا في هذه الأشهر من العام، علمًا أن عيد الميلاد هو عيد عائلي تفضل الأسر في الغرب خلاله قضاء وقتها في منزلها وبين أفراد عائلتها، لتعود وتزدهر بعد شهر آذار/مارس القادم'.

وأكمل 'أما السياحة الداخلية فقد لوحظ ازدهارها منذ عام 2010 بسبب افتتاح كريسماس ماركت، فبدون شك هو مشروع يعود بالفائدة الاقتصادية على المدينة'.

فنادق خالية من السياحة الخارجية

وذكر مارون عيسى وهو مسؤول في أحد فنادق الناصرة، لـ'عرب 48'، أن 'الوضع السياحي في الناصرة مفاجئ، حيث ولغاية يومنا هذا كان غالبية السائحين من الداخل، أما السائحين من خارج البلاد فمن المتوقع توافدهم في الأيام القريبة'.

وأبدى توقعه أن 'يكون عام 2017 جيد جدا على الصعيد السياحي للمجتمع النصراوي، بينما نرى أن هذا العام ارتفع من ناحية السياحة الداخلية مقارنة بسنوات سابقة'.

واختتم أن 'السائحون ومنهم المسيحيين الكاثوليك يأتون لزيارة الأماكن المقدسة في الناصرة ومناطق أخرى في البلاد كجزء من برنامج سياحي لدول مجاورة أخرى'.

التعليقات