استفحال الجريمة: براءة الطفولة لم تمنع بشاعة الجريمة

لا يزال الغموض يكتنف جريمة مقتل الطالبة وجدان أبو حميد (16 عاما) من قرية كسرى، والتي عُثر على جثتها مقتولة يوم أمس، الأربعاء، وعليها آثار طعنات وكدمات تنقل مدى العنف الشديد الذي تعرضت له، بجانب منزلها في منتج الصخور بالقرية.

استفحال الجريمة: براءة الطفولة لم تمنع بشاعة الجريمة

لا يزال الغموض يكتنف جريمة مقتل الطالبة وجدان أبو حميد (16 عاما) من قرية كسرى، والتي عُثر على جثتها مقتولة يوم أمس، الأربعاء، وعليها آثار طعنات وكدمات تبيّن مدى العنف الشديد الذي تعرضت له، بجانب منزلها في متنزه 'الصخور' بالقرية.

وخيمت أجواء من الحزن والغضب الشديدين على المجتمع العربي بأسره في أعقاب الجريمة البشعة التي لاقت ردود فعلٍ غاضبة واستهجان واستنكار عارم، خصوصًا مع ارتفاع معدل الجريمة وكثرة من قضوا نحبهم جراء جرائم قتل باتت تطال الصغير والكبير، في المجتمع.

ولم تكن هذه الجريمة هي الأولى التي تقشعرّ لها الأبدان إثر مقتل فتية وفتيات لا يزالون في مقتبل العمر، بطريقة أشبه بالسيناريوهات السينمائية، فقد شهد المجتمع العربي في السنوات الأخيرة تصاعدًا حادًا في جرائم القتل التي يتعرض لها قاصرون، والتي راح ضحيتها طلاب مدارس.

الطالب رحيم محمد هيب

قتل الطالب رحيم محمد هيب (16 عاما) من قرية طوبا الزنغرية، في تاريخ 24 أيار/ مايو 2008، في المدرسة الثانوية على يد طالب آخر طعنا بالسكين في منطقة العلوية من جسده، وتم نقله إلى المستشفى بوضع صحي حرج، واعتقلت الشرطة الجاني بعدة فترة، وتم تقديم لائحة اتهام ضده، وكانت هذه الجريمة، تصاعد خطير، حيث اتسعت دائرة العنف لتطال حرم المدرسة'.

الطالب أمجد شواهنة

قتل الطالب أمجد شواهنة (16 عاما)، في 8 آب/ أغسطس 2009، بعد أن تعرضت حافلة الطلاب التي كان يستقلها لإطلاق النار، خلال عودته مع زملاءه من المدرسة في مدينة الطيبة إلى منزله القائم في كفرقاسم، وتم اعتقال مشتبهين وتقديم لوائح اتهام ضدهم، وقالت الشرطة في حينها إن 'خلفية إطلاق النار نفذت بسبب خلاف بين مجموعتين من الطلاب القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 16-17 عاما، ولاقت هذه الجريمة ردود فعل غاضبة، إثر إطلاق نار وتعريض حياة عشرات الطلاب للخطر ومقتل زميلهم، في جريمة فريدة من نوعها.

الطفلة أسيل ناشف

اعترف قاصر يبلغ من العمر (14 عاما) من سكان الطيبة، بأنه اصطحب الطفلة أسيل ناشف (5 أعوام) إلى منزله القائم فوق حانوت عائلته، الذي كانت تقصده المغدورة، وحاول الاعتداء عليها واغتصابها، حسبما اعترف لاحقا في تحقيقات الشرطة، ولما قاومته، استل سكينا وطعنها عدة طعنات ثم ألقى بها من نافذة منزله إلى ساحة البيت.

يشار إلى أن والدة الطفلة أسيل كانت قد أرسلتها إلى حانوت يبعد 100 متر عن منزلها لشراء السكر، لكنها لم ترجع، فبدأت والدتها البحث عنها بمساعدة أفراد العائلة، وعندما يأسوا من العثور عليها، توجهوا قبل منتصف الليل إلى مركز الشرطة للتبليغ عن فقدان الطفلة، وفي هذه الأثناء وصل إلى محطة الشرطة أحد المواطنين ليبلغ عن جثمان طفلة في ساحة بيته، وعندها تكشف حجم المأساة، فقد تبين أن شقيق الشاب الذي أبلغ عن الجثة، هو الجاني.

في مقتل أسيل تجلت الجريمة بأبشع صورها، هكذا وصفها الأهالي ممن شاهدوا جثة الطفلة تنغمر بدمها بعد 11 طعنة في جسدها البريء.

اعتقل القاصر الجاني، وقدمت الشرطة ضده لائحة القتل المتعمد.

قيس أبو صيام

قتل الطالب قيس أبو صيام (16 عاما) من مدينة رهط، بعد أن اتفقا الطالبان المتهمان بقتله على إيذائه، من دون تخطيط مسبق للجريمة، وفي يوم 16 شباط/ فبراير 2011، وخلال سفر الطلاب بالحافلة، صباحًا، إلى المدرسة، سمع قيس زميليه المتهمين، وهما يتحدثان بأنهما سيذهبان إلى أحد النوادي للعب 'السنوكر'، فأبدى رغبته بمرافقتهما، وقد اتفق ثلاثتهم على موعد محدد في اليوم التالي'.

واتصل الضحية في اليوم التالي بالمتهمين، وأبلغهما أنه بانتظارهما في المكان المحدد، قرب النادي الرياضي، فأبلغه أحدهما أن عليه الانتظار مدة نصف ساعة، وعندما وصلا طلبا من المرحوم مرافقتهما إلى منطقة 'الوادي' القريبة من مكان اللقاء، وبالفعل توجهوا إلى هناك، بعد أن تسلحا المتهمان بآلات حادة وسكاكين، وعندما تمكنا منه أقدما على طعنه، الأمر الذي أدى إلى وفاته متأثرًا بجراحه، فيما قررا إحراق جثته وقمصانهما الملطخة بالدماء والسكاكين المستخدمة لإخفاء آثار الجريمة.

واتهمت الشرطة الطالبان بالقتل مع سبق الإصرار، وهزت هذه الجريمة البشعة، مشاعر الأهالي في النقب.

أنس صرصور

عثر على جثة الطفل أنس صرصور (10 أعوام) في الأول من حزيران/ يونيو 2012 من كفرقاسم، بعد أن فقدت آثاره منذ ساعات صباح الخميس 31 أيار/ مايو من نفس العام، وقد شارك، آنذاك، العديد من أهالي كفرقاسم في عملية البحث عنه، والتي استمرت حتى لحظة العثور عليه، وذلك في حرش قرب منزله وعلي جثمانه علامات عنف شديدة.

وصرحت العائلة، في صباح اليوم نفسه، أن 'الطفل أخبر والده أنه ذاهب إلى بيت عمه المحاذي لبيتهم، لكن الأم وعندما عادت إلى البيت بعد مشاركتها بإحدى المناسبات العائلية، في ساعات المساء، سألت عن المرحوم فقالوا لها انه ببيت عمه بحثوا عنه هناك ولم يجدوه، طلبت المساعدة من الجيران، وأثناء عمليات البحث كنا واثقين أننا سنعثر عليه حيا ولم نتخيل أنه سيعود لنا ميتًا، وبالنهاية عثرنا عليه بصورة لا نتمناها لأي إنسان'.

ولا يزال الغموض يخيم على جريمة قتل الطفل أنس، حيث اعتقلت الشرطة في حينها العديد من المشتبهين، من بينهم والده، إلا أنه وبعد فترة من الاعتقال، تم الإفراج عن جميع المعتقلين، دون تقديم لائحة اتهام، ليبقى ملف جريمة أنس غامضًا إلى هذا اليوم، وبذلك أفلت المجرب من عقابه.

التعليقات