عائلة سواعد من شفاعمرو: ابننا لم يمت نتيجة حادث السير

لا تزال عائلة سواعد في مدينة شفاعمرو، تلعق جراحها بعد مصرع ابنها زكريا قبل أسبوعين، إثر نوبة قلبية ألمت به أثناء قيادة سيارته قرب قرية الكعبية، ما أدى إلى انحراف السيارة عن مسارها وإصابة شخص آخر كان برفقته

عائلة سواعد من شفاعمرو: ابننا لم يمت نتيجة حادث السير

المرحوم زكريا سواعد

لا تزال عائلة سواعد في مدينة شفاعمرو، تلعق جراحها بعد مصرع ابنها زكريا قبل أسبوعين، إثر نوبة قلبية ألمت به أثناء قيادة سيارته قرب قرية الكعبية، ما أدى إلى انحراف السيارة عن مسارها وإصابة شخص آخر كان برفقته بجراح استدعت نقله إلى المشفى لتلقي العلاج.

وترك الفقيد وراءه زوجة ثاكل وعائلة مكونة من 5 بنات وولدين، يحاولون استيعاب هول الفاجعة التي وقعت عليهم كالصاعقة.

وفي قلب يعتصره الألم والحزن الشديدين، قالت زوجة المرحوم، عزيزة سواعد، لـ'عرب 48'، إن 'رحيل زكريا خسارة كبيرة للعائلة، لا سيما وأنه كان عماد المنزل وكنا نعتمد عليه بكل شيء'.

وتابعت 'قبل أن يرحل عنا، كان على عجلة من أمره من أجل إنجاز بعض الأعمال المتراكمة عليه، وفي الساعة الواحدة من ذلك اليوم حاولت الاتصال به ليعود من أجل إصلاح جهاز التلفاز، إلا أنه لم يرد على هاتفه، عندها سمعت من الأبناء أن زكريا تعرض لحادث سير صعب ولقي حتفه'.

وأضافت 'للوهلة الأولى لم أصدق ما سمعته، وعلى الفور قمت بالاتصال بابني يحيى الذي يعمل في حيفا، وقال لي إنه لم يسمع أي شيء من هذا القبيل، بعدها طلبت من قريبتي الاتصال على هاتف زكريا، فأخبرتني أنه ما من مجيب، وما هي إلا دقائق حتى امتلأ المنزل بالنساء اللاتي حضرن لتقديم واجب العزاء'.

وأوضحت 'في وقت لاحق علمنا من الأطباء أن سبب وفاته كان نتيجة تعرضه لنوبة قلبية، كما أن الشخص الذي تواجد معه بالسيارة أكد لنا ذلك، وأبلغنا بأنه وبشكل فجائي لم يعد يستطع التحدث وارتخى جسده وابتعدت رجله عن دواسة البنزين، ما أدى إلى انحراف السيارة عن مسارها واصطدامها بحاجز واق'.

واعتبرت أن 'خسارة الرجل في المنزل أمر في غاية الصعوبة، فدوره كبير في التربية والمساعدة والدعم، لا سيما أنه كان مقربا من أبناءه وبناته دون أن يفرق فيما بينهم'.

واستذكرت قائلة 'زوجي كان قد أصيب بنوبة قلبية قبل سنتين تقريبا، حينها رفض القيام بإجراء تخطيط للقلب، ومع ذلك فإن حالته الصحية في الآونة الأخيرة التي سبقت وفاته كانت على ما يرام، وأنا حتى الآن لا أصدق بأنه رحل ولن يعود، حيث لا زلت أشعر بوجوده بيننا، له زاوية في المنزل وكأنها مكتوبة على اسمه حيث كان يختارها عند مشاهد التلفاز ويحتضن الأبناء والبنات فيها'.

وأكدت 'المرحوم كان محبوبا لدى الجيران، كونه اجتماعي وعرف عنه مشاركة الجميع بالأفراح والأتراح، عدا عن ملاقاة الجيران وارتشاف قهوة الصباح معهم'.

وشددت 'لطالما أصبت بالحسرة على كل من يتعرض لحوادث سير ومنها الخطيرة، ومن ناحية أخرى لطالما لمست مدى التهور على الشوارع بين صفوف السائقين الشبان الذي لا يخشون على حياتهم وكل همهم الخوض في سباقات وما إلى ذلك'.

وأنهت حديثها قائلة 'أناشد جميع السائقين وخصوصًا الشبان بأن يعيدوا التفكير بأنفسهم وأن يتجنبوا مخاطر السياقة والتهور الذي قد يوصلهم في نهاية المطاف إلى عتمة المقابر'.

وذكرت ابنة الفقيد، صابرين سواعد، لـ'عرب 48'، أن 'والدها أحبها حبًا جمًا، فعلى الرغم من أنها متزوجة كما شقيقتيها الأخريين، إلا أن والدها كان يعاملها وابنها بشكل مختلف عن بقية أبناءه وبناته، وهذا لا يعني بأنه كان يفرق فيما بيننا، لكن يبدو أنني كانت لي مكانة خاصة في قلبه'.

وعبرت خلال حديثها عن 'حبها الكبير لوالدها حتى أنها جمعت بين صورتها وصورته للتأكيد على هذه المحبة'.

واختتمت أنني 'دخلت في صدمة حين تلقيت نبأ وفاة والدي، حتى وصل بي الأمر إلى حد فقدان الوعي، لقد فقدت والدا ليس له مثيل، وحتى هذه اللحظة لا أصدق بأنه رحل ولن يعود'.

التعليقات