تحرير الأوقاف في حيفا والساحل: مسيرة شاقة تبدأ بخطوة واحدة

تكثف اللجنة الشعبية أعمالها بدعمٍ ومساندة تامة من الحاج فؤاد أبو قمير، الشيخ رشاد أبو الهيجاء، المحامي خالد دغش، سهيل بشكار ومخطط المدن عروة سويطات، كما دعمت لجنة المتابعة الحملة التي ستستمر حتى تحرير كل شبرٍ من الأوقاف الإسلامية.

تحرير الأوقاف في حيفا والساحل: مسيرة شاقة تبدأ بخطوة واحدة

بمبادرة من اللجنة الشعبية لحماية أوقاف مدينة حيفا، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ولجنة متولي الوقف، تستمر حملة جمع التبرعات لتحرير وقف الاستقلال بشكلٍ كامل.

وتكثف اللجنة الشعبية أعمالها بدعمٍ ومساندة تامة من الحاج فؤاد أبو قمير، الشيخ رشاد أبو الهيجاء، المحامي خالد دغش، سهيل بشكار ومخطط المدن عروة سويطات، كما دعمت لجنة المتابعة الحملة التي ستستمر حتى تحرير كل شبرٍ من الأوقاف الإسلامية.

وقال مركز اللجنة الشعبية، عبد الحكيم مفيد، لـ'عرب 48'، إن 'المشاركة الكبيرة تبدو واضحة للجميع في دعم الحملة منذ أشهر، ونحنُ على وشك إنهاء الحملة، وأنا أعتقد أنّ تحقيق المطلوب من هذا الدعم جاء بفضل الدعم الجماهيري، في جمع الأموال سواء بالمساجد أو خارجها، وكانت هناك خطة لوجستية وتبرعات من أخوة ميسورين وأناس عاديين، والحملة الأخيرة ما كانت لتنجح لولا دعم أهالي حيفا، ونجحنا من خلال هذه الحملة بإحداث هبة شعبية وحراك شبابي ومساندة تليق بأهل حيفا، حيثُ شهدنا تلاحما وتفاعلا في جمع المال، وهذا ما ينقص العمل السياسي، إذ يغيب العمل الجماهيري، بينما فوجئنا بالتفاعل الكبير، ومن المهم استمرار الدعم كي تُحقق الحملة هدفها، يُشار أنّه تمّ شطب عدد من الحجوزات'.

وأضاف أنه 'يجب التأكيد على أننا شعبٌ مثقف وواعٍ وقادر على ابتكار أساليب جديدة للتواصل والعطاء، وقضية الوقف من أهم القضايا التي تتطلب عملا جديا مِن قبل شعبنا، الذي تبرع وناصر مقدساتنا'.

وتحدث المحامي خالد دغش عن ملف الأوقاف، وقال، لـ'عرب 48'، إن 'موضوع ملف الأوقاف فُتح مجددًا بشكلٍ واسع ومهني وعلمي، وفي السنوات الأخيرة بات هذا الملف جزء من نضالنا لتحرير الأملاك كاملة (فتح ملف أملاك الغائبين بالأساس، بل والاهتمام بكل ما يتعلق بالأوقاف على أنواعه، وهنا يجدر بنا أن نتحدث أيضًا عن أوقاف خاصة طالتها يد المؤامرة ومحاولات التصفية، وحالة أوقاف حيفا هي صورة مصغرة من نتائج النكبة، والحاجات القانونية في السنوات الأخيرة لفتح ملف أوقاف حيفا، والتي تُعطي الأمل بأنّ هناك الكثير ما يمكن عمله في تحرير الأوقاف، ليس في حيفا فقط وإنما أيضًا في مدن الساحل: عكا، يافا، اللد والرملة، وهي لا شك جزء كبير من تعاملنا مع قضية النكبة ومدخل واسع للتعامل مع هذا الملف بطريقة جديدة مهنية وعلمية، ومن تجربتنا في حيفا التي نريد أن ننقلها لباقي المدن المنكوبة، ونحنُ على ثقة أنّ هناك حيزا كبيرا من إمكانيات العمل ومن النجاح في تحرير واستعادة الأوقاف، ولذلك كل هذا الملف ننظر إليه من باب أنه ملف وطني بامتياز، لذلك هي دعوة لكل الأحرار والوطنيين للانضمام والمساعدة والتطوع والتبرع لدعم تحرير أوقاف حيفا'.

وأكد أن 'لجنة المتولين في حيفا هي لجنة وطنية جديدة نسبيًا أخذت على عاتقها تصعيد هذا الملف وإحراز المزيد من النجاحات في المسار القانوني والسياسي أيضًا'.

وقال الشيخ فؤاد أبو قمير، لـ'عرب 48'، إننا 'في الأوقاف نعاني ونواجه مخططات، ليس فقط في حيفا، نظرًا لأننا نريد تطوير العمل مستقبلا لنصِل إلى المدن الساحلية التي تتعرّض هي أيضًا لطمس المعالم الإسلامية والمسيحية أيضًا. ولأنّ شعبنا داعم لنا طوال الوقت، فإننا نريده دائمًا أن يثق بنا، وأن يتعزز التواصل، كونه جزء من النضال الشعبي والجماهيري الهام جدً'ا.

وأضاف أبو قمير: 'نحنُ نقترب من نهاية جمع المبالغ المطلوبة لاعتمادها كجزء داعم ولاستعادة أملاك الأوقاف كاملةً. الحملة مستمرة بإذن الله لتحصيل مبلغ مليون شيكل كي يتم تحرير القضايا العالقة في القضاء، علمًا أنّ المحكمة وافقت على تنزيل المبلغ الذي كنّا مجبرين على دفعه وهو 3 مليون، ولأنّنا فعلا نعمل بجد ومصداقية فقد نجحنا بتخفيض المبلغ إلى مليون شيكل، وهو أمرٌ في غاية الأهمية. وقد دُفع مبلغ 650 ألف شيكل للإجراءات، وساهمت الحملة الشعبية بالدعم الذي تعودنا عليه من أبناء شعبنا الذي لم يبخل يومًا في العطاء'.

وأكد أن 'أهمية الحملة لا تقاس بالموضوع المادي، لأن هناك أهمية في استرجاع حقنا المقدس في الأملاك، وعملنا هذا هو امتداد وتجذر في الأرض والحفاظ على التاريخ والتراث والحضارة، وآن الأوان لوقف المس بمقدساتنا على اختلافها، وخاصةً في مدينة حيفا، التي كان عدد سكانها قبل النكبة 70 ألف فلسطيني، لم يبقَ منهم بعد النكبة سوى ثلاثة آلاف بسبب التهجير'.

وأشارَ الشيخ أبو قمير إلى أنّ 'زيارة قريبة لرجال الأعمال ستُجرى قريبًا، بهدف الدعم من أبناء جلدتنا، الذين لم يبخلوا يومًا بالعطاء والدعم مِن أجلِ استعادة الحضور في أوقافنا، وغرس جذورنا عميقًا في الأرض'.

التعليقات