فك لغز جرائم قتل النساء: 100% لدى اليهوديات و50% لدى العربيات

في قرية مثل الرامة التي يسكنها أكثر من 8 آلاف مواطن سقط أكثر من 35 قتيلا نتيجة للعنف منذ العام 2000

فك لغز جرائم قتل النساء: 100% لدى اليهوديات و50% لدى العربيات

سهام زبارقة (اللد) ولينا أحمد (الرامة)

* الرامة: 35 قتيلا منذ العام 2000 وفقط 4 عاملين اجتماعيين

هيام زبارقة، شقيقة المغدورة سهام: تعامل الشرطة مع العائلة استفزازي 

* النائبة عايدة توما سليمان: قتلة النساء العربيات يتجولون بحرية والشرطة ترسل بذلك رسالة لكل مجرم بأن بإمكانه القتل وفرصه بالإفلات من العقاب كبيرة

* النائبة حنين زعبي: بيت سهام الزبارقة يفصله شارع واحد عن مركز الشرطة في اللد


عقدت لجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندريّة في الكنيست جلسة طارئة، اليوم الخميس، (الجبهة- القائمة المشتركة) حول استمرار جرائم قتل النساء وإهمال الشرطة والسلطات، وذلك في أعقاب مقتل ثلاث نساء في أقل من  أسبوع، وتبيّن خلال الجلسة أن نسبة حل ألغاز جرائم قتل النساء عند اليهوديات تصل إلى 100% فيما عند العربيات تصل إلى  50% فقط.

في الأجوبة والمعطيات التي قدمتها المؤسسات الرسمية ذات الشأن إلى  اللجنة، تبيّن حجم الإهمال وتأثيراته الكارثيّة على حياة النساء، إذ من المعطيات التي طرحت خلال اللجنة أن هناك  العديد من أقسام الرفاه الاجتماعي في البلدات العربية، التي تعاني من نقص شديد في الموارد البشريّة والميزانيّات، مما يمنع منها متابعة مناسبة لمعظم الحالات. على سبيل المثال، في قرية مثل الرامة التي يسكنها أكثر من 8 آلاف مواطن سقط أكثر من 35 قتيلا نتيجةً للعنف منذ العام 2000، لكن السلطات لم تجد من المناسب دعم قسم الرفاه في البلدة، ويوجد اليوم فقط 4 عاملين اجتماعيين، كل واحد منهم يتابع أكثر من 250 حالة، وهو أمر غير معقول ويظهر مدى الإهمال والإجحاف.

افتتحت الجلسة النائبة توما-سليمان رئيسة اللجنة بالتعبير عن غضبها الشديد من حالات القتل الأخيرة واستمرار مسلسل قتل النساء، وبعد قراءة أسماء النساء اللواتي قتلن منذ بداية العام وهن ستة نساء، قالت: 'لا يمكن بعد السكوت على الوضع الذي وصلنا إليه، مقتل ثلاث نساء في أقل من أسبوع، عربيتان ويهودية. السلطات لا تقوم بدورها والشرطة مستمرة بتقاعسها، الأمر الذي يكلفنا المزيد من الضحايا. من الواضح أنّ الإهمال في الحالات الثلاث الأخيرة كان له دورا أساسيا في حدوث الجريمة، جريمة القتل التي أودت بحياة سهام الزبارقة حدثت في بيت الضحية، على بعد أقل من خمسين مترا من محطة الشرطة في مدينة اللد، وفي طبريا تمّ تعريف القاتل على انه لا يشكل خطرًا على طليقته، وفي الرامة المرحومة قدّمت ثلاث شكاوٍ في الشرطة والشرطة لم تحرّك ساكنا. الثلاث حالات الأخيرة تؤكّد ما قلته دائمًا حول عدم تعاطي سلطات الرفاه والشرطة مع قضايا قتل النساء بالجدية والمسؤولية الكافية، حان الوقت لإعلان حالة طوارئ وإقرار خطط لمعالجة ظاهرة استهداف النساء'.

وأكدت توما - سليمان: عندما تكون نسبة حل لغز جريمة قتل النساء اليهوديات 100% وعند العربيات 50% نفهم أمرا واحدا، وهو أن الشرطة لا تولي الأمر الأهمية والموارد الكافية، وأن قتلة النساء العربيات يتجولون بحرية والشرطة ترسل بذلك رسالة لكل مجرم بأن بإمكانه القتل وفرصه بالإفلات من العقاب كبيرة.

وشاركت في الجلسة الشابة هيام زبارقة،  شقيقة المرحومة سهام التي طالتها يد الغدر قبل أسبوع في مدينة اللد، عارضةً معاناة العائلة وتعامل السلطات معهم قبل وبعد الحادثة، وأكدت في نقاشها على تعامل الشرطة المستفز وغير المهني حيث تمّ اعتقالها مع والدتها للتحقيق في الساعة الخامسة صباحًا من دون أي اعتبار لمأساتهن او لحالتهن النفسية، يضاف إلى إهمال الشرطة في أخذ تسجيل كاميرات المراقبة الموجودة في المكان بعد أكثر من أسبوع على الحادثة.

وقالت النائبة حنين زعبي (التجمع-القائمة المشتركة) بدورها إن 'بيت سهام الزبارقة يفصله شارع واحد عن مركز الشرطة في اللد، وقُتلت في بيتها من خلال سلاح حي، وبعد أسبوع من الجريمة أتت الشرطة لفحص الكاميرات! والبلدات التي يتواجد بها مركز للشرطة تعاني من النصيب الأكبر من الضحايا، وما زالت الشرطة تقدم الحل لجمهورنا بفتح مراكز أكثر! لقد سمعنا اليوم شهادة ريهام حول تعامل الشرطة المهين والمستهزئ، مع أفراد عائلة سهام، وبالذات اختها ريهام وأمها، وهو ليس تعاملاً شاذاً، بل هو القاعدة والثقافة لدى مؤسسة الشرطة. أصبح معروفا وواضحا، أن خطة الشرطة التي تتركز على تجنيد الشباب مرفوضة من قبل جميع قيادات المجتمع العربي، وبالتالي الخطة الوحيدة التي سنقبلها تلك التي تعتمد على جمع السلاح حتى لا يجد قاتل سهام ولينا سلاحا خطيرا سهلا في متناول يده، وأصبح معروفاً وواضحاً أنّ خطة الشرطة التي تتركز على تجنيد الشباب، وعلى فتح محطّات شرطة جديدة مرفوضة من قبل جميع قيادات المجتمع العربي. والخطة الوحيدة التي سنقبلها هي تلك التي تعتمد على جمع السلاح حتى لا يجد قاتل سهام ولينا سلاحا خطيرا سهلا في متناول يده، وعلى رفع نسبة 'القبض على المجرم'.

وشارك في الجلسة عدد من النواب من القائمة المشتركة إلى جانب مجموعة من الناشطات في العمل المجتمعي والنسوي.  

وأكدت نائلة عواد، مديرة جمعية نساء ضد العنف، على العمل الطويل والشجاع الذي تقوم به الجمعيات النسوية العربية وقيادات المجتمع ضد جرائم قتل النساء، ولكن مقابل ذلك، لا يوجد  جهد حقيقي من السلطات، وأشارت ألى أن هناك حالات اختفت فيها ملفات تحقيق في قتل النساء العربيات من الشرطة بشكل يثير الريبة.

وفي مداخلتها أوضحت العاملة الاجتماعية والناشطة النسوية، سماح سلايمة، أنه من غير المعقول أن تستمر السلطات في تجاهل الوضع القائم في اللد والرملة حيث تقتل النساء العربيات، دون أن تكون لهن حماية حقيقية أو برامج لمعالجة قضاياهن، وأن تستمر وارة التعليم بالتقصير في ادخال برامج توعوية للمدارس.

في تلخيصها للجلسة أكدت النائبة توما سليمان على ضرورة متابعة القضايا التي كشفت خلال الجلسة اليوم وعلى رأسها محاسبة رجال الشرطة الذين تابعوا ملفّ اعتقال عائلة الزبارقة في اللد، وطالبت عقد جلسة طارئة للحكومة بهذا الشأن.

التعليقات