هيام الزبارقة: من ستقتل الرصاصة المقبلة؟!

بعد جريمة قتل سهام الزبارقة في اللد، قبل نحو أسبوعين، بقيت شقيقتها هي حزينة تبكيها بحرقة وألم، غير أن الظروف القاسية اشتدت على العائلة، فقد قامت الشرطة باستدعاء أشقائها، وبقي في البيت شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (28 عامًا) إلى جانب والدي

هيام الزبارقة: من ستقتل الرصاصة المقبلة؟!

هيام الزبارقة وشقيقتها ضحية القتل سهام الزبارقة

بعد جريمة قتل سهام الزبارقة في اللد، قبل نحو أسبوعين، بقيت شقيقتها هيام حزينة تبكيها بحرقة وألم، غير أن الظروف القاسية اشتدت على العائلة، فقد قامت الشرطة باستدعاء أشقائها، وبقي في البيت شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (28 عامًا) إلى جانب والديْن مُسنينْ مفجوعيْن بمقتل ابنتهم.

في الرملة التقيتُ هيام الزبارقة، والتي حدثتني عن واقع العائلة وواقع الرملة بعد جرائم القتل التي لا تتوقف.

هيام الزبارقة لم تزل في حُلمٍ أسود، معظم الوقت تجلس صامتة، متألمة، تشعُرُ بوجع الفراق، لكنّها قويّة، جاءت لتُشاركني آلامها وأحزانها، وقالت لـ'عرب 48' إن 'شقيقتي سهام كانت إنسانة بسيطة، تحملُ أحلامها أمامها، وتبحث عن الأمان طوال الوقت، لكنها لم تجده، ولن تعود شقيقتي إلى العائلة من جديد. أرغب بالتشديد في مطالبة الشرطة، البلدية وكل من وظيفته، أن يبحثوا عن قاتل شقيقتي سهام، وقتلة سهام أبو شرخ ونسرين مصراتي وأمل خلايلة ووسام أبو غانم وعبير أبو قطيفان وسهى الباز ونرمين محاميد ونرمين مغربي ومريم أبو غانم وخضرة أبو غريبة وناديا أبو عامر وهدى كحيل وهويدا الشوا، وعشرات غيرهن'.

وأضافت أن 'أجمل لحظات حياتي تلك التي أمضيتُها برفقة شقيقتي سهام، كانت أوقاتا مميّزة جمعت بين كلتينا، أما سهام فهي عكس كثيرين، لم تكن متفائلة بالحياة ولم تكن سعيدة، أرادت أن ترتاح وبحثت كثيرًا عن الراحة حتى أراحها الله سبحانه وتعالى'.

هيام الزبارقة

حدثينا عن شقيقتك وأحلامها؟

الزبارقة: كانت سهام تريد أن تعيش حياة عادية، لكنها رحلت قبل الأوان...

هل تشعرين أنكِ قوية فعلا؟!

الزبارقة: لا أشعر أنني قويّة، بل أنا غير قادرة على فعل شيء حتى اليوم. نحنُ نشعر بالعجز أمام هذا الإجرام الذي يحدُث، واليوم فشلتُ في استعادة هاتفي من يديْ الشرطة، لم أنجح بإحضاره، كأنني والأخريات نحارب طواحين الهوى. ولو أرادوا سحب الأسلحة لاستطاعوا، لكنهم يخشون من غرق ريشون لتسيون بالمخدرات، وعندما تُغرق المخدرات اللد فلا يعملون شيئا، عندما انتشرت المخدرات في بات يام كافحوها ونقلوها إلى يافا، وعندما ضُربت نتانيا بالإجرام قررت الشرطة حماية اليهود من الإدمان.

ماذا عن دور المؤسسات المسؤولة؟

الزبارقة: يجدر بي التوضيح أنّ العمل مع ذوي الضحايا من الأخوات والأمهات يستغرق أسبوعين أو أكثر، لكنّ الحرب تبدأ مع الرفاه الاجتماعي، الشرطة، المحاكم منذ اليوم الأول. بالأمس جئت لاستعادة هاتفي من المحققين، بعد أن أخرجوا الصور، وفي ظل هذه المعركة كنتُ مُضطرة للذهاب إلى رحوفوت عبر المواصلات، هي 'حرب استنزاف لمن خسر أهم من لديه'، وكثير من الناس التي لديها ملفات مُشابهة، يصيبهم اليأس ويتخلون عن الحاجة لمعالج نفسي مثلا وعاملة اجتماعية.

وكيف تدور القضية أروقة الشرطة والقضاء؟

الزبارقة: لكم أن تتخيلوا المعاناة، قالت الشرطة للعائلة إنّ التحقيق سيبدأ عند الساعة العاشرة، انتظرت الوالدة ثلاث ساعات، وفي يوم وقوع الجريمة أخذوا الوالدة إلى التحقيق، وهي تعرف أنّ ابنتها بين الحياة والموت، وترجوهم أن يطمئنوها عن سهام، وأنا كنت في بئر السبع وعدت بالقطار، وتمّ إيصالي إلى المستشفى، إلا أمي أمضت 10 ساعات دون أن تعرف مصير ابنتها، وفي النهاية انهارت أمي وقالت لهم: أعطوني فرصة لإحضار ابني المريض، لا أحد يستطيع إحضاره؟ فتركوها، أخذت ابنها المريض إلى المستشفى، وفي النهاية انهار هو أيضا بعد أن فارق شقيقتي الحياة.

كيف كان تصرف الشرطة معكم في هذه الظروف القاسية؟

الزبارقة: إنّ تصرفات الشرطة والمسؤولين غير طبيعية وغير إنسانية بتاتًا، حضروا لاستدعائي ووالدتي للتحقيق في الساعة الخامسة صباحًا! والسؤال ما هي حالة الطوارئ التي تدفع الشرطة لإجراء تحقيق مع والدتي المسنّة في الساعة الخامسة صباحًا؟ ورغم هذا قام أحد الشرطيين بإسماع الأغاني وصرخ في وجهها وقال لها 'أغلقي فمك' لماذا؟! ما الهدف؟!. وبعد ذلك مَن يتساءل لماذا تغضب العائلة؟ طبعا نحن نغضب بسبب القهر والظلم. باختصار تعاملت الشرطة معي أيضا بطريقة سيئة جدًا، ولآخر لحظة تصرفوا معي وكأنني امرأة ضعيفة، وكذلك هكذا كان تصرف المجتمع. وطبعا الشرطة هي السبب، فقد كانوا يتعاملون معي وكأنني مشبوهة وكل أفراد العائلة في دائرة الشبهات، وكمثل كل قضية تقع العائلة تحت وطأة تصرفات الشرطة القاسية، اعتقلوا جميع اخوتي، تريد الشرطة أن توهمنا بأنها تسعى للكشف عن المجرم القاتل.

كيف ترين الواقع في اللد والرملة في هذه الفترة؟

الزبارقة: الخوف والقلق يسودان اللد والرملة، صارت النساء تسير وتلتفت من حولها إذ لم يعد هناك أمان بين الفتيات الصغيرات وحتى الكبيرات بالسن. ليس هناك ما يمكن فعله، وليست هناك امرأة بعيدة عن دائرة العنف. وحتى المبادرات الإيجابية أصبحت تخيف النساء، وتخشى الفتاة أو المرأة من أن تُصاب برصاصة، هنا أو هناك، ترديها قتيلة.


التعليقات