وثائق جديدة عن معركة القسطل..

سافر عبد القادر الحسيني قائد منظمة الجهاد المقدس إلى دمشق، والتقى برئيس اللجنة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية إسماعيل صفوت طالبًا منه تزويد قواته المدافعة عن القدس بالمصفحات والمدافع، ولكن إسماعيل صفوت رفض طلبه

وثائق جديدة عن معركة القسطل..

في شهر آذار حاولت القوات اليهودية احتلال قرية القسطل لفك الحصار عن الأحياء اليهودية في القدس، لكن العرب صدوها.

في أواخر ذلك الشهر سافر عبد القادر الحسيني قائد منظمة الجهاد المقدس إلى دمشق، والتقى برئيس اللجنة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية إسماعيل صفوت طالبًا منه تزويد قواته المدافعة عن القدس بالمصفحات والمدافع، ولكن إسماعيل صفوت رفض طلبه، فعاد عبد القادر الحسيني إلى القدس حانقًا، وسطّر مذكرة إلى الأمين العام للجامعة العربية في القاهرة هذا نصها:

منظمة الجهاد المقدس

الأمانة العامة

القدس

في: 6/4/1948

مذكرة

السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية - القاهرة

إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح

عبد القادر الحسيني

قام رئيس اللجنة العسكرية التابعة للجامعة العربية بتقديم المصفحات إلى فوزي القاوقجي قائد جيش الإنقاذ المرابط في منطقة المثلث والجليل.

وفي 3/4/1948 احتلت القوات اليهودية قرية القسطل، فقام رئيس بلدية نابلس بتوجيه رسالة إلى فوزي القاوقجي لتسهيل مهمة الوفد القادم من القدس لطلب المساعدة، وفيما يلي نص رسالة سليمان طوقان لفوزي القاوقجي بهذا الشأن:

شعار بلدية نابلس

الرقم: 65/48/س/12

التاريخ: 6/4/1948

سيدي الأخ الكريم صاحب السعادة القائد الكبير فوزي بك القاوقجي المحترم

تحية واحتراما، وبعد فإن ناقل كتابي السيد عزمي أفندي الجاعوني ورفقاه حضروا الآن من القدس بطريقهم لمقابلة سعادتكم لشرح الحالة في قرية القسطل والإمدادات اليهودية التي تحضر للمعركة، ويطلبون المساعدة المستعجلة لإنهاء المعركة وإعادة المكان المحتل، وإني اعتقد أن سعادة القائد لا يبخل في تقديم المساعدة لكسب هذه المعركة، وسلفًا أشكر سعادتكم، راجيًا قبول فائق الاحترام.

سليمان(طوقان)

رئيس بلدية نابلس

لم يقدّم فوزي القاوقجي، قائد جيش الإنقاذ، أية مساعدة للقائد عبد القادر الحسيني الذي تمكن مع رجاله من استعادة القسطل لكنه استشهد فيها 8/4/1948 في ظروف غامضة. ثمة من يقول إن من قتله واحد من مخابرات الهاغاناه. عندها اكتفى فوزي القاوقجي بإطلاق النيران على بعض المستعمرات اليهودية مدعيًا بأنه ينتقم من اليهود على قتلهم للشهيد عبد القادر الحسيني، والدليل على ما نقوله ما ورد في الرسالة التي أرسلها فوزي القاوقجي إلى السيد صالح عون الله:

 

قيادة قوات الإنقاذ                                                  الرقم: 48/خاص

في الجبهة الشمالية                                                التاريخ: 11/4/1948

القائد

 

    لحضرة الأخ الفاضل السيد صالح عون الله وإخوانه المحترمين.

تحية واحتراما، وبعد فإني أشكركم على مساعداتكم للملازم محمود أحمد مسعود، وأتمنى إلى الله أن يوفقنا جميعًا لخدمة الأرض المقدسة. لقد أمرت الملازم محمود ثانية ليؤمن لنا مصفحات حقيقية إذ لا حاجة لنا بالمصفحات غير كاملة الصفيح، ونحن نعلق أهمية كبيرة على ذوات المدفع. أرجو بذل كل ما بوسعكم لتأمين بعض منها وإني لأُثني على جهودكم وجهود الآخرين أبو علي وأبو فوزي وأشكرهما أيضا.

طلبت إلى إدريس بك أن يدفع لكم مباشرة، أو عن طريق الملازم محمود مبلغ ثلاثمائة جنيه لتغطية المصاريف اللازمة. أما ما يعود على كتاب التعزية بفقد البطل الشهيد عبد القادر الحسيني فإني اعتقد أن العزاء الوحيد هو الانتقام الجبار لشهامته وبطولته من الصهاينة الأنذال لقد قصفت مدفعيتنا مستعمراتهم ومصفحاتهم في مختلف الأنحاء وما زالت سحب الدخان الكثيف تتصاعد من أوكاركم الأثيمة، وإني لأعتقد بأن النصر سيكون حليفنا إن شاء الله ودمتم.

ختم وتوقيع فوزي القاوقجي

 

التعليقات