قرية كفر سابا العربية المهجرة..

في ظهر يوم الخميس 13/5/1948 قامت كتيبة 33 وكتبية 32 التابعتان للواء إلكسندروني بالهجوم على قرية كفر سابا العربية وسد الطرق المؤدية إليها من الشرق لمنع وصول نجدات من قلقيلية، ولإفشال أي هجوم مضاد

قرية كفر سابا العربية المهجرة..

الموقع:

تقع قرية كفر سابا العربية على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي، على ارتفاع  50 مترا عن سطح البحر، إلى الشرق منها مرت سكة الحديد الموصلة بين حيفا واللد. تحدها من الشمال الشرقي مدينة قلقيلية على بعد نحو ثلاثة كيلومترات، ومن الشمال قرية مسكة المهجرة، ومن الجنوب بيار عدس المهجرة، ومن الجنوب الشرقي قرية جلجولية على بعد 3 كيلومترات ونيف منها، ومن الغرب تبصر(خربة عزون) وأراضي قرية الحرم (سيدنا علي)، وهي إلى الشمال الشرقي من كفار سابا اليهودية.

كانت القرية تابعة لناحية الحرم من قضاء بني صعب الذي كان مركزه في طولكرم التي تبعد 17 كيلومترا إلى الشمال.

يقول مصطفى مراد الدباغ إن مساحة أراضي كفر سابا بلغت 9688 دونمًا، تسربت منها 3144 دونمًا لليهود، بينما أشار عبد الجبار العودة إلى أن اليهودي خانكين اشترى 7000 دونم من مشاع قرية كفر سابا التابعة لطولكرم بواسطة سماسرة من أهل المدينة الذين كانوا  يتقاضون عمولة بنسبة 2.5%.

أما المصادر العبرية فتشير إلى أن شراء اليهود لأراض في كفر سابا بدأ عام 1892م، وأن إدارة المستوطنات التابعة للبارون روتشيلد سيطرت على تلك الأراضي عام 1896، وباعتها عام 1903م لفلاحين من مستعمرة 'بتاح تكفا' ليقيموا عليها مستعمرة لأولادهم، ولما عارضت السلطات العثمانية بناء مساكن سكنوا في براكيات وأخشاش حتى سنة 1912 حيث بنوا لهم بيوتًا ثابتة.

في عام 1918 كانت المستعمرة في خط المواجهة بين القوات التركية والقوات البريطانية ما أدى إلى خرابها. في عام 1919 تجدد الاستيطان، لكن في هبة عام 1921 دمرت المستعمرة، ثم عادت وازدهرت بفضل زراعة الحمضيات.

خلال ثورة 1936-1939 هوجمت المستعمرة عدة مرات، بعد الحرب العالمية الثانية استوعبت قادمين جددا وتطورت. في حرب 1948 كانت المستعمرة في خط المواجهة بين العرب واليهود.

أقيمت مستعمرة كفار سابا اليهودية على بعد 2.5 كيلومتر من قرية كفر سابا العربية في الموقع المسمى سبية أو سابيه حيث توجد آثار لقرية رومانية. بعد تهجير سكان كفر سابا العربية تمددت المستعمرة وأصبحت اليوم مدينة كبيرة يبلغ عدد سكانها نحو مائة ألف نسمة.

التسمية:

كفر كلمة كنعانية تعني القرية التي تعتمد على الزراعة.

يرى مصطفى مراد الدباغ أن سابا كلمة سريانية بمعنى الشيخ الجليل والمقدم في قومه، وهو اسم علم لقديس.

أما الرواية الشعبية، فتقول إن بلقيس ملكة سبأ مرت بالقرية، وصارت ملكًا لها، فأخذت اسم سبأ ومع مرور الوقت صار اسمها كفر سابا.

يبدو لنا أن سكانها القدماء كانوا يعملون في دباغة الجلود، أو في صناعة الخمر، لأن معنى سبأ الجلد كشطه، وسبأ الخمر مزجها فهي سبيئة.

السكان:

في عام 1596م بلغ عدد سكان قرية كفر سابا 210 نسمات، وفي عام 1893م 800 نسمة، وانخفض عددهم في عام 1922م إلى 546 عربيًا، وفي عام 1931م بلغوا 765 شخصًا، كلهم مسلمون ولهم 169 بيتًا. ويدخل ضمن هذا التعداد عرب العبيدات. وفي عام 1945 قُدّر عدد سكانها ب 1270 عربيًا بينهم شتيت من عرب السواركة، ويقدر عددهم في عام 1948 ب 1473 نسمة.        

ثمة من يقول إن حامولة الولويل هي أول حامولة وصلت إلى البلدة، حين جاء محمد الولويل من قطرة في جنوب فلسطين إلى جلجولية وراح، وهو على فرسه، يُعلّم حدود القرية بجذوع الشجر الجافة حتى وصل إلى أراضي الحرم، وهذه الحامولة من العائلات المتنفذة والكبيرة، منها المختار حمدان خليل حسن ولويل الذي تلاه في الثلاثينيات من القرن الماضي المختار محمد جميل مصطفى الولويل، ومن فروعها حسن وحامد، ويقال إنه كان لديه سجل بأسماء العائلات العريقة في المنطقة.

لكن هناك من يقول إن عائلة جبر هي أول من وصلت إلى البلدة، وفي رواية أخرى أن أربع حمائل هي التي أسست القرية وهي: الولويل، جبر، بدير والنجار، وبعدها وصلت بقية الحمائل وهي: الخطيب، فراج، لبدة، العرباس، سويلم، ياسين، طه، البلاسمة، داود، بركات، علان، عليان،  قرعاوي، أبو ثابت، العاجز، عثمان، عطار، عياش، يونس، دلال، مصلح، سارة، حمدان، خليفة، شاكر، أبو سدرة، غنيم، أبو عيشة، جابر، المصري، أبو الأعرج، منصور، قرطومي، فاعور، فايد، عيسى، جراد، الطويل، بركة، الدنة، أبو جمعة، أبو حسنين، أبو رصاص، زقوت، الخلوص.

كان في القرية مسجد. يبدو أن إمامه في عام 1917 كان الشيخ أحمد بن الشيخ صالح بن الشيخ حسن من قلقيلية، أما في الأربعينيات من القرن الماضي فكان الإمام الشيخ عبد الرحيم العابد من آل عرباس. 

كانت في القرية مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع الابتدائي، وهي مبنية بحجارة قسم وما زالت قائمة حتى يومنا هذا لكنها حوّلت إلى مركز تربوي للشبيبة. كان يدرّس في المدرسة معلمان من قلقيلية وهما: عبد الفتاح العورتاني، وحسن أحمد حسن.

إلى الشرق من كفر سابا مقامان: الأول مقام النبي يامين، والثاني مقام الولي سراقة.

اشتهرت القرية ببيارات الحمضيات والتفاح وكروم العنب والتين والخضراوات المروية بمياه الآبار الارتوازية التي تجاوز عددها العشر.

تهجير أهالي كفر سابا:

دعم أهالي كفر سابا ثورة 1936-1939 بالمال والمؤن. ثمة رواية تقول إنه استشهد منهم سعيد حمدان خليل ولويل في معركة الراس بالقرب من طولكرم، وفارس عرباس في بيارة عاشور الواقعة بين كفر سابا ومسكة.

في بداية الثورة قتل أربعة من الحراس اليهود في بيارة تبعد عن كفر سابا العربية نحو كيلو متر واحد.

جاء في تقرير للهاغاناه مؤرخ في 4/8/1944 أن مشاركة كفر سابا في الثورة كانت ضئيلة، وأنه لم يكن فيها من ينشئ فصيلاً ثوريًا ويقوده. يبدو أن من انضموا للثورة منهم كانوا تابعين لقيادة عارف عبد الرازق المباشرة. في الأربعينيات سادت علاقات حسن جوار حيث عمل قسم من سكان كفر سابا في البيارات اليهودية المجاورة.

يشير وليد الخالدي إلى أن صحيفة 'نيويورك تايمز' ذكرت أن زعماء من كفر سابا اجتمعوا إلى زعماء المستعمرات اليهودية ، في وقت مبكر من شهر كانون الأول 1947، وأن الفريقين تعهدا بالحفاظ على السلام.

يبدو أن هذا الاتفاق لم يلتزم به كلا الطرفين، إذ دخلت وحدة من جيش الإنقاذ القرية بقيادة السوري محمد أفندي، وراحت تحث الأهالي على شراء أسلحة للدفاع عن بلدهم، بينما صمم اليهود على اجتياح القرية لأنها كانت شوكة في قلب المستعمرات اليهودية مثل كفار سابا، مجدئيل، وبيت بيرل، ورامات هاشوفيط وغيرها.

 منذ بداية شهر أيار عام 1948 اشتدت المناوشات بين الطرفين.

 يشير تقرير لمخابرات الهاغاناه إلى أن القوات العربية المدافعة عن القرية كانت مؤلفة من نحو 35 سوريًا من جنود جيش الإنقاذ، ومعهم رشاش من صنع فرنسي، ونحو 50 من المناضلين معهم رشاش يملكه مختار القرية. يبدو أن هذا التقرير مبالغ فيه وجاء لإبراز البطولة واستعراض العضلات.  

في ظهر يوم الخميس 13/5/1948 قامت كتيبة 33 وكتبية 32 التابعتان للواء إلكسندروني بالهجوم على قرية كفر سابا العربية وسد الطرق المؤدية إليها من الشرق لمنع وصول نجدات من قلقيلية، ولإفشال أي هجوم مضاد.

 لن ندخل في تفاصيل المعركة، لكن نود أن نوضح بعض النقاط المهمة:

1.اختيار يوم الهجوم قبل الإعلان عن قيام دولة اسرائيل بيوم واحد كان يهدف إلى توسيع رقعة الدولة العبرية قبل دخول الجيوش العربية لفلسطين، لذا ليس بالصدفة أن أطلق على تلك العملية اسم (مديناه) أي (دولة).  

2.اختيار يوم الهجوم في التاريخ المذكور يدل على أن مخابرات الهاغاناه كانت تعلم أن فوزي القاوقجي سيسحب قوات جيش الإنقاذ من فلسطين في 15 أيار 1948، لأن الجيوش العربية الرسمية ستدخل لتحرر فلسطين. من الواضح أن جنود جيش الإنقاذ لم يدافعوا عن قرية كفر سابا العربية كما يجب، وليس من المستبعد أن قائدًا منهم جبى من كل مهجر مبلغ خمسة جنيهات فلسطينية مقابل سماحه له بالوصول إلى قلقيلية!

3.أن من قام بالهجوم المضاد كان الجيش الأردني الذي وصلت طلائعه إلى طولكرم، وأرسل جنودًا مع بعض المدرعات إلى قلقيلية لصد الهجوم اليهودي، وبما أنه لم يرابط من قبل في المنطقة فإنه كان يجهل الطرق المؤدية إلى كفرسابا العربية، ورغم ذلك أوقع خسائر فادحة في صفوف اليهود.

4.بلغ عدد قتلى اليهود في المعركة 29 عسكريًا، أما الجرحى فكانوا بالعشرات، معظمهم في المناطق الواقعة إلى الشرق من كفر سابا.

5. أن القوات اليهودية المهاجمة كانت أضعافًا مضاعفة من القوات العربية، وأن مناضلين من قوات الجهاد المقدس استخدموا في الهجوم المضاد مدرعة كانوا قد غنموها في معركة بباب الواد بالقرب من القدس، ونجحوا في تدمير مدرعة يهودية.

استقر غالبية المهجرين في قلقيلية لقربها من بلدهم، وبنوا فيها حيًا أسموه حي كفر سابا تخليدًا لاسم بلدهم، وأقاموا فيه ديوانًا يجمعهم. قسم آخر منهم موجود اليوم في مخيم بلاطة، ومخيم الفارعة، وعزون وذنابة، أما من غادر إلى الأردن فاستقر في مدينة عمان، حيث لهم فيها ديوان، وفي صويلح والزرقاء وعين الباشا وجرش وإربد.

كفر سابا في العهد الروماني:

ورد ذكر كفر سابا لأول مرة في القرن الثالث للميلاد في التلمود، ولكن الباحثين لم يقدموا لنا تفسيرًا لتسميتها بهذا الاسم، أو من هم سكانها. ثمة من رأى أن انتيباتريس، التي أقامها الحاكم الأدومي هيرودوس في القرن الأول قبل الميلاد وسمّاها باسم والده، هي كفر سابا، ولكن آثار قلعة انتيباتريس ما زالت قائمة بالقرب من راس العين (أفق).

إلى الغرب من كفر سابا العربية تقع خربة سَبْية/سابيه، التي كانت تقوم عليها قرية في العهد الروماني، وينسب إليها عبد الرحمن السبي من علماء القرن السابع الهجري وأبو طالب السيبي.

كفر سابا في العهد العباسي:

ورد في حوليات ثيوفانس أنه بعد الفتح العربي لفلسطين بمائة عام، قام العرب بقتل معظم سكان انتيباتريس المسيحيين لاعتقادهم بأنهم ما زالوا موالين للبيزنطيين. ولم أجد في كتب التاريخ ما يدعم هذه الدعوى الباطلة، وربما قصد ما قام به العباسيون في رأس العين من قتلهم لأمراء أمويين مسلمين عام 132ﻫ/750م.(فكتور جيرين، وصف جغرافي وتاريخي لفلسطين، الترجمة العبرية، ج5، ص 256)

كانت كفر سابا قائمة قبل الفتح الإسلامي، وازدهرت بعده.

كفر سابا في العهد الفاطمي:

كانت كفرسابا من القرى المهمة في جند فلسطين، وذلك  لوقوعها على طريق البحر التجارية الموصلة بين مصر وسورية. يقول المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (سنة 375ﻫ/985م) :' كَفْر سابا كبيرة بجامع على جادة دمشق'، وفي مكان آخر يقول: 'وتأخذ من اللجون إلى قلنسوة مرحلة، ثم إلى الرملة مرحلة، وإن شئت فخذ من اللجون إلى كفر سابا بالبريد مرحلة ثم إلى الرملة مرحلة'. يستدل مما قاله المقدسي أن كفر سابا كانت كبيرة جدًا وبها جامع، وفيها محطة من محطات البريد الموصلة بين دمشق والفسطاط بمصر.

في القرن الخامس الهجري كانت كفر سابا مدينة عامرة. وصفها ناصر خسرو في رحلته التي كتبها عام 1047م بقوله: ' وقد رأيت في الطريق كله سهله وجبله كثيرًا من شجر التين والزيتون، وبعد بضعة فراسخ بلغنا مدينة تسمى كفر سابا أو كفر سلام ومنها إلى الرملة ثلاثة فراسخ في طريق كله شجر كالذي ذكرت'.

كفر سابا في العهد الصليبي:

يبدو أن كفر سابا لم تعد مدينة في الفترة الصليبية إذ اكتفى ياقوت الحموي بقوله عنها :'كفر سابا قرية بين نابلس وقيسارية'، وقد اسماها الفرنجة باسم كفر سبKapharseb.

مقام النبي يامين في العهد المملوكي:

إلى الشرق من كفر سابا العربية يقع مقام النبي يامين، وعليه قبة وبجواره سبيل ماء بناه نائب (والي) الشام الأمير المملوكي تنكز الحسامي في عام 712ﻫ/ 1312م كما يظهر من الكتابة العربية التي طليت بالشيد الأبيض فتضررت، وقد نجحت بصعوبة في قراءة معظم كلماتها:

[بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا الحوض المبارك مولانا المقر الشريف الاسفهلاري  (رنك الكأس) العالي المولوي الأميري سيف الممالك عماد الملة عون الأمة الكاملي العالمي العادلي المثاغري المرابطي الكبيري المجاهدي تنكز الحسامي كافل السلطنة الشريفة بالشام المحروسة سنة اثنتي عشر وسبعماية].

والكتابة تشير إلى تجديد، أي أن المقام كان قائمًا من قبل. من الجدير بالذكر ان تنكز بنى، كذلك، في قرية جلجولية المجاورة خانًا كبيرًا يؤمه التجار والمسافرون.

كان الناس من كفر سابا وقلقيلية وقرى الصعبيات يزورون مقام النبي يامين للصلاة والتبرك به، وفي المكان محراب.

في عام 1730 وصل مصطفى أسعد اللقيمي الصوفي من دمياط بمصر إلى فلسطين، فذكر أنه وصل إلى كفر سابه (بالهاء) وبه ضريح بنيامين بن يعقوب عليهما السلام وفيه مقام، وهو يقصد مقام النبي يامين الذي سيطر عليه اليهود، وحوّلوه إلى كنيس.

لم يشر اللقيمي إلى مقام سراقة ما يدل على أنه أقيم لاحقًا، وليس من المستبعد أن يكون هذا الشخص من عشيرة السواركة التي عاشت في تلك المنطقة.

كفر سابا في العهد العثماني

وردت في دفتر ضريبة اسمه 'دفتر مفصل لواء نابلس لسنة 1005ﻫ/1596م' مقادير الضريبة المجبية من قرية كفر سابه في ناحية بني صعب على النحو التالي:

-عدد الخانات: عدد دافعي الضرائب من المتزوجين: 42.

-نسبة الضربية المجبية: 33.3%.

-مقادير الضريبة المجبية:

حنطة: 5680 آقجه. الآقجة عملة عثمانية تساوي ثلث بارة.

شعير: 1250 آقجه.

مال صيفي(سمسم..): 1070 آقجه.

بادهوا ومال عروس: 300 آقجه.

-ماعز ونحل: 100 آقجة.

عادات رجالية: 790 آقجه. وهي ضريبة تدفع لوالي نابلس.

يكون: مجموع الضريبة: 8315 آقجه(كذا في الأصل، والمجموع الصحيح هو 9190 آقجه).

كيفية جباية الضريبة: 21 قيراطًا (بادشاه)، و3 قراريط وقف.

استنادًا إلى ما ورد أعلاه نستنتج أن عدد سكان قرية كفر سابه في سنة 1596م بلغ 210 نسمات، وأنهم اعتمدوا على الزراعة: حنطة، شعير، سمسم وذرة، وعلى تربية الماعز والنحل. البادهوا ورسوم العروس هو حاصل الغرامات ورسوم الزواج، أما العادات الرجالية فهي مبالغ كان السكان يدفعونها إلى والي نابلس نظير حمايته لهم. بلغت الضريبة ثلث المحاصيل وجباها عُمّال السلطان (بادشاه). قسم قليل من الأراضي كان وقفًا وعلى ما يبدو على مقام النبي يامين الواقع بالقرب من القرية.

كانت القرية تقع في ناحية بني صعب الذين جاؤوا مع صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين، واستوطنوا في البلاد وهم من قبائل كندة وبجيلة وغيرها.

في أواخر العهد العثماني كانت كفر سابا تابعة لناحية الحرم (سيدنا علي) في قضاء طولكرم من لواء نابلس من ولاية بيروت.

زيارة الرحالة الفرنسي فكتور جيرين لكفر سابا:

في عام 1863 زار الرحالة الفرنسي فيكتور جيرين كفر سابا فقال إنها تقع على تل غير مرتفع، يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، مبنية بالطين والحجارة الصغيرة، فيها مسجد واحد مبني بحجارة مزمولة وكبيرة، وأشجار نخيل وبئران، يعتمد السكان على زراعة الذرة والسمسم والقطن، والحبوب.

ملحق:

وثيقة رقم 1:

من وثائق المحكمة الشرعية بطولكرم نمرة 45:

بمجلس الشرع الشريف المعقود في المحكمة الشرعية بقصبة طولكرم مركز قضاء بني صعب من أعمال لواء نابلس أحد ألوية ولاية بيروت الجليلة حضرت المرأة المكلفة شرعًا فاطمة بنت محمد العتمة المعرفة بتعريف كل واحد من حمدان بن خليل الولويل، كلاهما من قرية كفر سابا التابعة ناحية الحرم الملحقة بالقضاء المذكور، والشيخ أحمد بن الشيخ صالح الشيخ حسن من أهالي قرية قلقيلية مركز الناحية المذكورة وقررت وأقرت وهي بحالة تعتبر شرعًا من صحة وسلامة عقل ورشد واختيارًا منها وكّلت وأقامت مقام نفسها محمد بن الحاج أحمد النجار من أهالي قرية كفر سابا الحاضر حينئذ في المجلس وذلك في فراغ ما يخصها وقدره نصف حصة من سبع وثلاثين حصة ونصف حصة في قطع الأراضي وهي: أرض الرسم، وأرض الجزاير وأرض أبو عجور المعلومات الحدود الواقعات ضمن أراضي قرية كفر سابا فراغًا قطعيًا للحاج أحمد بن محمد النجار من القرية المذكورة ببدل قدره عشرون ليرا عثمانية. اعترفت الموكلة المرقومة بقبضه سلفًا من المشتري وأذنت للوكيل أن يجري تقرير الفراغ ويقر بقبض البدل لدى المحل الرسمي، وأن يضع إمضاه على الأوراق والسجلات ويجري عزمه لإتمام هذه المعاملة وكالة شرعية مقبولة من الوكيل المرقوم تحريرًا في السادس عشر من ربيع الثاني سنة خمس وثلاثين وثلثماية والموافق 26 كانون الثاني 332 (رومية). (ملاحظة: تاريخ الوثيقة بالميلادي هو 10 شباط عام 1917).

بصمة الموكلة، توقيع الوكيل محمد أحمد النجار، توقيع معرف أحمد الشيخ صالح، توقيع معرف، توقيع القاضي، توقيع باشكاتب المحكمة.

الوثيقة رقم 2:

من وثائق المحكمة الشرعية بطولكرم نمرة 46:

بمجلس الشرع الشريف المعقود في المحكمة الشرعية بقصبة طولكرم مركز قضاء بني صعب من أعمال لواء نابلس أحد ألوية ولاية بيروت حضرت كل واحدة من النساء المكلفات شرعًا وهن: عائشة بنت محمد ابن الحاج حسن وآمنه بنت علي عرباس، وصبحاء بنت محمد عليان المعرفات بتعريف كل واحد من حمدان بن خليل الولويل من أهالي قرية كفر سابا التابعة ناحية الحرم الملحقة بالقضاء المذكور والشيخ أحمد بن الشيخ صالح الشيخ حسن من أهالي قرية قلقيلية مركز الناحية المرقومة وقررن وأقررن وهن بحالة تعتبر شرعًا من صحة وسلامة عقل ورشد واختيار أنهن وكّلن وأقمن مقام أنفسهن محمد ابن الحاج أحمد النجار من أهالي قرية كفر سابا الحاضر في المجلس وقتئذ وذلك في فراغ حصصهن وقدر ما يخص إحداهن عائشة الربع ستة قراريط من أربعة وعشرين قيراطًا في قطعتي الأرض المعروفين بأرض قربونة وجذلة حامد المعلومتي الحدود من أرض كفر سابا وأربعة قراريط ونصف في حصة من ثمان حصص....

الوثيقة رقم 3:

من وثائق المحكمة الشرعية بطولكرم صحيفة 132 نمرة 92

بمجلس الشرع الشريف المعقود في المحكمة الشرعية بقصبة طولكرم مركز قضاء بني صعب من أعمال نابلس أحد ألوية ولاية بيروت الجليلة حضر الرجل المكلف شرعًا حسن بن جبر النوفل من أهالي قرية كفر سابا المعرف بتعريف كل من محمود أفندي الشنطي من أهالي قرية قلقيلية والشيخ أحمد أفندي بن مصطفى الجلاد من أهالي طولكرم وقرر وأقرّ وهو بحالة تعتبر شرعًا من صحة وسلامة عقل ورشد واختيار قائلاً في تقريره إنه أفرغ أربعة عشر حصة وخمسي حصة من أصل أربعة وعشرين حصة من أرض الغابة من أراضي قرية كفر سابا التابعة لقضاء بني صعب المحدودة شرقًا أولاد اسماعيل، وغربًا طريق يافا، وشمالا حسن بن محمود، وجنوبا أولاد محمد بن جبر نوفل الجارية بتصرفه والمقيدة باسمه بالقيود الخاقانية لأمر فارس أفندي بن محمد المسعود من أهالي قرية برقا التابعة لواء نابلس فراغًا وفائيًا دوريًا بالاستغلال ببدل قدره سبعة وستون ليرا فرنساوية عينًا مقبوض بيده تمامًا وكمالا مؤجلا هذا المبلغ بذمته لمرور سنة اعتبارًا من عقد هذا الفراغ بالقيود الخاقانية وأباح استغلال الحصص المار ذكرها للدائن المومى إليه ما دام جميع أو بعض هذا المبلغ باقٍ بذمته، وأنه قد أقام الدائن المومى إليه وكيلا دوريًا وآذنه غب مرور المذكورة إذا لم يدفع هذا البدل أن يطرح تلك الحصص لميدان المزايدة ويفرغها بالمزاودة الاخيرة ويستوفى ذلك المبلغ مع المصاريف القانونية من بدلها وأنه وكّل وأقام مقام نفسه حمدان بن خليل الولويل من أهالي قرية كفر سابا الحاضر معه في مجلس التوكيل بإجراء تقرير الفراغ المذكور على الوجه المسطور لدى قومسيون الفراغ والإقرار بقبض البدل وفي إمضاء الأوراق والعلم وخبرات وعمل كل ما يلزم لإتمام هذه المعاملة وكالة شرعية مقبولة من الوكيل المذكور القبول الشرعي تحريرا في التاسع عشر من محرم الحرام افتتاح سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف.

ختم القاضي  ختم باشكاتب المحكمة.

(تاريخ الوثيقة بالميلادي 28 نوفمبر 1915م)

تعليق على الوثيقة:

في شهر آذار عام 1915 قدم الجراد إلى فلسطين، فأكل المزروعات وأتلف الحقول، فاضطر الفلاحون إلى استلاف الأموال من كبار الملاكين، حيث قام حسن جبر النوفل من قرية كفر سابا باستلاف مبلغ 67 ليرة فرنساوية من فارس أفندي بن محمد المسعود من قرية برقا في لواء نابلس نظير بيعه ما يملك من أرض الغابة من أراضي قرية كفر سابا بيعًا وفائيًا، والمقصود أنه رهن أرضه ووكل المختار حمدان بن خليل الولويل ببيعها في المزاد العلني إذا لم يسد المبلغ المذكور. وهذا يفسر لنا ضياع قسم من أراضي قرية كفر سابا.

 

التعليقات