النصاصرة يستعرض "البدو في النقب: قرن من السياسة والمقاومة"

عرض الباحث د. منصور النصاصرة من النقب، تفاصيل هامة عن حياة البدو في النقب، خلال ندوة عُقدت في مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، نهاية الأسبوع الماضي.

النصاصرة يستعرض "البدو في النقب: قرن من السياسة والمقاومة"

د. منصور النصاصرة (عرب 48)

عرض الباحث د. منصور النصاصرة من النقب، تفاصيل هامة عن حياة البدو في النقب، خلال ندوة عُقدت في مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، نهاية الأسبوع الماضي.

وشارك في الندوة كلٌ من د. أحمد أمارة من كفر كنا، بروفيسور نادرة شلهوب كفوركيان والباحثة عرين هواري.

واستعرض النصاصرة كتابه 'البدو في النقب: قرنٌ من السياسة والمقاومة'، ويشمل الكتاب تسعة فصول، تكشف واقع جنوب النقب وبئر السبع قبل النكبة، كما تناول دور العشائر البدوية في النقب وفي الشرق الأوسط بشكلٍ عام.

واقع النقب

وقال د. النصاصرة إنه بحث في الأرشيفين البريطاني والعثماني، وتواصل مع شخصيات بريطانيّة كان لها دور بارز وعلاقة قوية مع الإسرائيليين، ليكشف الواقع الفلسطيني في جنوب النقب.

والتقى كلٌ من النصاصرة ود. أحمد أمارة من كفر كنا بالجليل في بحثٍ مُستفيض لمعرفة واقع النقب في حقبةٍ تاريخيّة هامة، وساهما في تعزيز الرواية الشفوية من خلال بحثٍ استغرق وقتا طويلا للوصول إلى معلوماتٍ دقيقة حول واقع النقب من خلال تأثير النكبة على سكانها، إضافة إلى التطور الكبير الذي حصل في العقود الأخيرة.

وأشار نصاصرة في بحثه لاستهداف البدو الفلسطينيين في النقب من خلال عمليات التهجير والاقتلاع ومحاولات التطهير العرقي والسعي لمحو ملامح الهويّة الفلسطينية، ولا تزال هذه السياسة مستمرة حتى يومنا هذا.

وقدّم قراءة تاريخيّة ومقاربات نظرية وقانونية بهدف التأكيد على نضال المجموعة الأصلانيّة في السياق الاستعماري الاستيطاني، وسيتم قريبًا ترجمة الكتاب للعربية.

وقالت د. نادرة شلهوب كفوركيان إن 'الاستيطان الاستعماري سعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي، بينما رفض مشايخ بئر السبع أي استهداف ضدهم وضد أسلوب معيشتهم، بينما كان ينظرُ كثيرون إلى دور مشايخ النقب، على أنه مقاومة ضد الصهيونية والاستعمار'.

النقباويون يعيدون كتابة التاريخ

وتطرق الباحث النصاصرة إلى أهمية كتابة التاريخ بالقول: 'لم أعرف الكثير من المعطيات كباحث حتى باشرت بالبحث، واكتشفت وجود محطات هامة في تاريخ المنطقة، كما اكتشفتُ شخصيًا معلومات مثيرة للاهتمام عندما بحثت في الأرشيفين العثماني والبريطاني، وشمل بحثي مقابلات مع سياسيين، عربًا وأجانب، لمعرفة واقع سكان النقب في فترة الاحتلال، وتطرقتُ خلال الروايات الشفوية لفترات تاريخيّة مختلفة ما جعلني أعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، مقارنةً مع تاريخ مجموعات وصراع مجموعات أخرى في العالم'.

وتطرّق د. أحمد أمارة في مداخلته إلى الوقائع المهمة المتعلقة بسكان النقب، قائلاً: 'تمّت مناقشة كتاب د. منصور النصاصرة، الذي تحدث فيه عن قرنٍ كامل من تاريخ الفلسطينيين في جنوب فلسطين، قبل أن يتم تسميتهم بالبدو، أو 'عربان السبع' أو 'عربان غزة'، وهذه الأسماء مستمرة لغاية الوقت الحاضر.

وتطرق د. أحمد أمارة للعلاقة مع الدولة العثمانيّة وبداية توسيع السياسة العثمانية في جنوب فلسطين، خصوصًا تسجيل الأراضي، وفك النزاعات حول العلاقات المرتبطة بالزراعة، وتوسيع المناطق الزراعيّة من أجل جني ضرائب أكبر، وقال إن 'هذه العلاقات تطورت لتُسهم في بناء بئر السبع وقضائها، في ظل الفترة العثمانيّة'.

تطوير الزراعة والاقتصاد

وأضاف أمارة أنّ 'إلصاق تسمية العرب أو العربان بأهالي النقب؛ غير صحيحة، إذ إنّ سكان النقب كانوا على علاقة قوية مع سكان غزة، وارتبطت العائلات الغزية بالنقباوية، بحكم القرابة العائلية التي امتدت لسنواتٍ طويلة'.

وأوضح أنّ 'سكان النقب لم يكونوا رحالة، بل كانوا يزرعون الأرض ويربون المواشي، ولم يطوفوا في الصحراء، كما ادعى اليهود أنهم 'لمم' ورحالة ومتوحشون، هو أمرٌ عارٍ عن الصحة. عدا عن ذلك فإنّ الوثائق والمصادر العثمانيةّ الموجودة في إسطنبول وأماكن أخرى تشير إلى أنّه كانت زراعة وافرة وبالذات القمح والشعير، وأبسط التقديرات لمساحة المزروعات في جنوب النقب تجاوزت مليون ونصف دونم، والتي تعدّت ثلاثة ملايين دونم، في أبعد التقديرات حتى العام 1948'.

وأشار إلى أنّ 'التجميع الجبري للمواطنين، أثارَ صعوبات داخلية، ما ضرب النسيج الاجتماعي وأعاد هندسة المجتمع بطريقة تختلف كليًا'.

وختم الباحث أمارة بالقول أن 'المحاصيل الزراعية قبل الحرب العالمية الأولى كانت تصدر من النقب لتصل إلى أوروبا، وكان يتم تصدير نحو 60 ألف طُن وحوالي 70% من القمح والشعير من غزة وبئر السبع'.

التعليقات