نتائج "الميتساف": البلدات العربية تتذيل القائمة والهوة تتعمق

بيّنت نتائج الامتحان القطري لطلاب صفوف الخوامس والثوامن في المدارس الابتدائية والإعدادية المسمى "الميتساف" أن فجوة عميقة لا تزال قائمة بين الطلاب العرب واليهود بالبلاد.

نتائج "الميتساف": البلدات العربية تتذيل القائمة والهوة تتعمق

(صورة توضيحية)

بيّنت نتائج الامتحان القطري لطلاب صفوف الخوامس والثوامن في المدارس الابتدائية والإعدادية المسمى 'الميتساف' أن فجوة عميقة لا تزال قائمة بين الطلاب العرب واليهود بالبلاد.

واتضح من امتحان 'الميتساف' الذي تنظمه ما تسمى بـ'السلطة القطرية للقياس والتقييم' في وزارة التربية والتعليم أن البلدات العربية ذات الوضع الاقتصادي المتردي تتذيل القائمة بمؤشرات منخفضة مثل شقيب السلام بمعدل 29 نقطة، رهط 29، الدريجات 18، إلى جانب بسمة طبعون 22، تل السبع 27.

البلدات اليهودية تتصدر

وتتصدر 20 بلدة يهودية ذات الوضع الاقتصادي الجيد القائمة مثل تل موند 89، بنيامينا 87، رمات هشارون 84، موديعين 80، مزكيرت بتيا 79، كفار سابا 79، رمات غان 79.
وصنفت 'السلطة القطرية للقياس والتقييم' مدارس البلاد إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة تمثل عينة لجميع مدارس البلاد، وكل المدارس المشمولة في كل مجموعة تخضع لامتحان 'الميتساف' مرة كل ثلاثة أعوام، في جميع المواضيع، وهذا يعني أنه في بعض المدن يجري الامتحان في كل عام، لكن في مدرسة مختلفة عن العام الذي سبقه.

ويشمل امتحان 'الميتساف' الذي يخضع له طلاب صفوف الخوامس والثوامن، مواضيع عديدة كالرياضيات، الإنجليزية، العلوم، ولغة الأم (العربية أو العبرية). ويطلب من الطلاب والمعلمين الإجابة على استمارات 'المناخ المدرسي'، التي تلقي الضوء على ما يحدث في أروقة المدرسة، حيث يُسأل الطلاب متى آخر مرة فُرض عليهم حظرا من قبل المعلمين أو الإدارة، وهل تعرضوا لاعتداء جسدي أو عنف لفظي، وهل يسخر المعلمون منهم، وهل هم مرتاحون في المدرسة، بينما يجيب المعلمون على أسئلة تتعلق بطبيعة عملهم، وهل يشعر المعلم بأنه يعاني من ضغط عمل كبير؟ وهل هو مرتاح من عمله كمدرس.'

وأجري في العام الماضي 2016 امتحان الميتساف في 80 بلدة في مختلف أنحاء البلاد، ومن خلال نتائجه ظهرت الفروقات والفجوات بشكل واضح، خاصة وأن معظم البلدات في قمة لائحة معدلات الامتياز هي البلدات اليهودية ذات الوضع الاقتصادي الجيد من مركز البلاد، في حين أن البلدات ذات الإنجازات الأقل هي من بلدات الأطراف وخاصة القرى العربية بالنقب والجليل والتي تقيّم بالوضع الاجتماعي- الاقتصادي المتردي.

وظهر في القائمة حصول كسرى- سميع وكابول على معدلات جيدة وهي 73 و67، من بين البلدات التي أجري فيها امتحان الميتساف بأربع مدارس على الأقل في العام 2016.

وتذيّلت القائمة بمعدلات منخفضة كل من قرى طلعة عارة، معلوت ترشيحا، قرى برطعة، عين السهلة ومعاوية وطبريا 40 نقطة، بيسان 38، عكا 37، كريات ملآخي 35، الرملة 34، إلعاد 31، رهط 29، شقيب السلام 29، بيتار عيليت 26، بسمة طبعون 22، موديعين عيليت 13.

بينما في رأس اللائحة كل من تل موند 89، بنيامينا 87، رمات هشارون 84، موديعين 80، مزكيرت بتيا 79، كفار سابا 79، رمات غان 79، أوفرات 77، هرتسليا 75، كفر سميع- كسرى 73، شوهم 72، إيفن يهودا 71، تل أبيب 69، كابول 67.

نتائج البلدات العربية

ظهرت نتائج البلدات العربية التي أجري فيها امتحان الميتساف في العام 2016 على النحو التالي: كسرى- سميع 73، كابول 67، جلجولية 62، البعنة 60، جت 60، سخنين 59، عبلين 59، عرعرة 57، مجد الكروم 53، الزرازير 53، كفر مندا 52، الطيبة 50، إكسال 48، شفاعمرو 47، جديدة المكر 46، الرينة 46، طرعان 46، الناصرة 45، يافة الناصرة 45، المشهد 42، طلعة عارة 40، قرى بسمة 40، رهط 29، شقيب السلام 29، تل السبع 27، بسمة طبعون 22 والدريجات 18.

بلدات البطوف فوق المتوسط

وجاءت نتائج قرى منطقة البطوف فوق المتوسط، بمعدلات تراوحت بين 55 نقطة و70 نقطة، وتصدرت القائمة عيلبون وكوكب أبو الهيجاء بمعدل 70 نقطة، وتذيلتها قرية العزير 42، وكذاك حصدت بلدات عربية أخرى نتائج جيدة، منها الجش، كفر ياسيف وفسوطة.

نتائج مخيبة في المدن العربية

يستدل من نتائج الميتساف في مدارس المدن العربية أن الناصرة حصلت على معدل 46 نقطة، أم الفحم 45، شفاعمرو 47، الطيبة 50، الطيرة 47، رهط 29، فيما يعرف بخارطة 'المناخ التدريسي'.

حيادري: سد الفجوات يتطلب رصد ميزانيات كافية للتعليم العربي

وقال رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي المنبثقة عن لجنة المتابعة، محمد حيادري، لـ'عرب 48' إن 'النتائج المتدنية في البلدات العربية ليست مُفاجئة'.

وأضاف أن 'كافة النتائج في الأعوام الماضية أظهرت فروقا شاسعة بين تحصيل الطلاب العرب والطلاب اليهود، وهذا يؤكد ما قلناه دائما أنه آن الآوان لسد الفجوات، لا يكفي تقدم بعض المدارس بالنتائج دون مدارس أخرى، فالنتائج تعكس مستوى الطلاب والتعليم'.

وختم رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بالقول إن 'إمكانيات الطلاب العرب لا تقل عن إمكانيات الطلاب اليهود، لا توجد جينات تميز شرائح دون أخرى، ولكن التمييز في المناهج وأساليب التعليم، ما يُدرّس وكيف يُدرّس. يجب تحديث المناهج وإثراء المعلمين عبر تزويدهم بأساليب تدريس جديدة، فما كان يصلح أيام اللوح والطبشور لم يعد صالحا هذه الأيام، نحن في عهد التكنولوجيا والإنترنت، والمطلوب سد الفجوات، وهذا يتطلب ميزانيات وإعداد المعملين والمناهج بشكل مهني وسليم'.

التعليقات