الطيبة: اختتام مؤتمر القدرات البشرية

*حضور المئات من الشخصيات القيادية والمجتمعية وذوي الاختصاص طوال أعمال المؤتمر

*ثماني مجموعات عمل متخصصة تضع الرؤى للتعاون بين ذوي الاختصاص للعمل تحت خيمة المتابعة

*استطلاع للرأي يعرض رؤية الجمهور للهيئات الشعبية والتمثيلية إلى جانب مسح حول القدرات العلمية والمهنية

*بركة: نحن لا ننهي اليوم مؤتمرا بل نبدأ مشروعا

*غنايم: هذا مؤتمر يحمل رسالة واضحة لروح المبادرة

*منصور: شرف لمدينة الطيبة أن تحتض هذا المؤتمر الهام

*حاج يحيى يدعو خلق التعاون بين الطاقات العلمية والمهنية والمادية

*كيوف يدعو إلى الاستفادة من الطاقات البشرية في التوظيفات

*بروفيسور غانم: هذا المشروع يهدف لتقديم بُعد وعمق لعملنا السياسي

اختتم مؤتمر القدرات البشرية الذي بادرت إليه لجنة المتابعة العليا، أمس السبت، بعد أن شهد حضورا واسعا من ذوي التخصصات العلمية والمهنية العرب، الأمر الذي انعكس بشكل خاص في جلسات المؤتمر، وفي مجموعات العمل الثماني التخصصية، التي بلورت كل واحدة منها آفاق العمل والتعاون بين ذوي الاختصاص، في السعي لخلق تعاون فيما بينها والتعاون مع الهيئات التمثيلية، لجنة المتابعة ولجنة الرؤساء والقائمة المشتركة والمجتمع المدني، ووضع الخبرات العلمية تحت تصرف هذه الهيئات وغيرها، كخطوة هامة وضرورية للاستفادة منها في عملية بناء المجتمع وتطويره.

الجلسة الافتتاحية

وكان المؤتمر قد عقد باستضافة بلدية الطيبة التي قدمت الدعم اللوجستي لعقد المؤتمر، بجلسة افتتاحية، بحضور شخصيات سياسية قيادية في لجنة المتابعة، من بينها قادة أحزاب ونواب من القائمة المشتركة، وعدد من ممثلي هيئات شعبية وأطر في المجتمع المدني.

وافتتح بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، ومن ثم نشيد 'موطني'. وافتتحت الجلسة الافتتاحية وأدارتها مها زحالقة- مصالحة.

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، وقال إن 'هذا المؤتمر يأتي في سياق الرؤية التي وضعتها لجنة المتابعة لاستنهاض أطر وإقامة أطر جديدة تساهم في العمل الباني للمجتمع، بالاستفادة من الطاقات البشرية بيننا'، مشيرا إلى أن 'لجنة المتابعة نجحت في إعادة بناء اللجنة القطرية للجان أولياء الأمور، وطرح مواد بديلة لموضوع المدنيات لمواجهة سياسة التجهيل والتشويه، وإقامة اليوم العالمي لدعم قضايا جماهيرنا، ومؤتمر الطاقات البشرية'.

ورحب رئيس بلدية البلد المضيف الطيبة، شعاع منصور، بالحضور الواسع، وقال إنه 'شرف لمدينة الطيبة أن تكون عنوانا لهذا المؤتمر الأول للقدرات البشرية'. وحيّا رئيس لجنة المتابعة بركة على مبادرته لعقد هذا المؤتمر.

وحيا رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية مازن غنايم، المؤتمر الأول للطاقات البشرية، وقال إنه 'يجب أن تكون له استمرارية. فهذا المؤتمر جاء ليبث رسالة واضحة عن أهمية المبادرة'.

وقال النائب عن القائمة المشتركة، عبد الحكيم حاج يحيى، إنه 'لا بد من تحويل المشاعر إلى مشاريع، وليس فقط أن نوجه اللوم للسياسة العنصرية، بل علينا أن نمتلك روح المبادرة'.

وطرح رئيس مجلس عسفيا المحلي، وجيه كيوف، في كلمته إشكاليات استيعاب الطاقات المهنية في مجتمعنا، مثل استيعابها بشكل منطقي سليم في السلطات المحلية.

وقال مركز اللجنة التحضيرية، بروفيسور أسعد غانم، في كلمته، إننا 'كمجتمع نواجه منذ النكبة تعقيدات كبيرة، بفعل واقع النكبة وكل السياسات اللاحقة، ومع مرور الوقت، تزداد هذه القضايا تعقيدا'.

وقال إن 'هذا المشروع الذي نطلقه رسميا اليوم، يهدف إلى تقديم بُعد وعمق لعملنا السياسي، من أجل تجميع الطاقات البشرية، وخلق التعاون بينها، لتكون داعمة للهيئات التمثيلية لجماهير شعبنا'.

ثلاثة محاور

وجرى المؤتمر في ثلاثة محاور، وهي: المحور الأول: وكان الجلسة الأولى حول رأس المال الاجتماعي وقدرته على إحداث التغيير- تجارب عالمية وعربية وفلسطينية للنهوض بالمجتمع، بمشاركة الدكتور محمد حاج يحيى، حول دور رأس المال الاجتماعي في تطوير المجتمعات، والدكتور رفيق الحاج حول العوامل التي تؤدي إلى نجاح العمل الجمعي وتقيم الوضع القائم في المجتمع العربي، ومداخلة من شهيرة شلبي، حول بناء رأس المال الاجتماعي، وإستراتيجيات وخطوات عملية.

رؤية الجمهور للهيئات الشعبية

المحور الثاني: عرض كمي ونوعي، يظهر التحولات الإيجابية والنقلات النيّرة التي طرأت بالمجتمع العربي بما يخص حاملي الشهادات الجامعية ونسبة الطلاب المنخرطين في المواضيع ومجالات العمل المختلفة ونسبة انخراط النساء في سوق العمل، والوظائف الإدارية والمهنية والطبية والعلمية والثقافية التي يشغلها عرب.

وجرى عرض نتائج استطلاع قطري أجري على عينة تمثيلية لمجتمعنا وحرصنا على إشراك الجمهور في معرفة النتائج وخصوصا تلك التي تفيد بوجود استعداد عال جدا للمساهمة في العمل الوطني تحت سقف المتابعة.

وتضمن المحور عرضا لمسح للقدرات البشرية الأكاديمية في المجتمع العربي، واستطلاع لرؤية الجمهور للهيئات الشعبية والتمثيلية، وقدمه الباحث محمد خلايلة. وقدمت نبيلة إسبنيولي مداخلة عن القوى البشرية النساء. وقدم د. سامي ميعاري مداخلة عن القدرات البشرية ومساهمتها في التنمية الاقتصادية.

وجاء في نتائج استطلاع للرأي حول رأي الجمهور بالهيئات الشعبية والرسمية، وبضمن ذلك ثقة الجمهور ببعض هذه الهيئات.

وتبين من الاستطلاع أن 71% من المستطلعين راضون عن أداء لجنة المتابعة العليا، إذ قال 44% إنهم راضون، و27% راضون بشكل متوسط، مقابل 29% ليسوا راضين. إلا أن نسبة الرضى هذه اصطدمت بمعطى آخر، إذ عبر 24% عن ثقتهم بلجنة المتابعة، وسبقها بالثقة لجان الزكاة بنسبة 26%، في حين 24% يثقون بالجمعيات الأهلية، و22% بالنواب العرب و20% برجال الدين، ونسبة مماثلة برؤساء السلطات المحلية العربية، و20% بالحكومة، فيما كانت نسبة الثقة بالأحزاب العربية 14%.

ثماني حلقات عمل 

وكان المحور الثالث عبارة عن ثماني جلسات عمل تخصصية، في كل واحدة منها شارك العشرات. وكان هذا المركب الأساسي في المؤتمر، إذ عملت المجموعات على بلورة أفكار وتطلعات للعمل مهنيا تحت خيمة لجنة المتابعة والهيئات القيادية الأخرى للبحث في كيفية استغلال الطاقات الموجودة في مجتمعنا وتنظيمها وزيادة التواصل بين المهنيين في المجالات المختلفة، وإلى التفافهم حول لجنة المتابعة وهيئاتنا القيادية للمساهمة في عملها وترشيدها بأدوات علمية ومهنية أكثر من ذي قبل.

والمجموعات الثماني في المجالات التالية: القضايا الاجتماعية، بتركيز سحر محاميد، الصحة بتركيز بكر عواودة، التربية والتعليم بتركيز شرف حسان، الأرض والتخطيط والبناء بتركيز د. ثابت أبو راس، الثقافة والفن والإبداع بتركيز ألبير أندراوس وعرين عابدي، التنمية الاقتصادية بتركيز د. سامي ميعاري، التقنية العالية 'الهايتك' بتركيز د. رفيق الحاج والمجتمع المدني والجمعيات، بتركيز سلطات أبو عبيد وشهيرة شلبي.