كفر قاسم: تصاعد الجريمة بعد افتتاح مركز الشرطة

غمامة سوداء غلفت مدينة كفر قاسم إثر جريمة إطلاق النار البشعة التي وقعت مساء الخميس، والتي راح ضحيتها الشابين، فادي صرصور (35 عاما) ومحمد عامر (36 عاما)، لتضاف الجريمتان الى أربعة جرائم أخرى وقعت منذ مطلع العام الجاري في المدينة.

كفر قاسم: تصاعد الجريمة بعد افتتاح مركز الشرطة

من مسرح جريمة قتل عامر وصرصور

غمامة سوداء غلفت مدينة كفر قاسم إثر جريمة إطلاق النار البشعة التي وقعت مساء الخميس، والتي راح ضحيتها الشابين، فادي صرصور (35 عاما) ومحمد عامر (36 عاما)، لتضاف الجريمتان الى أربعة جرائم أخرى وقعت منذ مطلع العام الجاري في المدينة.

وفي أعقاب الجريمة الأخيرة، تعالت الأصوات المستنكرة في المدينة، محملين الشرطة والمسؤولين في البلدية مسؤولية استشراء العنف وجرائم القتل في، مؤكدين على فقدانهم الإحساس بالأمن والأمان.

وشدد المواطنون في كفر قاسم على أهمية الوقوف وقفة موحدة لجميع أطياف المدينة، للنهوض بالبلدة، وتكاتف الجهود من أجل وضع حدٍ لشبح القتل الذي يهدد كافة المواطنين.

وقال سامي عيسى لـ'عرب 48'، إنه 'من المؤلم جدا أن تقطف شبابنا بسرعة البرق، وأن ترى الشارع القسماوي يغرق بدماء أبنائه. أنا أتضامن مع أهالي الفقيدين وأدعو كافة أطياف كفر قاسم أن يتبنوا وأخيرا لغة الحوار ورفض لغة العنف وعدم استخدام العنف لتحصيل الحق'.

ورأى عيسى أنه إذا 'أردنا فعلا أن يتوفر الأمن والأمان في كفر قاسم، علينا توصيل جميع الشوارع لكاميرات المراقبة. سبق وقلتها وأعود وأكررها، على المسؤولين في البلدية، بدلا من تزفيت الشوارع إيجاد الأمن للمواطن أولا، وأن يكون الطفل والمرأة والرجل آمنين في بلدهم'.

وأكد أن 'السلطة المحلية لها دور في تعليم المواطنين لغة الحوار ورفض لغة القوة. كما وأتوجه للشباب قبل أن يأخذ حقه بيده، هناك عدة أساليب وطرق لحل المشاكل، قبل إطلاق الرصاصة الأولى، حتى وإن كانت الرصاصة في القدم’.

وخلص إلى القول إنه 'بدأ الرصاص في كفر قاسم يصيب الشباب بالأقدام، حتى ارتفع إلى الصدور والرؤوس، وهذا ما لم نعد نحتمله’.

وقال عم المرحوم محمد عامر، صبحي صالح عامر، لـ'عرب 48'، إنه 'بتنا في كفر قاسم لا نعلم القاتل لماذا قتل والقتيل لماذا قُتل، منذ بداية العام توازى عدد الأموات الطبيعيين بعدد القتلى'.

وأكد عامر أن 'الأمن والأمان في كفر قاسم انعدم، صرنا ننظر من حولنا لا نعرف نتهم من، عندما يكون القتيل عربيا فالقاتل حتما مجهول. كل المؤسسات الموجودة حتى الآن في كفر قاسم لم تخدم الأمن والأمان في المدينة، القتل تزايد والشعور بالأمان انعدم’.

وأشار إلى أن 'كثيرًا من الشباب في كفر قاسم يتساءل متذمّرا لماذا يحدث هذا، ويقتل شباب من خيرة شباب هذه البلدة، نحن لا نتحدث عن منظمات إجرامية، نحن نتحدث عن رواد مساجد، شباب من عائلات طيبة، محبوبين في كل كفر قاسم، وهذا ما يثير الجدل الواسع'.

وتابع بحرقة 'جميع المواطنون يسألون هذا السؤال، ‘لى متى سوف يستمر هذا الوضع القائم؟ وسؤال آخر للمسؤولين في البلد، الذين جاؤوا بالشرطة بدون أي فائدة، بل على العكس تماما منذ دخول الشرطة فقد ازدادت الجرائم’.

وأضاف أن 'لا أحد محصنا اليوم في كفر قاسم، ولا أحد يمكنه أن ينكر أنه يخاف الخروج إلى الشارع، ولا أحد يعرف مصيره، البارحة خرج الضحيتان من صلاة التراويح ليقتلا دقائق بعدها غدرا'.

وأعرب عن خوفه على الجيل القادم 'الذي ينتظره مستقبل أسود ومجهول. فقدنا لغة الحوار، صار الضغط على الزناد سهلا بالنسبة لنا، تسامحنا في الرصاصة بالقدم حتى ارتفعت إلى الأعلى، وكل يوم تزداد الجريمة حدتها، وتتطور الأوضاع إلى الأسوأ'.

وقال الشيخ إياد عامر إن 'الشابين اللذين قتلا كانا يصليان معنا وكنا نمازحهم، وبعد خمسة دقائق قتلا وانتهى الموضوع، وكأننا أصبحنا أرقاما نحصيها، حيث استبدلت لغة الحوار بلغة الرصاص'.

ووجه رسالة إلى الشباب وقال 'أنتم عامود المجتمع، ولا بد أن نغيّر من نهجنا وتعاملنا تجاه بعضنا، تواطأ الناس في البداية لربما خوفا، حتى تطور الأمر من إصابة طفيفة إلى إصابة بالرأس ثم إلى تأكيد على القتل من مسافة صفر'.

وناشد عامر المسؤولين في البلدية وقال إنه 'يجب أن تعمل البلدية على وضع حل لهذه الظاهرة، وأن يتعقبوا الأمور أمام الشرطة حتى لو احتجنا لأن نأتي بمحققين على حسابنا الشخصي، أصبحنا نشك فعلا أن القاتل مسلم وله اتصال بالإسلام، لا نريد أن نعتمد على الشرطة، الشرطة خذلتنا وهي فقط هنا من أجل تحرير المخالفات ليس إلا’.

وشدد أن على المواطنين في كفر قاسم أن يعلموا الشرطة أنه 'لم يعد لدينا أي ثقة بها، لأنه بمجرد أن جاء مركز الشرطة إلى البلدة، ازدادت جرائم العنف، والناس لها الحق أن تتساءل، لماذا قبل هذا المركز لم تكن الجرائم بهذه الصورة، ووصلت الشرطة بعد الجريمة بـ 40 دقيقة واعتدت على الناس’.

وتساءل في نهاية حديثه 'لا يمكن لهذا القاتل ان يكون مسلما، هو مجرم ليس له قلب، ولنا الحق أن نتساءل من هذا الذي يقتل، لطالما بقي غامضا، يجب أن نستمر حتى يأتي القاتل وتنقشع غمامة الوحش الذي أسموه قاتلا مجهولا يسفك دماء الأبرياء في كفر قاسم'.

 

التعليقات