خطر داهم يتهدد أراضي يركا

تسعى السلطات الإسرائيلية إلى مصادرة أكثر من 700 دونم من الأراضي التي تعود ملكيتها لمواطنين من قرية يركا في منطقة مُران، وذلك لصالح شق شارع 6.

خطر داهم يتهدد أراضي يركا

يركا، تموز 2017 (عرب 48)

تسعى السلطات الإسرائيلية إلى مصادرة أكثر من 700 دونم من الأراضي التي تعود ملكيتها لمواطنين من قرية يركا في منطقة مُران، وذلك لصالح شق شارع 6.

ويسود تذمر عارم وغضب شديد بين أصحاب الأراضي الذين يطالبون بإيجاد مخطط بديل للشارع على أن يمر من أراض تابعة لـ'ملكية الدولة' بدلا من سلب أراضيهم.

وأجمع أصحاب الأراضي إلى جانب المجلس المحلي في اجتماع عقد فيما بينهم، مؤخرا، على رفضهم للمخطط وسعيهم من أجل ضم المنطقة لنفوذ يركا وتغيير مسار الشارع لضمان عدم الاقتراب من أراضي الأهالي.

المخطط مضر

ومن جهته، قال رئيس مجلس محلي يركا، وهيب حبيش، لـ'عرب 48'، إننا 'لا نعارض وصول شارع 6 إلى بلداتنا والمنطقة الشمالية، إلا أن التخطيط المعد لذلك سيتسبب بضرر كبير لأصحاب الأراضي وسيحد من توسع قرية كفر ياسيف'.

ورأى رئيس السلطة المحلية أن 'الاقتراح البديل هو أن ينتقل المخطط إلى غرب قرية جديدة المكر وأن يمر من أراضي تابعة للدولة كي يحد من الضرر الواقع على المنطقة وأصحاب الأراضي'.

وأشار إلى أن 'إسرائيل تسعى من خلال مخططاتها إلى الاهتمام بتوسيع البلدات اليهودية بشكل أكبر منه من البلدات العربية، وعليه فإن نضالنا مستمر ونسعى جاهدين من أجل تنفيذ المخطط على أراض تابعة للدولة وليس على حساب أراضي المواطنين الخاصة'.

وأوضح أن 'الأراضي التي يستهدفها المخطط هي تابعة لمجلس إقليمي مسغاف، وقد حصلنا كمجلس محلي، مؤخرا، على توكيل من قبل أصحاب الأراضي خلال اجتماعنا بهم من أجل تمثيلهم في كافة اللجان وإشراكهم بكافة التطورات ذات العلاقة، مع الإشارة إلى أننا اتخذنا قرارا حازما بإزاحة الشارع ومروره من أراضي دولة، بالإضافة إلى عملنا من أجل استعادة المنطقة إلى نفوذ يركا، فمن غير المعقول أن تخطط إسرائيل ما يحلو لها على أراضي المواطنين الخاصة دون أن يعلمونا بذلك'.

وختم حبيش بالقول إن 'آمالنا معلقة على الجلسة التي ستعقد يوم غد، الأربعاء، التي سنرى خلالها النوايا الخفية للجهات المسؤولة عن المخطط، وفي حال لم يتم الاستجابة لمطالبنا بنقل المخطط إلى أراضي دولة لا شك بأننا سنقوم بتصعيد النضال على المستوى الجماهيري والقانوني، علما أن هناك تكاتفا بين جميع أهالي يركا من أجل التصدي للمخطط، كما أن هناك تضامنا على صعيد المنطقة سعيا نحو الوقوف وقفة رجل واحد في سبيل تغيير هذا المخطط'.

الأرض حياة

وقال سليم داهش معدي من قرية يركا وهو أكثر المتضررين من المخطط، لـ'عرب 48'، إنني 'أملك قطعتي أرض في منطقة مُران، الأولى تقدر مساحتها بـ86 دونما والأخرى بـ15 دونما ونصف، وهما بالنسبة معنى الحياة باعتبار أن الأرض تعتبر من إحدى المقومات الأساسية التي تكون شخصية الإنسان من بينها الأمن الغذائي والأمن النفساني'.

وتابع أن 'حق التملك هو من أحد أركان الديمقراطية، وفي حال انعدم هذا الحق فأنا أرى نفسي سائحا ولست مواطنا في هذه البلاد، وذلك بحد ذاته انتزاع لمواطنتنا'.

وعن الأرض خاصته قال معدي إن 'الأرض التي أملكها هي زراعية وتعتبر مصدر رزق، مع الإشارة إلى أنني أقمت بها مشروع ري يبلغ نحو 42 ألف كوب في السنة، ولذلك فإنه في حال قامت السلطات الإسرائيلية بسلبها منا ذلك يعني بأنهم سلبوا منا الحياة، علما أنني أعيش هذه الأيام بأجواء عصيبة وبدون سعادة وسط تخوف من سلب الأرض'.

وحول المقترحات والحلول أشار إلى أنه 'كان هناك مقترحات سابقة لإقامة شارع 6 بشكل لا يعود بالضرر على أصحاب الأراضي، وأنا لا علم لماذا قام المخططون بتغيير المخطط إلى المقترح الحالي، فعلى ما يبدو، قد حصلت تدخلات خارجية أدت إلى اعتماد المخطط الحالي ومصادرة أراضينا من خلاله'.

وانتقد أكثر المتضررين من المخطط ما يحصل بالقول إن 'المخطط ما هو إلا استهزاء بنا وانتزاع لملكيتنا، كما أنه سيؤدي إلى ضياع حياتي وحياة أولادي، بالإضافة إلى المئات من أصحاب الأراضي الذين يعيشون نفس حالتي'.

وشدد على أن 'المخطط هو إجرام بحد ذاته لا سيما وأن الحديث يدور عن شارع يصل عرضه إلى 300 متر، الأمر الذي سيؤدي إلى مصادرة كافة الأراضي في منطقة مُران'.

وأعرب عن رفضه وبشدة للمخطط قائلا إنني 'على استعداد أن أموت دون أن أرى نفسي بدون أرض، مع الإشارة إلى أن الأرض هي كياننا وبدونها لا توجد قيمة ووجود للإنسان ويمكن القول عن الإنسان إنه لاجئ في مثل هذه الحالات، ومن هذا المنطلق فقد أصبحت أفتقد للأمن النفساني حتى وصلت بي الأمور إلى حد الاستيقاظ خلال نومي ليلا نتيجة القلق الشديد النابع عن خشية ضياع أرضي مني'.

وختم معدي بالقول إنه 'على السلطات الإسرائيلية أن تعيد حساباتها بالنسبة للمخطط على أن يمر من أراضي تابعة للدولة حيث تملك مساحات شاسعة بدلا من الطمع بأراضينا، ولذلك نطالب بإعادة التخطيط الأول وتجنب إيقاع الضرر بنا وبأهالي المنطقة أيضًا'.

التعليقات