وفد التعزية: من يمثل؟ شعبي أم باسم المتابعة؟

بعد الضجة التي أثارها النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي وتضارب الآراء حول زيارة وفد يرأسه رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، لتقديم العزاء لعائلات عنصري الأمن الذين قتلا في الاشتباك المسلح في المسجد الأقصى، نشر بركة على صفحته توضيحًا حاول خلاله

وفد التعزية: من يمثل؟ شعبي أم باسم المتابعة؟

بعد انتقادات أثارها الناشطون السياسيون على وسائل التواصل الاجتماعي وتضارب الآراء حول زيارة وفد يرأسه رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، لتقديم العزاء لعائلات عنصري الأمن الذين قتلا في الاشتباك المسلح في المسجد الأقصى، نشر بركة على صفحته توضيحًا حاول خلاله تبرير الزيارة ووضعها في خانة "درء الفتنة".

ودعا بركة، بحسب منشوره، إلى اجتماع تشاوري في منزله يوم الأحد، حضره 12 شخصًا غيره، وهم النواب من القائمة المشتركة أيمن عودة (الجبهة) وجمال زحالقة (التجمع) وأحمد طيبي، سكرتير الحزب الشيوعي عادل عامر، الشيخ رائد صلاح، عضو المكتب السياسي لأبناء البلد، طاهر سيف، نائب رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية، منصور عباس، رؤساء بلديات سخنين وأم الفحم وعيلبون، مازن غنايم، خالد حمدان وجريس مطر، وكل من محمد علي طه ومحمد حسن كنعان، وذكر أنه دعا طلب الصانع لكنه لم يتمكن من الحضور.

ولم يوضح بركة أسباب اختياره لهذه الشخصيات بالذات، وذكر أن الاجتماع كان للتشاور حول "الوضع في القدس والممارسات التصعيدية الخطيرة التي يمارسها الاحتلال في المسجد الأقصى، والتوتر الحاصل مع أهلنا أبناء الطائفة المعروفية"، وفي سياق النقطة الثانية طرح موضوع وفد التعزية الذي أسماه بـ"الشعبي".

وتبدو معلومات بركة متضاربة، ففي حين عدد 12 مشاركًا غيره، قال إن 11 وافقوا على الزيارة وثلاثة اعترضوا، أي أن مجموع المصوتين كان 14، وهو أكثر من العدد الذي قال إنه عدد الاجتماع.

وقال أكثر من شخص ممن حضروا الاجتماع لـ"عرب 48" إن المعترضين كانوا أربعة أشخاص وليس ثلاثة، وهم النائب جمال زحالقة والشيخ رائد صلاح وطاهر سيف وخالد حمدان، وذكر بركة في منشوره أن اثنين من المعترضين لم "يضعا عائقا أمام وفد التعزية رغم معارضتهما"، وأكد المصادر أن من وضع العائق هو طاهر سيف.

وأكد النائب جمال زحالقة لـ"عرب 48" أنه قال خلال الجلسة "أعارض هذه الزيارة بأي صيغة كانت، وإذا تمت هذه الزيارة التي أعارضها فهي لا تمثلنا كحزب ولا تمثل لجنة المتابعة وكل من يشارك فيها يشارك بصفته الشخصية".

وأضاف زحالقة "أرى أن هذا موضوع شرعي للنقاش والمطلوب فقط أن يكون النقاش حضاريًا بلا تجريح شخصي، لأن هذا يغيب جوهر الخلاف المشروع".

وقال زحالقة إنه أعلم الحاضرين بأنه سيكتفي بهذا التصريح في حال سئل عن الموضوع من قبل وسائل الإعلام، وأنه لن يكرر كل ما قيل في الجلسة لأن الاتفاق كان منذ البداية أن ما يدور في الجلسة لن يخرج للإعلام".

وعن سبب رفضه للزيارة قال زحالقة لـ"عرب 48" إنه "لا يعقل أن نعزي بأحد أفراد شرطة الاحتلال بغض النظر عن ديانته، مسلمًا كان أم مسيحيًا أم درزيًا أم يهوديًا". وأشار زحالقة إلى أنه "لم يحدد موعد للزيارة خلال الاجتماع، وتفاجأنا بالتعزية من خلال وسائل الإعلام".

وقال محمد بركة لـ"عرب 48" إن "الوفد الذي قدم واجب العزاء هو وفد شعبي وتم تنسيقه من أجل الحفاظ على النسيج المجتمعي ودرء الفتنة".

وقال رئيس بلدية سخنين ورئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، مازن غنايم، لـ"عرب 48"، إن الوفد المعزي كان وفدًا رسميًا عن لجنة المتابعة وعن لجنة رؤساء السلطات المحلية.

وفي حديث مع طاهر سيف أكد ما قالته المصادر لـ"عرب 48"، وقال إنه يؤكد رفضه "لمثل هذا الموقف والسلوك وهذا النهج القيادي الذي به مساس صارخ لأصول العمل الوطني وخروج عن الإجماع الوطني والشعبي ويخدم أجندات غير وطنية ولا يخدم أهداف شعبنا وخضوع لضغوطات وتوجيهات خارجية تتنافى مع عقيدتنا السياسية وثوابتنا الوطنية".

وتابع سيف في تصريح صحافي "كما ندين ونستنكر بأشد العبارات وأقساها هذا التصرف الغير مسؤول الذي به مس للثوابت الوطنية وتعدي صارخ على دماء وعائلات كل الشهداء على امتداد الوطن وعرضه. كما يمثل حالة غير مسبوقة بفرض إرادة سياسية وتفرد قيادي في قضايا خلافية وليست محل إجماع داخل مركبات المتابعة".

وأكد سيف على أن "الاحتلال وسياساته هو المسؤول الأول عن ما يجري من أحداث في إطار الصراع المفتوح مع الاحتلال الإسرائيلي وما يترتب عليه من تبعات، ومقتل الشرطيين في القدس إحدى إفرازاتة، مؤكدين أن العملية استهدفت المؤسسة الاحتلالية ولم تستهدف طائفة أو عرقًا".

وتابع "نؤكد أن هذا الموقف والسلوك به مساس بالرافضين للخدمة العسكرية والمناضلين من أبناء الطائفة المعروفية".

 

التعليقات