مجد الكروم: السمسرة تهدد عشرات الوحدات السكنية لقسائم الأزواج الشابة

تساؤلات كثيرة في قرية مجد الكروم فيما يتعلق بمصير عشرات الوحدات السكنية الواقعة ضمن مشروع قسائم الأزواج الشابة، وذلك في أعقاب مرحلة التسويق الأولى التي أسفرت عن فوز مقاولين من خارج مجد الكروم

مجد الكروم: السمسرة تهدد عشرات الوحدات السكنية لقسائم الأزواج الشابة

طرحت، مؤخرا، تساؤلات كثيرة في قرية مجد الكروم فيما يتعلق بمصير عشرات الوحدات السكنية الواقعة ضمن مشروع قسائم الأزواج الشابة، وذلك في أعقاب مرحلة التسويق الأولى التي أسفرت عن فوز مقاولين من خارج مجد الكروم بمناقصة 'البناء المشبع' وحصولهما على 14 قسيمة (59 وحدة سكنية) من أصل 18 قسيمة.

وفي نفس السياق، أسفرت المرحلة الأولى عن تسويق 7 قسائم، بينها 4 قسائم للجنود المسرحين، من أصل 23 قسيمة ضمن مناقصة 'البناء الذاتي'، في حين لم يتم تسويق أي قسيمة من مناقصة 'السعر للساكن' والتي كانت تحتوي على 22 قسيمة (145 وحدة سكنية).

وقال عضو مجلس محلي مجد الكروم، عمر سلامة، لـ'عرب 48'، إن 'البدء بمشروع قسائم الأزواج الشابة كان خاطئا، ومع الأسف الشديد يمكننا القول اليوم إن المشروع لا يلبي احتياجات المواطن المجدلاوي بسبب طريقة تسويق القسائم، لا سيما وأن تكلفة كل قسيمة باهظة جدا ناهيك عن أن كل فائز بهذا المشروع سيحصل على أرض جبلية بدون حصول أي تسوية لها'.

وأضاف أن 'دائرة أراضي إسرائيل لا تحلم بالخير لمجد الكروم، وهدفها هو جني الأرباح، خصوصًا بعدما جرى تسويق 59 وحدة سكنية، من أصل 77 وحدة سكنية مقسمة على 5 مناطق، لمقاولين من خارج القرية، دون أن تكون أي سيطرة عليها من قبل المجلس المحلي، ما يتيح المجال أمام المقاولين للبناء والبيع لأي شخص كان حتى لو كان من خارج مجد الكروم'.

وأضاف 'منذ أشهر ونحن نطالب إدارة المجلس المحلي بعقد جلسة للبحث في المشروع، وكيفية مواجهة هذا المخطط السلطوي'.

وحمّل سلامة رئيس المجلس المسؤولية في حال فشل المشروع، باعتبار أنه لم يقم بإشراك أعضاء المجلس. بحسب سلامة.

وختم سلامة بالقول إنه 'وفي سبيل مواجهة كل محاولة من أجلها السمسرة على قسائم الأزواج الشابة، يستوجب عقد جلسة طارئة حتى يعرف المواطن المجدلاوي ما يدور تحت الكواليس. ومن ناحية أخرى فإن مواجهة السماسرة تتم من خلال هبة جماهيرية، خصوصًا وأن الطرق القانونية باتت مستنفذة في أعقاب المصادقة على تسويق القسائم'.

وعن سبب رفضه للمشروع المصادق عليه منذ العام 1999، قال رئيس مجلس محلي مجد الكروم السابق، محمد خالد كنعان، لـ'عرب 48'، إنه 'طالما الباب مفتوح أمام من يحب ويرغب من خارج القرية من غرباء وجنود مسرحين، فلا يمكن أن نكون راضين، لأن قضية الأزواج الشابة هي جزء بسيط جدا لحل أزمة السكن في مجد الكروم'.

وشدد على أنه 'لا يمكن في نهاية المطاف أن نجد لنا شركاء غير مرغوب بهم، ومن هذا المنطلق أرى أن الخطورة في عملية السماح لمثل هؤلاء في الاشتراك بمناقصة الأزواج الشابة لا تقل خطورة عن فتح مركز للشرطة في القرية، فالحديث يدور عن خطر سياسي وأمني واجتماعي، ولا يمكن أن نرضى بمثل هذه النتائج'.

وأكد أن 'هناك تغييرا في الاتفاقية السابقة لمشروع قسائم الأزواج الشابة، وهذا أمر مرفوض جدا، وسيدفع أهل مجد الكروم الثمن لاحقا. من هذا المنطلق أعوّل على المواجهة الجماهيرية ورفض أصحاب الأراضي المحيطة بالمنطقة هناك، والذين يفوزون بهذا العطاء، لأي محاولة من أجل السمسرة على قسائم الأزواج الشابة، كما أنني لا أستثني السلطة المحلية من قيادة ذلك، والعمل على تعديل الاتفاقية ومنع هذه المؤامرة والخطر المحدق بالمنطقة حتى لو جرت المصادقة على المناقصة'.

وختم كنعان بالقول إن 'إلغاء المشروع سيكون أفضل من أن يكون الباب مفتوحا أمام الجنود المسرحين وأناس من خارج القرية، في الوقت الذي يبحث فيه أبناؤنا وبناتنا عن السكن، وهذا أمر مرفوض، وعليه فليبحثوا عن مكان آخر للجنود المسرحين ولمن يرغب بالاشتراك في مناقصة قسائم الأزواج الشابة'.

من جهته، قال رئيس مجلس محلي مجد الكروم، سليم صليبي، لـ'عرب 48'، 'طالبنا وزارة الإسكان منذ البداية بإلغاء أو تأجيل مناقصة البناء المشبع حتى لا تؤثر على تسويق قسائم البناء الذاتي، إلا أنها رفضت وعللت ذلك بأن القوانين لا تسمح بذلك'.

وتابع 'بدورنا حذرنا وزارة الإسكان من قيام أحد المقاولين ببيع الأراضي لخارج مجد الكروم أو لأغنياء مجد الكروم، مثلما فعل في بلدات أخرى باعتبار أن هذه القسائم معدة فقط للأزواج الشابة'.

وأوضح أن 'الخارطة مصادق عليها منذ العام 1999، ولم يطرأ عليها أي تغيير منذ ذلك الحين، وبحسب اعتقادي لم يكن هناك سببا مقنعا لعدم تنفيذ المشروع من قبل الرؤساء السابقين، حيث كانت هناك محاولة لتسويق القسائم في العام 2000 إلا أنها لم تنجح، ومع تسلمنا إدارة المجلس المحلي وبسبب الضائقة السكنية قررنا الخوض بهذا المشروع الذي يتضمن أكثر من 500 وحدة سكن، ونحن على ثقة بأن غالبيتها أو جميعها ستكون لأهل مجد الكروم'.

وشدد على أنه 'في حال لم نقم بالموافقة على المشروع لكانت دائرة أراضي إسرائيل قد قامت بتبديل الأرض، ولذلك فنحن أحق بها، ولا أستبعد بأن تكون كافة القسائم من نصيب أبناء قريتنا، ومن غير المعقول أن نلغي 400 وحدة سكن من أجلها حل ضائقة سكنية'.

وأضاف 'إننا لا نمانع مجيء أشخاص محترمين ومثقفين من البلدات المجاورة للسكن في المنطقة، لكن في المقابل لن نسمح بأن يكون هؤلاء من عالم الإجرام، وأن تستقطب منطقة الأزواج الشابة مجموعات من أجلها التخريب هناك'.

وأنهى صليبي بالقول إن 'مواجهة كل محاولة من أجل السمسرة على قسائم الأزواج الشابة ستكون بتشجيع المواطنين على الشراء، كما من خلال تشكيل ضغط جماهيري على المقاول من أجل البيع لأهل مجد الكروم'.

التعليقات