عائلة القرعان من النقب: صمود من أجل البقاء

يُعاني المواطن علي القرعان في قريته الفرعة، مسلوبة الاعتراف، بالنقب وأسرته التي تضم زوجة وأربعة أبناء، شظف الحياة ومصاعبها وملاحقة الدولة له واستفرادها به وبعائلته، ومحاولاتها المتكررة لكسره وتدمير حياته واقتلاعه وتهجيره، إنها معاناة مستمرة تتعاظم بشكل يومي،

عائلة القرعان من النقب: صمود من أجل البقاء

هدم المنازل مستمر بالنقب (عرب 48)

يُعاني المواطن علي القرعان في قريته الفرعة، مسلوبة الاعتراف، بالنقب وأسرته التي تضم زوجة وأربعة أبناء، شظف الحياة ومصاعبها وملاحقة الدولة له واستفرادها به وبعائلته، ومحاولاتها المتكررة لكسره وتدمير حياته واقتلاعه وتهجيره، إنها معاناة مستمرة تتعاظم بشكل يومي، يعاني منها كثيرون من المواطنين العرب في صحراء النقب.

وقال القرعان لـ"عرب 48" إن "إسرائيل سلبت منا كل شيء، لم تبق لنا أمنا وأمانا، وداست على كرامتنا كبشر وتجردت من كل معاني الإنسانية".

أصل الحكاية

روى القرعان لنا أصل حكايته الطويلة والقاسية مع المعاناة، وقال "معاناتنا بدأت في شهر نيسان/ أبريل من العام 2016 حين اقتحمت جرافات الهدم بحماية 200 جندي أرضنا في قرية الفرعة رغم أن محكمة الصلح في بئر السبع أقرت في قرار سابق حقنا بملكيتنا لها، هدمت الجرافات منزلينا وحظيرة الأغنام ودمرت خزانات المياه وعطلتها عن العمل، بالإضافة إلى مصادرة ممتلكاتنا وأغنامنا (نحو 40 رأس من الأغنام) والتحرز على ملابسنا الخاصة، ولم يكتفوا بذلك بل طمروا ما بقي لنا من ممتلكات وأثاث وحطام المنزل بالتراب".

لم ييأس القرعان ولم يسلم بالظلم الواقع عليه، وأكد أنه "قمت بإعادة بناء منزلينا، أنا وأبنائي، وتوجهت إلى "دائرة الأراضي" لاستعادة ممتلكاتي وأغنامي فأجبروني على دفع مبلغ 24 ألف شيقل لاسترجاعها، دفعت المبلغ كاملا واسترجعت أغنامي وملابسي، ولم تعترف السلطة بمصادرة ما يقارب 1600 غرام من الذهب ومبلغ 50 ألف شيقل فقدتها خلال الهدم والمصادرة، أؤكد أنه لم يدخل البيت سوى أفراد الشرطة".

وأضاف ابن قرية الفرعة أنه "في شهر آب/أغسطس 2016 اقتحم أرضي ما يقارب 150 شرطيا وجرافتين وهدموا البيتين للمرة الثانية وصادروا أغنامي من جديد، ثم بفضل أهل الخير أعدت البناء للمرة الثانية، وذهبت لاسترجاع أغنامي فطلبت دائرة الأراضي مني دفع مبلغ 50 ألف شيقل لاسترجاعها، لم أملك المبلغ فلم استرجع الأغنام".

تضييق وتجويع

لم تتوقف معاناة القرعان عند هذا الحد، وقال لـ"عرب 48" إنه "في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2016 اقتحمت قوات الهدم أرضنا وهدموا بيتنا للمرة الثالثة، لكن لم أستطع إعادة البناء، وانتقلت للعيش في بيت أمي القديم، خسرت كل شيء، البيت، الأغنام، المال والأرض".

لم تتوقف ملاحقة السلطات الإسرائيلية للمواطن علي القرعان، فهي تطالبه بدفع تكاليف الهدم، أكثر من 70 ألف شيقل، وكذلك تطالبه بدفع 80 ألف شيقل مقابل حجز الأغنام.

وعن هذا قال القرعان إن "الفاشية الإسرائيلية أوصلتنا إلى أسوء وضع يمكن أن يصل الإنسان إليه، لا أملك بيتا يأوي أطفالي من حر الصيف وبرد الشتاء في الصحراء، ولا مالا أو مصدر رزق لإطعامهم. في إحدى المرات اعتدوا على امرأتي وأصابوها بجروح وسرقوا ذهبها من البيت عندما هدموه. كل تصرفاتهم وممارساتهم انتقامية بسبب أنني عربي، لا أشعر بالأمان، سلبوا كرامتنا وأهانوننا من أجل أن نيأس ويقتلعونا ويهجرونا من أرضنا".

وأكد أن "هذه الدولة الظالمة لا تريدنا هنا لأننا عرب، السلطات تلاحقنا وتحرمنا من حقوقنا المشروعة فقط لأننا عرب".

نكبة مستمرة

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، لـ"عرب 48" إن "سياسة التهجير التي ينتهجها الوزير المكلف بقضايا المواطنين العرب البدو بالنقب، تهدف طرد وتهجير الناس من أراضيهم. هذه نكبة مستمرة، فهم يهدمون المنازل ويجرفون الأراضي ويدمروا صهاريج المياه ويصادروا مجوهرات وذهب النساء ويتحرزون على الأغنام والمواشي، هذا سطو مسلح في وضح النهار، ناهيك عن الملاحقة للمواطنين العرب، ليل نهار، في جميع أرجاء النقب".

وأضاف أن "الادعاءات بأن هذه الممارسات هي بسبب البناء غير المرخص كاذبة، هناك آلاف البيوت في المستوطنات والكيبوتسات غير مرخصة وهي على أرض مسروقة أيضا، لكن لا تهدم بيوتهم، وما تقوم به الحكومة في البلدات العربية ليس تصرفات دولة بل تصرفات عصابة، وعلى مر التاريخ، منذ شرائع حمورابي وحتى يومنا هذا القانون يأتي لتسهيل الحياة على الناس وتيسيرها وليس لدفنهم أحياء، لذا نستنكر هذا الانتقام بشدة ونحمل المسؤولية الكاملة للحكومة التي تعتدي على كل ما هو عربي ولا توفر حلولا".

وختم الزبارقة بدعوة المواطنين العرب في البلاد إلى "المساعدة والوقوف مع أبناء شعبهم المرابطين في النقب".

عقلية الحاكم العسكري

وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم، لـ"عرب 48" إن "هذا الأسلوب هو جديد وقديم أيضا، مصادرة الممتلكات وسرقتها تتم على أيدي وحدة "يوآف" الانتقامية التي تعمل بعقلية الحاكم العسكري الذي يملك حسب شريعته كل شيء".

وأكد أنه "ليس لدى السلطة أي مشكلة اليوم في هدم وتشريد وسرقة ممتلكات المواطن العربي، وبعدها مطالبته بدفع غرامات وتكاليف الهدم، هذا النهج لا ينتهج في دولة أخرى في العالم حتى الديكتاتورية منها، إلا في دولة إسرائيل التي تنكل بالعربي لأنه عربي".

التعليقات