كفركنا: "كيف نعيش الحياة الجامعية صح" لطلاب السنة الأولى

مجموعة "أحياء" الريادية تنظم فعالية طلابية تحت عنوان "كيف نعيش الحياة الجامعية صح" في المكتبة العامة في قرية كفركنا، بحضور العشرات من الطلاب الجامعيين والمقبلين على التعليم الأكاديمي

كفركنا:

نظمت مجموعة "أحياء" الريادية المحلية، يوم أمس الجمعة، فعالية طلابية تحت عنوان "كيف نعيش الحياة الجامعية صح" في المكتبة العامة في قرية كفركنا، بحضور العشرات من الطلاب الجامعيين والمقبلين على التعليم الأكاديمي.

تضمنت الفعالية محاضرة ألقاها خبير التنمية البشرية، غسان صالح، حول إدارة الوقت وترتيب الأولويات في الحياة الجامعية لا سيما في العام الدراسي الأول، وتلاها فقرة إرشاد شخصي لطلاب السنة الدراسية الأولى، تضمنت نصائح وتوجيهات قدمها الطلاب الجامعيون والخريجون للمقبلين على الحياة الجامعية.

تعتبر الحياة الجامعية هي المرحلة المفصلية بحياة كل طالب، حيث يصطدم الطلاب العرب بعقبات وتحديات عند بلوغهم الدراسة الجامعية في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، فالانتقال من البيئة التقليدية إلى بيئة متعددة الثقافات، ولغة عبرية معتمدة رسميا للدراسة الجامعية، تمنح الطالب العربي الجديد شعورا بالاغتراب، تعمل اللجان الطلابية العربية على التخفيف منها.

وبالحديث عن أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، رصد موقع عرب 48 أهم التحديات للطالب العربي التي تبدأ بصعوبة اختيار الموضوع الملائم، فمن الطلاب من يحاول اختيار الموضوع الأكثر طلبا في المؤسسات الإسرائيلية، ومنهم من يحاول تحديد ميوله الشخصية ليلائمها مع تخصصه الأكاديمي، وهنا يكمن تحد من نوع آخر، وهو استيفاء شروط القبول للمؤسسات الأكاديمية المختلفة، بدءا من امتحان القدرات "البسيخومتري" الذي يحدد مصير الطالب في الجامعات.

وبهذا الصدد، قالت طالبة علم النفس في جامعة حيفا، فاتن خطيب إن "أهم التحديات التي تواجه الطالب العربي هي امتحان البسيخومتري الذي يحدد قبول الطالب من عدمه في الجامعات الإسرائيلية، فيصب الطالب جل جهوده لاجتيازه وتحصيل العلامة الملائمة للتخصص الجامعي الذي يريده، ولكن بالحديث عن العلامات الملائمة فالجامعات الإسرائيلية تصر دائما على مراكمة الصعوبات بتغيير العلامات الملائمة للتخصصات من سنة لأخرى، حتى بتنا نرى بعض التخصصات يكاد يكون دخولها شبه مستحيل، مثل التخصصات الطبية والهندسية في شتى الجامعات، وهذا يشكل صعوبة التي لا بد لنا، ونستطيع، أن نتخطاها كمثيلاتها من الصعوبات".

وتستمر التحديات في وجه الطالب العربي منذ أن تطأ قدماه الجامعة وحتى نهاية العام الدراسي الأول، وفي أولى تحدياته وهي اللغة العبرية، فغالبية الطلاب العرب يعانون من صعوبة تلقي الدروس والتعلم والتعامل لأول مرة بلغة غير لغتهم، فتصر الجامعات الإسرائيلية على تركيز الطلاب العرب على اكتساب اللغة العبرية سريعا، فتطلب امتحان القدرات اللغوية "ياعيل" ليأخذ مكانه في قائمة شروط قبول الجامعات، وتشديدا من إدارة الجامعات على اكتساب الطالب العربي للغة العبرية تصر على تحصيل الطالب بمعدل عال نسبيا مما يشكل التحدي الأصعب أمامه، ناهيك عن أهمية اكتساب اللغة العبرية للتواصل بين المحاضرين والطلاب، والطلاب بعضهم ببعض من جهة أخرى.

وعلى صعيد آخر، تحدثت خطيب عن أحد أبرز التحديات المستقاة من تجربتها الشخصية قائلة "الدخول للجامعة معناه الابتعاد عن البيئة البيتية المعتادة إلى بلد آخر، ومجتمع مختلف، وهذه غربة بحد ذاتها تشكل صعوبة على التأقلم، وهذا يمنح الطالب مع مرور الوقت شعورا كبيرا بالمسؤولية عن نفسه وتعليمه. وبالحديث عن التأقلم يعاني الطالب العربي من مشكلة التأقلم مع طريقة التدريس الأكاديمية أيضا، التي تختلف كليا مع أطر ومناهج وطرق التدريس المدرسية".

من جهة أخرى، تتحدث الطالبة أمل خطيب المقبلة على التعليم الجامعي، عن مخاوفها من المرحلة الأكاديمية، وتقول: "أكثر الصعوبات التي أعايشها يوميا مذ تخرجت من المرحلة المدرسية هي صعوبة اختيار الموضوع، فللأسف نحن نفتقد العناوين المناسبة للتوجيه الأكاديمي في مجتمعنا، وذلك يزيد من صعوبة اختيار الموضوع المناسب، فكثيرون من الطلاب من يوكل هذه المهمة لأهله باختيار تخصصه".

وأضافت "طبعا هناك عقبات أخرى تزيدني تخوفا، وهي مشكلة الطلاب الجدد بشكل عام مثل اللغة، نحن كطلاب عرب نسكن بمناطق غير مختلطة، وبالتالي غير معرضين للتعامل مع يهود في حياتنا اليومية، الانتقال المفاجئ لبيئة يهودية بامتياز، يشكل صدمة وعقبة صعبة الاجتياز، ولكنني أسمع من الطلاب أنها مؤقتة، فليس هناك ما يدعو للقلق إذا بذلنا المجهود المناسب لاكتساب العلم واللغة أيضا".

الالتحاق بالجامعات الإسرائيلية والتخرج منها يعتبر تحديا أمام الطلاب العرب، ليس من باب التحصيل العلمي فحسب، إنما أيضا من باب الحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية في الجامعات أمام مستنقع من الأسرلة.

التعليقات