العنف ضد المعلمين: تجاوز الخطوط الحمر

تكررت الاعتداءات على معلمين ومعلمات داخل المدارس في شتى أنحاء البلاد، في الآونة الأخيرة، ما أثار ردود فعل ساخطة وإضرابات احتجاجية ضد العنف، وعلت الأصوات المطالبة بوقف الاعتداءات المؤسفة على المعلمين والمعلمات.

العنف ضد المعلمين: تجاوز الخطوط الحمر

فعالية لاحترام المعلم في كفر كنا، 30.1.2017 (أرشيف عرب 48)

تكررت الاعتداءات على معلمين ومعلمات داخل المدارس في شتى أنحاء البلاد، في الآونة الأخيرة، ما أثار ردود فعل ساخطة وإضرابات احتجاجية ضد العنف، وعلت الأصوات المطالبة بوقف الاعتداءات المؤسفة على المعلمين والمعلمات.

وعلى أثر ذلك، أدانت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، بشدة، الاعتداءات ومظاهر وسلوكيات العنف بحق مديرين ومربين في المدارس العربية، معتبرة أن "هذه الجرائم والسلوكيات هي تجاوز لكل الخطوط الحمر وانتهاكا لحرمة كل المدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية في البلاد.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" عددا من مديري المدارس في منطقة الجليل، حول ظاهرة الاعتداء على المعلمين، ومن يتحمل مسؤوليتها.

فقدان القيم الإنسانية

وقال مدير مدرسة ابن سينا الشاملة في نحف، هيثم قادري، لـ"عرب 48" إنه "من الواضح أن ظاهرة العنف باتت منتشرة بمجتمعنا في كل مكان، وأن تصل هذه الآفة إلى مدارسنا فهذا أمر مخز ومثير للاستنكار".

وأضاف أن "انتشار مثل هذه الظاهرة يعود إلى افتقادنا كمجتمع للقيم الإنسانية في الاحترام والمعاملة الحسنة، الأمر الذي يجعلنا نلجأ إلى العنف بدلا من التقيد بالأحاديث النبوية التي تحث على القيم الإنسانية".

ودعا كافة الأهالي والمسؤولين، كل من موقعه، بـ"العمل على حث الطلاب وأولادنا على الاحترام في كل مكان من أجل الحد من ظاهرة العنف، مع التشديد على اعتماد لغة الحوار بدلا من اللجوء لأساليب العنف التي لن تساعد بتاتا في حل المشاكل".

وختم المربي قادري بالقول إن "المدارس غير معفية من المسؤولية، ومن هذا المنطلق نرى بأنه علينا واجب أيضا تجاه تربية طلابنا على أكمل وجه، مع التشديد على أهمية التعامل الحسن، بحسب ما أوصانا عليه الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم".

كرامة المعلم

وقالت مديرة المدرسة الابتدائية "ج" في البعنة، شادية بدران، لـ"عرب 48"، إن "ظاهرة العنف ضد المعلمين باتت متفشية بالآونة الأخيرة. أعرب عن استنكاري لكافة الاعتداءات على جميع أشكالها والتي تستهدف المعلمين، سواء كانت كلامية أو جسدية أو حتى اعتداءات على الممتلكات".

واعتبرت أن "العنف ضد المعلمين ظاهرة خطيرة جدا، لا سيما وأن الحديث يدور عن معلمين يسعون من أجل التربية السليمة للطلاب إلى جانب الثقافة العامة والعلم، ومن هذا المنطلق علينا الحفاظ على هيبة وكرامة المعلم الذي يقدم عطاء كبيرا في مجتمعنا".

وتابعت مديرة المدرسة أن "هناك عدة أسباب لانتشار مثل هذه الظاهرة، منها تأثر الطالب بالبيئة المحيطة به إلى حد يفقد فيه السيطرة على نفسه في مختلف المواقف، وبحسب اعتقادي فإنه بإمكاننا القضاء على هذه الظاهرة من خلال التوجيه المهني سواء إن كان للطلاب أو المعلمين، إلى جانب تشجيع حلقات التواصل بين الأهالي والمعلمين، بالإضافة إلى إقامة ورشات عمل لاحتواء الطالب داخل المدرسة، كما لا بد من وضع أنظمة رادعة من أجل معالجة كل حدث".

وختمت المربية بدران بالقول إن "المسؤولية تقع على المدارس والأهالي ووزارة التربية والتعليم على حد سواء، حيث أن على كل منهم تحمل مسؤولية كيفية التغلب على مثل هذه الظاهرة".

الحوار لحل المشاكل

وأعرب مدير المدرسة الثانوية في دير الأسد، محمود عمر، لـ"عرب 48"، عن استنكاره الشديد لأي اعتداء على أي معلم مهما كانت الظروف، وأكد أن آفة العنف بكافة أشكالها مرفوضة بشكل تام.

وقال إن "الاعتداء على المعلم سببه يعود لسوء تفاهم معين بين الطرفين، ولذلك لا بد من استعمال أسلوب الحوار من أجل حل أي مشكلة، فاستخدام العنف لن يأتي بنتيجة بل على العكس تماما وسيزيد من تعقيدها".

وأوضح مدير ثانوية دير الأسد أن "أهل الطلاب المعتدين غير متواصلين مع المدارس بشكل عام، وعليه فإنهم يسمعون من طرف واحد ومعلوماتهم منقوصة ما يسبب وجهات النظر".

وختم المربي عمر بالقول إن "رسالة المعلم والتعليم مقدسة، والاعتداء عليها هو تخطي لكافة الخطوط الحمر، وبالتالي فإن من يتحمل المسؤولية هو مدير المؤسسة، ومن هذا المنطلق يجب القيام بخطوات من أجلها تعزيز التواصل بين المدارس والأهالي حتى تكون كافة الأمور واضحة أمامهم قبل تفاقم أي مشكلة كانت".

التعليقات