مجرزة عيلبون: هل برأت جراح النكبة ونسيت دماء الشهداء؟

تتجول في شوارع عيلبون، وفي الساحة التي أجبر السكان على التجمع فيها، وتسأل عن المجزرة، ويكون الجواب الأكثر انتشارا "اسأل ستي فهي تعرف أكثر"، أما الإجابة الأكثر جرأة فهي: "لا تسأل عن المجزرة، فالناس لا تريد أن تتذكر، واسأل عن

مجرزة عيلبون: هل برأت جراح النكبة ونسيت دماء الشهداء؟

(عرب 48)

أخشى يوم لا يتذكرني أحد من عيلبون إلا بالتزامن مع ذكرى المجزرة، وصلت كما في كل عام في الذكرى الـ69 للمجزرة لأجد إكليل زهور، في مقبرة المواسي، على النصب التذكاري للشهداء، ومثله أمام المقبرة المسيحية، لأكتشف أن بعض أفراد اللجنة الشعبية مع رئيس المجلس المحلي وضعوا أكاليل الزهور في طقوس بسيطة في الذكرى الـ69 لمجزرة عيلبون، والتي راح ضحيتها 29 شهيدا.

تتجول في شوارع عيلبون، وفي الساحة التي أجبر السكان على التجمع فيها، وتسأل عن المجزرة، ويكون الجواب الأكثر انتشارا "اسأل ستي فهي تعرف أكثر"، أما الإجابة الأكثر جرأة فهي: "لا تسأل عن المجزرة، فالناس لا تريد أن تتذكر، واسأل عن الإجازة الأخيرة ورغد العيش".

ويقول رياض خوري من عيلبون في حديثه لموقع "عرب 48"، إنه "للأسف ها أنا أقف هنا في الساحة ذاتها التي تم تجميع أهالي عيلبون فيها عام 1948، وفيها سقط الشهداء، ولكن للأسف وصلت مسرعا من عملي للمشاركة في إحياء الذكرى الـ69 للمجزرة لاكتشف أن اللجنة الشعبية قد وضعت إكليل زهور على النصب التذكاري، دون إحياء الذكرى كما يليق".

وتابع خوري "أنا ألقي باللائمة على الأحزاب السياسية، اللجنة الشعبية والمجلس المحلي الذين لم يضعوا برنامجًا لإحياء الذكرى كما يجب، وهذا متكرر في السنوات الأخيرة للأسف".

ويقول نادر زريق لموقع "عرب 48" متحسرًا، "للأسف أصاب النسيان ذكرى المجزرة، الناس منشغلة بأعمالها، جدي كان أول شهيد في عيلبون وثلاثة من أقاربي استشهدوا أيضًا، ويجب وضع برنامج سنوي، لكن للأسف الناس اليوم تنشغل في المظاهر".

ومن جانبه، يقول علاء زريق مستاءً إنه علم عن وضع أكاليل الزهور من خلال مجموعة "واتس أب"، وليس من مصدر رسمي او دعوة، واعتبر أن الذكرى اندثرت "وغابت في السنوات الأخيرة أي نشاطات أو ندوات توعية لجمهور الشباب عن النكبة أو أي نشاطات سياسية أخرى، خلافا لما تربينا عليها فهناك ركود تام في الحراك السياسي هذه الأيام".

وقال رئيس المجلس المحلي في عيلبون، جريس مطر إن "هذه الذكرى لا تمحى ولن تمحى من ذاكرة عيلبون، وقد يختلف شكل إحياء هذه الذكرى من سنة لأخرى، وقد شاركنا مع أعضاء من اللجنة الشعبية لوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للشهداء، كما يقوم المجلس المحلي بتنظيم سلسلة ندوات ومحاضرات عن تاريخ المجزرة وتاريخ شعبنا خلال الأسبوع القادم".

التعليقات