النقب: 11 ألف طالب خارج الأطر التعليمية

تزداد ظاهرة تسرب الطلاب العرب البدو من المدارس والأطر التعليمية في منطقة النقب، جنوبي البلاد، بشكل مقلق إذ يرتفع عدد الطلاب المتسربين من المدارس وأطر التعليم المختلفة، وتبقى هذه الشريحة المجتمعية الهامة خارج أي إطار تعليمي.

النقب: 11 ألف طالب خارج الأطر التعليمية

طلاب النقب (أرشيف عرب 48)

تزداد ظاهرة تسرب الطلاب العرب البدو من المدارس والأطر التعليمية في منطقة النقب، جنوبي البلاد، بشكل مقلق إذ يرتفع عدد الطلاب المتسربين من المدارس وأطر التعليم المختلفة، وتبقى هذه الشريحة المجتمعية الهامة خارج أي إطار تعليمي.

ويستدل من وثيقة أصدرها مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست حول التعليم العربي البدوي في النقب، والتي عرضت إحصائيات وأرقام حول الوضع الحالي للتعليم في النقب، بأن عدد الطلاب العرب البدو في المؤسسات التعليمية الرسمية المختلفة في السنة الدراسية 2016/2017 بلغ أكثر من 95 ألف طالب وحوالي 19 ألف طالب في رياض الأطفال وحوالي 76 ألف طالب في المرحلة الابتدائية وما فوق الابتدائية (46.4، ابتدائي و29.7 وإعدادي ثانوي).

معطيات مقلقة

وتبين من الوثيقة أن عدد التلاميذ في جهاز التعليم العربي البدوي منذ عام 2000 قد تضاعف، وتضاعف عدد الأطفال في رياض الأطفال أكثر من ثلاثة أضعاف، وفي الوقت نفسه زاد عدد رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والمدارس فوق الابتدائية في العام 2007 واستخدمت 672 روضة أطفال و94 مدرسة ابتدائية و41 مدرسة ثانوية في جهاز التعليم الرسمي والتعليم الخاص.

وسلطت الوثيقة الضوء على قضية تسرب الطلاب من المدارس، إذ أنه وفقا للمكتب المركزي للإحصاء حوالي 11% من الأطفال العرب البدو الذين يعيشون في النقب وهم 11 ألف و582 طفلا لم يحضروا السنة الدراسية 2015/2016 في الأطر التعليمية التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، 5 آلاف و355 طفلا في مرحلة ما قبل المدرسة و677 طفلا في سن التعليم الابتدائي بالإضافة إلى 927 طالبا في المدارس الإعدادية و4 آلاف و623 طالبا في المرحلة الثانوية.

وتقارن الوثيقة بين نسبة التسرب التراكمي من التعليم للأطفال العرب البدو في جيل 17 عاما وبين نفس النسبة في المجتمع العربي في البلاد، ويظهر المسح أن النسبة لدى العرب النقب هي أعلى بكثير منها لدى أي من الشرائح الأخرى في البلاد.

كما تظهر الوثيقة أن نسبة استحقاق شهادات "البجروت" للطلاب العرب بالنقب هي الأقل في البلاد مما يزيد الفجوة لأن الزيادة في استحقاق "البجروت" لدى الطلاب العرب في النقب هي أيضا الأقل بين الشرائح الأخرى في البلاد.

وبتطرق الفصل الأخير في الوثيقة عن تكلفة تعليم الطالب العربي في النقب بالمقارنة بالطالب العربي وبالطالب اليهودي بالبلاد، إذ أن ميزانية وزارة التعليم في المدارس العربية بالنقب بلغت في العام 2016 حوالي 1.7 مليار شيكل.

وتدعي الوثيقة أنه منذ العام 2014 ارتفعت ميزانية الطالب العربي في النقب من 16 ألف و615 شيكل سنويا إلى 18 ألف و347 شيكل سنويا، وأن متوسط عدد ساعات التدريس لكل طالب ارتفع من 1.81 ساعة في السنة إلى 1.91 ساعة سنويا.

إخفاقات

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، لـ"عرب 48" إن "ان كل محاولات الفهلوة الإحصائية لن تغير حقيقة أن هناك عفنا وإخفاقات في نظام التربية والتعليم، مع تقديرنا للجهود المبذولة من الطواقم التدريسية".

جمعة الزبارقة

وأضاف أنه "راقبت عن كثب مع انطلاق العام الدراسي أوضاع المدارس، ولحظت تردي البنى التحتية في الكثير منها".

وأكد أن "القرى غير المعترف تعيش حالة مختلفة في البنى التعليمية ومؤسسات التعليم الإلزامي هي أسوء أيضا بكثير من القرى المخططة على صعيد نقص الصفوف التعليمية، ففي اليوم الأول للسنة الدراسية رأينا بعض الصفوف المكتظة بالطلاب في عدد من المدارس الابتدائية، وتنقص برامج احتواء الشباب ومنعهم من التسرب هذا إضافة للنقص الجارف في الحضانات والروضات في قرى مثل الفرعة وأم بطين والزعرورة وغيرها".

وأضاف الزبارقة أنه "على الأهل أخذ دور أكثر فاعلية في المسيرة التعليمية، وبالمقابل يجب العمل على الارتقاء بمهنية المعلمين في إطار رقابي متعاون ومهني العملية التعليمية ويضع الطالب نصب عينيه".

وقال النائب عن الحركة الإسلامية في القائمة المشتركة، طلب أبو عرار، لـ"عرب 48" عن المعطيات المقلقة التي كشفت عنها في "يوم النقب" الذي بادر إليه، إن "معطيات مقلقة نتابعها منذ أعوام، حيث حصلنا على بناء عدد من الروضات، ولكن ما تبقى من طلاب وصل إلى 11 ألف و582 طالبا لم يحضروا السنة الدراسية عام 2015/ 2016 في النقب، ومنهم قرابة 5 آلاف طالب في رياض الأطفال، هذا لا يمكن أن يستمر، نحن نعمل مع لجنة التربية والتعليم في الكنيست وأمام الوزارة لتحسين الأوضاع".

طلب أبو عرار

وأوضح أن "ادعاء الدولة أن تكلفة الطالب العربي البدوي في النقب ارتفعت من 16 ألف و615 شيكل سنويا إلى 18 ألف و347 شيكل سنويا وارتفاع متوسط ساعات التدريس لكل طالب من 1.81 ساعة في السنة إلى 1.91 غير دقيق، وقد تصل التكلفة إلى نصف المبلغ، علما أن معطيات الوزارة تفيد في نفس التقرير الذي طالبنا أن تعده وحدة البحث في الكنيست بأن تكلفة الطالب العربي في الجنوب أقل من متوسط تكلفة الطالب في البلاد وخاصة في المرحلة الثانوية، وهذا أمر مقلق".

وختم أبو عرار بالقول إن "الإحصائيات المذكورة رغم أنها مقلقة إلا أنها غير دقيقة، فهناك طلاب غير مسجلين بسبب عدم حمل أحد الوالدين المواطنة الإسرائيلية، كما أن المعطيات مقلقة في تدني نسبة الحاصلين على شهادة البجروت. ونحن سنتابع ما ادعت الوزارة عن رصد ميزانيات لتقليص الفجوات، وسنعقد جلسات مع الوزارة، وسنعمل على فعاليات مختلفة من أجل تحسين الأوضاع".

التعليقات