الطيرة: عام على مقتل ليان ناصر في هجوم إسطنبول

تملأ صور الفقيدة في مختلف مراحل حياتها جدران المنزل وجنباته. أجواء الحزن تأبى أن تفارق العائلة الثاكل، رغم مرور عام على المصيبة التي حلت بهم، وقتلت أحلام فتاة كانت تحب الناس والفرح والحياة.

الطيرة: عام على مقتل ليان ناصر في هجوم إسطنبول

والدا ليان ناصر بالطيرة، قبل أيام (عرب 48)

كان لافتا عند دخولنا منزل والدي ضحية الهجوم الإرهابي المسلح في إسطنبول، الشابة ليان زاهر ناصر (19 عاما) من مدينة الطيرة في أراضي الـ48، حجم الألم الذي يسود بين أفراد العائلة منذ فقدانها في ليلة رأس السنة الماضية.

تملأ صور الفقيدة في مختلف مراحل حياتها جدران المنزل وجنباته. أجواء الحزن تأبى أن تفارق العائلة الثاكل، رغم مرور عام على المصيبة التي حلت بهم، وقتلت أحلام فتاة كانت تحب الناس والفرح والحياة.

لم تنس العائلة تلك الليلة الدامية حين نفذ إرهابي هجوما مسلحا على مطعم 'رينا'، ليلة رأس السنة، في مدينة إسطنبول التركية، سقط ضحيته 39 شخصا، بينهم ابنة الطيرة ليان ناصر.

أعرب والدا ضحية الهجوم الإرهابي في حديثيهما لـ"عرب 48" عن الاستياء إزاء عدم مواكبة المسؤولين مجريات التحقيق في ملف الجريمة أمام السلطات التركية، والذي تنظر فيه المحكمة لغاية اليوم.

وتساءل الوالد الثاكل، زاهر ناصر، "لماذا لم يتم مواكبة الملف من قبل المسؤولين، سواء الأعضاء العرب في القائمة المشتركة أو بلدية الطيرة أو الناشطين الآخرين؟ لماذا لم نراهم إلا عندما وقعت الجريمة في بيت العزاء فحسب؟".

وأضاف ناصر أن "قياداتنا جاؤوا فقط لتقديم العزاء وشاركوا بالجنازة ولم نر منهم أحدا بعد ذلك. تركنا وحدنا لا نعلم ما نفعل في الملف أمام السلطات التركية والخارجية. شكلت اللغة عائقا بيننا وبين الأتراك، ولم نتلق المساعدة اللازمة والتوجيه والإرشاد المطلوبين".

وقالت الوالدة الثاكل، لوسي ناصر، إن "ليان كانت في ريعان شبابها كالملاك، اختطفت دون سابق إنذار، كانت بالنسبة لنا كل شيء. لن ننسى الهجوم الإرهابي إلى الأبد، وسيبقى الحزن يلازمنا في كل حياتنا".

وأضافت أنه "منذ ذلك اليوم ونحن لا نأكل ولا نشرب مثل الناس، كانت ليان تملأ البيت فرحا، لا زلت أسمع صوتها ويأبى أن يفارقني. أسئلتها البريئة وضحكتها اللافتة في ذهني، لن أنساها. لا شيء يداوي ألمي ويرجع لي ليان، فقد ذهبت إلى قدر محتوم من الله. نحمد الله على هذه الفاجعة أصابتنا، وندعو بأن يعيش المجرم في ألم وعذاب طيلة حياته كما جعلنا نعيش هذه اللحظات الأليمة، ونتمنى يلقى أشد العقاب من قبل السلطات التركية، لا نريد له الإعدام، نريد أن يعيش بحسرة إلى الأبد".

وقالت جدة المرحومة ليان ناصر، أم زاهر، لـ"عرب 48" إن "ليان حفيدتي البكر كل شيء بالنسبة لنا، كنا نتمنى أن تكون ليان حاضرة معنا في هذه الأيام، لكن القدر أراد أن تكون ملاكا في السماء. محزن أن حياتها انتهت على أيدي المجرمين الذين يدعون الإسلام".

ووجهت حديثها للفقيدة بالقول: "ليان... تركتِ في قلوبنا جرحا عميقا لن يندمل أبدا، ولا أعتقد أن هذا الألم سوف يغادرنا يوما بسهولة، لكن الأمر الذي واسانا عند وفاتك وغيابك وقوف الناس إلى جانبنا. براءتكِ لا تفارقنا، أدعو الله أن يجعل مثواك الجنة، وألا نشهد جرائم إرهابية أخرى، وأن ينال كل مجرم عقابه".

وختمت جدة ضحية هجوم إسطنبول بالقول: "أتمنى أن يعم السلام والأمن والأمان العالم، وأن تكون السنة المقبلة سنة خير ومحبة وتسامح بين جميع الأمم، وأن يعيش الناس بعيدا عن الكراهية والبغضاء".

التعليقات