أرملي لـ"عرب 48": التحالف الوطني بشفاعمرو أمام تحد كبير في ظل الملاحقة

أرملي: "لا شك بأننا نتحدث عن تهميش للنساء، وبحسب اعتقادي فإن المجلس البلدي يعتبر مكانا من المهم أن تصل المرأة إليه وتتبوأ منصبا فيه كوننا نتحدث عن مكان تؤخذ فيه القرارات".

أرملي لـ

نجاة أرملي (عرب 48)

نجاة أرملي أول امرأة تتولى عضوية بلدية شفاعمرو تتحدث لـ"عرب 48": أحمل صوت النساء المهمشات والمغيبات


بعد غياب دام أكثر من 100 عام عن ساحة العمل البلدي، تولت نجاة أرملي من مدينة شفاعمرو كأول امرأة عضوية البلدية عن قائمة التحالف الوطني الديمقراطي (التجمع وأبناء البلد).

ويأتي دخول أرملي إلى المجلس البلدي في أعقاب حملة الملاحقة السياسية وقرار وزارة الداخلية بإقالة جميل صفوري من عضوية البلدية بسبب إدانته وسجنه في ملف نتان زاده الإرهابي الذي ارتكب مجزرة شفاعمرو في العام 2005.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" نجاة أرملي، بعد توليها عضو بلدية شفاعمرو بشكل رسمي خلفا لصفوري.


*من هي نجاة أرملي؟

أرملي: أنا متزوجة ومهنتي التمريض حيث عملت بالمستشفى الإنجليزي في مدينة الناصرة، حائزة على لقب ثان بإدارة مؤسسات طبية بالإضافة إلى لقب ثان في موضوع الجندر. وأنا عضو في حركة أبناء البلد وناشطة اجتماعية وسياسية، كما أنني منتسبة لعدة جمعيات فاعلة بشفاعمرو وخارجها، تصبو إلى تغيير مجتمعنا.

*نحن نتحدث عن أول امرأة تشغل منصب عضو بلدية منذ أكثر من قرن، ألا يعتبر ذلك تهميشا لكنّ؟

أرملي: لا شك بأننا نتحدث عن تهميش للنساء، وبحسب اعتقادي فإن المجلس البلدي يعتبر مكانا من المهم أن تصل المرأة إليه وتتبوأ منصبا فيه كوننا نتحدث عن مكان تؤخذ فيه القرارات، ومن هذا المنطلق نحن كنساء لنا بصمة خاصة لا بد أن تكون موجودة حتى تكون المشاريع ملائمة لكافة الفئات في شفاعمرو مع الأخذ بعين الاعتبار القضايا النسائية.

وفي نفس السياق، أرى أنه لطالما كان هناك تخويف للنساء ووضع عراقيل أمام المرأة لمنع وصولها إلى المجلس البلدي، وذلك بادعاء أنه مكان للذكور فقط ومن الصعب على المرأة أن تثبت نفسها بينهم، لكن هذه عراقيل وذرائع في وجه النساء، وبحسب اعتقادي فإن المرأة قادرة على الانخراط في العمل السياسي ولا بد أن تكون شريكة في اتخاذ القرارات.

*هل هذا هو سقف طموحاتك؟

أرملي: بدون شك سقف طموحاتي أكبر بكثير، لكن بهذه المرحلة من حياتي أرى أن وصولي إلى المجلس البلدي هو أمر مهم، وبدوري سأحمل صوت النساء المهمشات والمغيبات، وكلي أمل أن أمثل النساء الشفاعمريات بكافة ألوانهن سعيًا نحو رفع شأن المرأة في شفاعمرو والتقليل من العراقيل التي تقف في طريقها في سبيل إفساح المجال أمامها لخوض هذا المجال، وأنا أتمنى أن أصل برفقة عدة نساء إلى البلدية في الانتخابات القادمة.

*ماذا عن هيمنة الذكور في الانتخابات والسلطات المحلية؟

أرملي: أرى أن الرجال لهم حصة الأسد في بلدي، في حين أن دور النساء يقتصر على التصويت فحسب بدلا من أن يكنّ مرشحات ويصوتن لأنفسهن، وفي دورة الانتخابات الأخيرة شعرت مدى قوة الرجال، وفي المقابل رأيت مدى تغييب وتهميش النساء.

*ماذا عن التحالف بين حركة أبناء البلد والتجمع بعد مرور 15 عاما من الشراكة وقبل الانتخابات المرتقبة هذا العام؟

أرملي: نحن كأبناء بلد نعتز بتحالفنا مع التجمع الوطني الديمقراطي، إذ نرى أن قضايانا في شفاعمرو هي واحدة حيث يجمعنا الهم البلدي والنضال اليومي من أجل الحصول على كافة حقوقنا وميزانيات بشكل أكبر سعيًا نحو تطوير بلدتنا ورفع شأنها، ومن هذا المنطلق فإن أبناء البلد والتجمع رأوا أنه بإمكانهم الاجتماع من أجل تحقيق هذه الأهداف والمهمات.

نحن في التحالف الوطني الديمقراطي نعتبر أنفسنا جسما واحدا، مع التأكيد على أننا نمثل نموذجا جيدا لأحزاب تعتبر نفسها وطنية وتعمل من أجل الهم الوطني والمواطنين، أما فيما يخص الانتخابات المقبلة فإننا مستمرون بنفس الطريق وبقوة أكبر لأننا أمام تحد كبير في ظل الملاحقة التي نتعرض لها.

*ما هي كلمتك الأخيرة؟

أرملي: دخولي إلى البلدية فيه فرحة كبيرة، لكن يرافقها في الوقت ذاته غصة على المستوى الشخصي، وذلك بسبب إقالة المناضل جميل صفوري من عضوية البلدية من قبل وزارة الداخلية على خلفية إدانته في ملف مجزرة شفاعمرو التي ارتكبها الإرهابي نتان زاده.

من هنا، أتوجه برسالة شكر ودعم ومحبة لجميل صفوري وكل الرفاق الذين وقفوا إلى جانبي في مسيرتي الطويلة بالتحالف الوطني الديمقراطي، كما لا أنسى مجموعات النساء التي لطالما تدعمني ونتبادل المشاركة في نضالاتنا المختلفة من أجل الرقي بوضع النساء خصوصًا وأهالي المدينة عموما.

التعليقات