اللد: هل يُزال جدار الفصل العنصري؟

يُشكل الجدار الفاصل بين حي شنير العربي الفقير وبين الحي اليهودي المتطور في اللد، عقبة أمام تطور المواطنين العرب في المدينة، إضافة إلى أنه حاجز نفسي أمامهم.

اللد: هل يُزال جدار الفصل العنصري؟

جدار الفصل العنصري باللد، آذار 2018 (عرب 48)

يُشكل الجدار الفاصل بين حي شنير العربي الفقير وبين الحي اليهودي المتطور في اللد، عقبة أمام تطور المواطنين العرب في المدينة، إضافة إلى أنه حاجز نفسي أمامهم.

قبل نحو 10 أعوام، قرر مستوطنو حي "نير تسفي" في اللد، الفصل بين الحي الاستيطاني والحي العربي شنير، بذريعة الحفاظ والتحصن من المواطنين العرب.

ورغم الاعتراضات التي قدمها المواطنون العرب في حينه، من تشكيل لجنة شعبية، والتي عملت في كافة المسارات السياسية والجماهيرية والقضائية إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وتم بناء الجدار.

وتعاني اللد كسائر البلدات العربية المختلطة أزمات تتفاقم مع مرور الزمن وتضيق الخناق عليهم، ولا سيما قضية الأرض والمسكن وأوامر هدم المنازل.

وتهدم بلدية اللد منازل التابعة لمواطنين عرب في المدينة، وذلك بذريعة البناء غير المرخص، في وقت تعرقل إصدار تراخيص بناء بهدف الحد من توسعهم الديموغرافي.

وقال عضو البلدية واللجنة الشعبية في اللد، المحامي عبد الكريم زبارقة، لـ"عرب 48" إن "هذا الجدار بُني قبل حوالي أكثر من 15 عاما، بسبب ادعاءات سكان الحي الاستيطاني 'نير تسفي' المجاور لحي شنير، للحفاظ على الأمن والتحصن من قبل السكان العرب، وهذا ما اعتبرناه قمة العنصرية".

وأضاف أنه "عقدت عدة جلسات في المحكمة المركزية والمحكمة العليا في هذا الشأن، لكن في نهاية المطاف أصدرت المحكمة قرارا بمصادقة الدولة على خارطة تفصيلية للحي، وجزء من هذه الخارطة كان بهدف إنقاذ بيوت مهددة بالهدم إضافة إلى تنظيم البنية التحتية، وهذا كان مقابل بناء الجدار".

ورأى زبارقة أنه "أعتقد أن نهاية هذا الجدار إلى الزوال، لأنه بين حي 'نير تسفي' وحي شنير سيعبر شارع 200 وهو شارع قطري يربط المنطقة الصناعية والمنطقة الشمالية في مدينة اللد بمفرق ما يسمى 'كيرح'. هذا الشارع هو عمليا شارع قطري وخلال العمل على البنية التحتية للشارع سوف يتم إزالة الجدار. ونحن كنا نجري مداولات بهدف تحديد هذه الخارطة، لأن هذا الشارع سيكون له مخرج ومدخل للحي، وهذا يسهل على المواطنين الموجودين في منطقة شنير".

وأكد أن "الجدار ليس عنصريا يحد من التطور الفيزيائي والمعماري للحي، إنما يظهر التفكير الإسرائيلي تجاه المواطنين العرب، ويشكل حاجزا نفسيا أمام المواطنين العرب. نحن لا نريد فصلا عنصريا في اللد، لا بجدار ولا بغيره، نريد أحياء سكن متساوية لا تفرق بين المواطنين بحسب جنسياتهم".

وعن حي شنير، قال زبارقة إنه "قمنا نحن أعضاء البلدية في الآونة الأخيرة بانتزاع الكثير من الحقوق للمواطنين، ورصدنا ميزانيات للحي وتم تعبيد الشارع الرئيسي له في الوقت الحالي، وسنستمر في العمل لتسوية البنية التحتية ومياه الصرف الصحي، وأعتقد في الأعوام القريبة سيتم إتمام غالبية أعمال البنى التحتية للحي".

ولفت إلى أن "الجدار أثر سلبا على تطور الحي وخاصة في الجانب المعماري على مر السنين، إضافة إلى عدم إمكانية توسيع مسطح الحي لصالح المواطنين العرب فقط".

وختم زبارقة بالقول إن "المواطنين العرب باللد يواجهون معركة دائمة مع بلدية اللد المتمثلة برئيس من اليمين المتطرف وزمرته. المعركة على المسكن والميزانيات والحياة الاجتماعية والدينية، التضييق علينا في أوجه، لكننا بعزيمة أهالي اللد وصمودهم استطعنا أن ننتزع الكثير من الحقوق والتي هي حق أساسي لنا".

التعليقات