ناشطون من النقب: بيانات المتابعة غير مهنية والتجنيد مستمر

مشروع "نجوم الصحراء" الذي تدور الشبهات حوله، بأنه لعبة ستسعى لأسرلة أبناء النقب في المرحلة القادمة، حيث كُشف أن المشروع يرتكز على محطات يلتقي فيها المشاركون في "دورات القيادة الشابة" بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أو ممثلين عنه، أو خريجون منه.

ناشطون من النقب: بيانات المتابعة غير مهنية والتجنيد مستمر

شهدت الأشهر الأخيرة؛ حالة من المد والجزر بين عدة أطراف في المجتمع العربي في النقب، على إثر قضية ليست بالجديدة، ولكنها أثيرت كثيرا في السنوات الماضية .

مشروع "نجوم الصحراء" الذي تدور الشبهات حوله، بأنه لعبة ستسعى لأسرلة أبناء النقب في المرحلة القادمة، حيث كُشف أن المشروع يرتكز على محطات يلتقي فيها المشاركون في "دورات القيادة الشابة" بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أو ممثلين عنه، أو خريجون منه.

تدور الشبهات حول مصادر تمويل مشروع "نجوم الصحراء"، فمنها الـ"كيرين كييمت" ووزارة الزراعة التي يرأسها الوزير المسؤول عن هدم بيوت النقب وتهجير أبنائه، أوري أريئيل.

وكان آخر ما شهدته هذه القضية؛ التحريض على عضو بلدية رهط ومسؤول ملف التربية والتعليم عامر الهزيل، ووصل التحريض عليه، حدّ مطالبة الوزير أوري اريئيل بإقالته من منصبه لرفضه مشاريع التجنيد والخدمة المدنية.

لم ينته الجدل عند التحريض على عامر الهزيل إذ استمر في موقفه المهاجم لمشروع "نجوم الصحراء"، رغم التحريض بفصله من منصبه الذي يشغله مسؤولا عن ملف التربية والتعليم والقائم بأعمال رئيس بلدية رهط.

أصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بيانا يدعم عامر الهزيل في وجه التحريض عليه، ويُجرم المشاريع المدعومة بمصادر تمويل مجهولة والمرتبطة بـ"الكيرين كييمت"، لكن لجنة المتابعة تراجعت عن بيانها الأول في بيان جديد أصدرته، نفت فيه علاقة تصريحاتها بمشروع " نجوم الصحراء" ، مما أثار حالة من الغضب والبلبلة في الشارع النقباوي، يعبّر عنها نشطاء من النقب لـ"عرب 48".

وقال الناشط السياسيّ فادي مسامرة لـ"عرب 48" أن "النقاش حامي الوطيس الذي يمر به المجتمع الفلسطيني في النقب مؤخرا يتخطى بكثير ما هو ظاهر في تفاصيله، إذ أنه يطوي في تفاصيله نقاشا على الثوابت الوطنية بمفهومها العملي وعلى تحديد الخطوط الحمراء وهذا الصراع يدور بين جيلين، جيل تشوهت بوصلته نتيجة الأحداث الجسيمة إبان النكبة وما تلاها، وجيل آخر؛ شاب ما زال يكتشف هويته ويحاول تشكيلها وتحديد ملامحها".

فادي مسامرة

وأضاف مسامرة: "أنا لست قلقا من هذا النقاش، بل على العكس، أنا متفائل، وفي نظري، هذه العملية ما هي إلا عصف ذهني مجتمعي بالضرورة يحمل نتائج إيجابية، وبهذا يكون أي مجهود يبذل هو ضروري مهما كانت الأثمان".

وأكمل مسامرة: "كذلك يمكننا في هذا المقام أن نُعيد النظر في عمل مؤسساتنا الوطنية، وعلى رأسها لجنة المتابعة والتي للأسف قدمت أداءً ضعيفا، يسوده عدم وضوح للرؤيا الوطنية وثوابتها، ويجب على المتابعة خصوصا إعادة تقييم عملها والاقتناع بضرورة إعادة هيكلتها و صياغة دستورها القيّمي والوطني".

وختم مسامرة قائلا إن "واجبنا أن نكون الطاقة المحركة باتجاه تحديد هويتنا وبنائها والمحافظة عليها".

وقالت المحامية، راوية أبو ربيعة، وهي ناشطة سياسية واجتماعية: "أنا متابعة للنقاش المطروح، وواثقة مما يُصدره رفاقنا المتصدرون للنقاش. يدور الحديث حول مشاريع مُبهمة في الفكرة والمبدأ بتمويل من الـ"كيرين كييمت" سيء السمعة، الشريك في معاناة الشعب الفلسطيني التاريخية والآنية، فالحديث هنا، عن خطوط حمراء وتهديد لمستقبل شباب النقب".

راوية أبو ربيعة

وأضافت أبو ربيعة: "يستحضرني سؤال المسؤولية الوطنية، ودور الشباب الواعي والنخب الثقافية التي يخوض جزء منها هذه المعركة حاليا، هذا الدور هو أساسي ومكانه الطبيعي هو في الدفاع عن القيم والمبادئ الوطنية الأساسية، ونشر الوعي بين الجيل الصغير حتى لا يسقطوا ضحايا، بلا تراجع أو مهادنة لأي منتفِع أو مُهادِن لصناديق الهدم والخراب وأي عامل أجندتها".

وأكملت أبو ربيعة: "إسرائيل هي دولة استعمار استيطاني، وخطنا الأساس في النقب الملاحَق؛ هو مقارعة السلطة في مخططاتها القمعية المبنية لثني عزيمتنا وتسييرنا بمعاييرها، والحفاظ على وجودنا التاريخي على أرضنا، أبناء الارض".

وختمت أبو ربيعة بالحديث عن بيانات المتابعة قائلة: "كلنا نعلم الحالة التنظيمية السيئة التي تعاني منها المتابعة، لكن حجم البلبلة ونقص المهنية المعمول بها، والتي ظهرت في آخر بيان أخرجته المتابعة لم تكن المتوقعة يوما". وأردفت: "كيف للجسم الذي يُعتبرُ الممثل الأعلى لعرب الداخل، أن يرضخ للضغوطات السياسية والابتزاز وأن يبني مواقفه بلا أي بحث ميداني أو خلفية مهنية وهو الجسم الأهم للبت في مثل هذه النقاشات".

وقال الناشط الشبابي، مفيد أبو سويلم، لـ"عرب 48": "لم نوفر جهدا للضغط كي نحصل على توضيح حول عمل

مفيد أبو سويلم

مؤسساتنا الوطنية"، مُضيفا: "فعلا قد سقطت الحركة الإسلامية في الكثير من الامتحانات المفصلية، وأصبحت تدافع عن المؤسسات المشبوهة والممولة من صناديق الحركة الصهيونية(...) وهنا السؤال كيف تلتقي مصالح هذا التيار مع أرئيل وبينيت وسموتريش؟! وهل أصبحت الوقاحة والسقوط الوطني بحكم العادة؟. ما هي مصلحتهم؟!".

التعليقات