مؤتمر جمعية الجليل: تسليط الضوء على إمكانيات التنمية

قدمت جمعية الجليل للبحوث والخدمات الصحية نتائج المسح الاجتماعي الاقتصادي الخامس من خلال مركز البحوث الاجتماعية التطبيقية "ركاز" وتُوج من خلال هذا المؤتمر الذي عقد أمس، الثلاثاء، في الناصرة واضعًا مجتمعنا تحت المجهر، راصدًا لواقع الفرد، الأسرة، والمجتمع والتغييرات الحاصلة

مؤتمر جمعية الجليل: تسليط الضوء على إمكانيات التنمية

قدمت جمعية الجليل للبحوث والخدمات الصحية نتائج المسح الاجتماعي الاقتصادي الخامس من خلال مركز البحوث الاجتماعية التطبيقية "ركاز" وتُوج من خلال هذا المؤتمر الذي عقد أمس، الثلاثاء، في الناصرة واضعًا مجتمعنا تحت المجهر، راصدًا لواقع الفرد، الأسرة، والمجتمع والتغييرات الحاصلة عبر السنوات.

تخلل المؤتمر عدة فقرات مختلفة كانت بدايتها افتتاحية لكل من عضو الهيئة الإدارية في جمعية الجليل، أفنان حاج علي، شاكرة الحضور ومتحدثة عن رؤية جمعية الجليل وأهداف هذا المؤتمر: "تَطْمَحُ جَمعِية الجَليل مِنْ خلال مركز الإحصاء "ركاز"، وكون المعلومات الصادرة عنه مهنية وموثوقة بدرجة عالية، بأن تكون المرجع الأول والأساسي لدى الباحثين العرب، السلطات المحلية بمختلف أقسامها ودوائرها، المؤسسات العربية المختلفة، ولدى المهنيين والمُخططين. مضيفة عن أهداف المؤتمر: "يهدف ملتقانا اليوم، أولا إلى دعم أصحاب الشأن ومتخذي القرار، باحثين ومواطنين ببيانات ومعلومات موثوقة تخص الفرد والأسر العربية. وثانيا إلى تعزيز فرص المشاركة والتداول بين وجهات نظر مختلفة منبثقة عبرَ تخصصات ومناصب متنوعة، بواقع المواطن الفلسطيني في الداخل".

ثم كلمة رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مازن غنايم، والذي بدوره شكر الحضور، وأثنى على عمل جمعية الجليل في المجال البحثي، مشددًا على "أهمية رصد ومسح المعطيات عن مجتمعنا والتي من شأنها أن تكون بمثابة أدوات من الممكن استخدامها في المعرفة وفي بناء خطط عمل مستقبلية تحدد احتياجاتنا وتصف واقعنا لتجد الحلول للكثير من المرافق المجتمعية". كما دعا لدعم البحوث العلمية وتمويلها على كافة الأصعدة كونها تشكل رافعة تنموية للمجتمع.

تلتها كلمة مدير عام جمعية الجليل، بكر عواودة، والذي بدوره رحب بالحضور شاكرًا كل من ساهم في إعداد هذا المسح والمؤتمر، متحدثًا عن هذا العمل والإنتاج الهام: "عملنا في هذا المسح وغيره من المسوح والبحوث التي نصدرها إنما يعكس شغفنا وطموحنا في إنتاج المعلومات والمعرفة حول ذاتنا، ورغبتنا في فهم احتياجاتنا وفهم التحديات والمخاوف والفرص الممكنة التي تواجه مجتمعنا وبالتالي التأثير على بناء السياسات والخطط التنموية المحلية والحكومية، مستندين بذلك على معلومات علمية وموضوعية".

وشكرت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، د. علا عوض، في كلمتها الحضور وأثنت على عمل جمعية الجليل خلال سنوات التعاون فيما بينهم، قائلةً: "أتقدم إلى جمعية الجليل بالشكر والتقدير على دعوتهم لنا للمشاركة في فعاليات هذا المؤتمر الهام، والذي يأتي انعقاده في ظل ظروف صعبة ومعقدة تعيشها القضية الفلسطينية والفلسطينيين في كافة أمكان تواجدهم، نتاج السياسات الممنهجة للاحتلال الإسرائيلي، ولكننا سنبقى متسلحين بقوة الحق، ويحذونا الأمل والتفاؤل بأن ينعم شعبنا الفلسطيني في نهاية المطاف بحياة كريمة".

وأضافت أن "نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي التي نحن بصدد استعراضها هذا اليوم تعتبر مصدرا رئيسيا لأهم مؤشرات التنمية المستدامة، وتشكل أداة قوية يمكن استثمارها في سياق الجهد المبذول لرفع مستوى المعيشة للفلسطينيين في الداخل وتوفير احتياجاتهم، لا سيما وأن هذا المسح يوفر قاعدة بيانات تفصيلية حول خصائص الأفراد الديمغرافية والتعليمية والصحية وعلاقتهم بالقوى العاملة، وكذلك خصائص الأسر الفلسطينية في الداخل من حيث المسكن ومستوى المعيشة وأهم المؤشرات الثقافية والبيئية". داعية الحضور إلى "الدعم والإسناد من قبل كافة مكونات المجتمع المحلي، وذلك من خلال الاهتمام بأنشطة الجمعية والاستخدام الأمثل للبيانات الإحصائية التي توفرها في صياغة الخطط ورسم السياسات واتخاذ القرارات الخاصة بالمجتمع الفلسطيني في الداخل، لا سيما وأن الداخل الفلسطيني يزخر بالكفاءات والكوادر الفنية والإدارية المتخصصة بالبحث العلمي وإعداد الدراسات النوعية وذات الجودة العالية".

كما تخلل المؤتمر عرض أبرز وأهم المعطيات التي عرضها المسح والتي قدمها الباحث مدير مركز ركاز في جمعية الجليل، أحمد الشيخ محمد.

وشملت المعطيات "المبنى السكاني، ظروف المسكن وأزمة السكن، قوى العمل، مستوى المعيشة، التعليم والثقافة، الإعلام، الوضع الصحي والبيئي، إضافة إلى تعريف الهوية والمشاركة في الانتخابات ورأس المال الاجتماعي، وهو باب جديد تم طرحه من خلال المسح الذي سيُمكن الباحثين والمهتمين من معاينة هذا الموضوع الهام بكافة أبعاده وتأثيراته على حصانة مجتمعنا وتطوره".

وبالإضافة إلى ذلك، قام الباحث محمد خطيب بربط المعطيات من المجالات المختلفة مثل السكن مع الوضع الاقتصادي وظاهرة العنف أو مستوى المعيشة والصرف مع أنماط الاستهلاك والسلوكيات.

وقال خطيب إنه "من المفروض أن ننظر إلى مجمل المعطيات والعلاقة المتبادلة بينها. ما يعرضه المسح هو صورة للواقع كما هو مع محاولة لفحص الأسباب من وجهة نظر المواطن العربي في مسائل عينية مثل أزمة السكن وأسبابها وحلولها، حيث توفر لنا المعطيات قاعدة ومادة للتفكير ما الذي علينا فعله وما هي حاجاتنا الملحة".

أما الفقرة الثانية في المؤتمر فقد شملت عرضًا للتعداد الشامل الفلسطيني للسكان والمساكن والمنشآت، تلتها ثلاث ورشات عمل مختلفة، الأولى كانت حول الوضع الاجتماعي الاقتصادي والتي قدمتها إيناس خطيب، الثقافة والإعلام قدمها الإعلامي جاكي خوري، وورشة السكن وأزمة المسكن والتي قدمها الباحث عروة سويطات.

وشارك في المؤتمر العديد من النواب العرب والناشطين السياسيين والباحثين والأكاديميين ورؤساء سلطات محلية والإعلاميين إلى جانب مندوبي جمعيات المجتمع المدني ومندوبي سفارات وبعض المهتمين.

التعليقات