انتخابات 2018: سجالات ومناكفات تمهد لانتخابات حادة بالناصرة

ولا يختلف الحال في مدينة الناصرة عن سائر البلدات العربية، فالمنافسة على كسب ثقة الناخب تبدو واضحة بين مختلف القوائم رغم أن الانتخابات ستجري بعد 6 أشهر.

انتخابات 2018: سجالات ومناكفات تمهد لانتخابات حادة بالناصرة

مع اقتراب موعد انتخابات السلطات المحلية، وبضمنها انتخابات الرئاسة والعضوية في بلدية الناصرة، التي ستجري في 30.10.2018 تظهر معالم المشهد السياسي في البلدات العربية، وتوضح الرؤية بشكل أكبر لتكشف عن منافسات ترافقها سجالات ومناكفات بين القوائم الانتخابية التي تنوي خوض غمار المنافسة الانتخابية.

ولا يختلف الحال في مدينة الناصرة عن سائر البلدات العربية، فالمنافسة على كسب ثقة الناخب تبدو واضحة بين مختلف القوائم رغم أن الانتخابات ستجري بعد 6 أشهر.

وائل عمري

وشهدت الناصرة في الانتخابات المحلية الأخيرة أجواء مشحونة جدا بين معسكريّ الجبهة وقائمة ناصرتي برئاسة الرئيس الحالي للبلدية، علي سلّام، ويخشى عدد من المواطنين تكرار السيناريو في انتخابات البلدية المقبلة.

وقال مركز فرع التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة، وائل عمري، لـ"عرب 48" إن "التجمع لم يتوصل، حاليًا، لقرار نهائي بشأن الانتخابات المحلية، ولكنه سيخوض انتخابات البلدية للعضوية، وقريبًا سوف نطرح هذا الملف على الطاولة في اجتماع نهائي خلال الفترة المقبلة، وعليه سنصدر بيانًا بشأن دور التجمع في الانتخابات المحلية".

وأضاف أن "التجمع سيخوض الانتخابات المحلية بقائمة خاصة به دون التحالف مع أي قائمة أُخرى، وما يهمنا في هذه الدورة الانتخابية هو مكافحة العنف والجريمة، وسنسعى لعرض الملفات الشائكة على الطاولة مثل الخارطة الهيكلية للمدينة ودور الشرطة في محاربة العنف وجميع الملفات الاجتماعية والتنموية، بدءا من التعليم إلى النوادي المختلفة".

وختم عمري "أظن بأن المنافسة الانتخابية بين مرشحي الرئاسة ستكون شديدة، ونحن في التجمع نحث كل القوائم الانتخابية، للرئاسة العضوية، على خوض انتخابات هادئة ونزيهة".

وقال مساعد رئيس بلدية الناصرة، سالم شرارة، لـ"عرب 48" إن "قائمة ناصرتي ستخوض الانتخابات القادمة بقوّة لعدة أسباب، أولها أن إنجازات إدارة البلدية خلال 4 سنوات تتكلم عن نفسها، بل أن علي سلّام حقق أكثر من الوعودات التي وعد بها في البرنامج الانتخابيّ، ناهيك عن التحالفات التي ستظهر قريبًا على الساحة مع اقتراب موعد الانتخابات".

سالم شرارة

وعن شكل التحالفات المتوقعة، قال شرارة إن "هناك عدة قوائم مثل القائمة الموحدة والحركة الإسلامية الجنوبية سيخوضون الانتخابات للعضوية وليس للرئاسة وهذا يقوّي موقف قائمة ناصرتي خلال المنافسة، أي بمعنى اَخر هم حلفاء لنا".

وحول إذا ما كانت الناصرة ستشهد منافسة بين معسكري ناصرتي والجبهة مرة أخرى، صرّح شرارة بقوله "أعتقد أن هذا سيحدث فعلًا، ولكن اليوم قائمة ناصرتي قوية جدا بفضل إنجازات علي سلام ومحبة الناس له، لذلك لا نخاف أي معركة مهما كانت شرسة".

ومن جهته، قال سكرتير فرع الحزب الشيوعي الإسرائيلي والناشط في جبهة الناصرة الديمقراطية، عزيز بسيوني، لـ"عرب 48" إن "الجبهة تلتزم خلال هذه الانتخابات المرتقبة بميثاق أخلاقي، ولذلك ستقوم خلال الفترة القادمة بإنشاء لجنة حوار بينها وبين باقي الأحزاب السياسية لنضع ونوقع على ميثاق أخلاقي يضمن انتخابات شريفة لمصلحة المدينة ومواطنيها، والجبهة تفتح الأبواب أمام شتى الأحزاب السياسية".

وعن المفاجاَت المتوقعة خلال الفترة الانتخابية المقبلة، قال بسيوني إن "المفاجآت طبعًا واردة في المشهد الانتخابي، ولكن الجبهة قوية، اليوم، وهي تعوّل على مدى عمل الأحزاب الذي يصب في مصلحة المواطن النصراوي، وتعوّل على وعي المواطن النصراوي الذي جرّب إدارة مختلفة عن الجبهة، وأظن بأنه واع للفرق بين الإدارتين السابقة والحالية".

عزيز بسيوني

وعن حالة الاستقطاب بين قائمتي ناصرتي والجبهة، قال بسيوني، إنه "لا أعتقد أن حيثيات الانتخابات القادمة تتشابه وحيثيات الانتخابات السابقة، لأن الأحزاب تتخذ مسارًا آخر مما يضعف احتمالية الاستقطاب".

وبدوره، قال رئيس قائمة "شباب التغيير" المحامي أشرف محروم، لـ"عرب48" أن "قائمة شباب التغيير ستخوض الانتخابات القادمة بنزاهة، كما تحث مختلف القوائم على الالتزام بأخلاقيات المنافسة الشريفة، وهنا أًنوّه بأننا نتوقع حصولنا على 4 مقاعد خلال الانتخابات القادمة. ولا أتوقع بأن تحصل مفاجآت عكسية على غرار الانتخابات السابقة".

وعن تقييمه لثقة النصراويين، قال محروم: "أعتقد بأن النصراويين يريدون الخروج من المعسكرين المعروفين لإفساح المجال أمام طرف آخر للاختيار، وهذا أمر صحي ومطلوب في المدينة، لذلك نحن نعوّل على ثقة المواطنين. الإدارة الحالية اقترفت الكثير من الأخطاء التي نعيها جميعنا، ولذلك فإن المواطن النصراوي يريد جهة مختلفة لتدير شؤون البلدية والمدينة".

وقال رئيس الحركة الإسلامية في الناصرة، عبد الكريم عزام، لـ"عرب 48" إن "الحركة الإسلامية قررت خوض المنافسة الانتخابية لإيمانها وعملها على مصلحة المواطن النصراوي، ولذلك واجب أن تقدم الحركة أكثر لأبناء الناصرة".

عبد الكريم عزام

وأكد عزام أنه "سنعلن قريبَا عن التحالفات المقررة بيننا وبين الأطراف الأخرى، كما أن الحركة تفتح أبوابها أمام أي فصيل يهمه مصلحة الناصرة أولًا، وهذا لا يعني أن الحركة تخوض الانتخابات لإضعاف موقف أي أحد كان".

مناكفات وسجالات

وعلى هامش الانتخابات تدور في أروقة المنافسة الانتخابية مناكفات بين معسكري الجبهة وناصرتي خلال الفترة الحالية.

وفي هذا السياق، قال بسيوني، إن "هناك العديد من السقطات التي كشفت سياسة الإدارة الحالية لبلدية الناصرة، أولها التخلي عن المعيار الوطني الثابت في أكثر من موقف ومناسبة، وتعنت الإدارة بالتبرير للشرطة وانتهاكاتها بالتعامل مع قضايا العنف والإتاوة 'الخاوة' المعروفة في الناصرة، وفي مشهد اَخر رأينا حرارة اللقاء بين سلّام والوزيرة العنصرية، ميري ريغف، والوزراء الذين استقبلهم في البلدية".

أشرف محروم

وأضاف أن "هذه سقطات لا يغفرها المواطن النصراوي، فليس من المعقول أن تتمازج القلعة العربية ونبع الروح الوطنية، الناصرة، مع هذه المواقف المرفوضة".

أما موقف قائمة ناصرتي فقد شرحه شرارة بقوله إنه "لا يمكن لأحد المزاودة على وطنية علي سلّام أو قائمة ناصرتي. صحيح أن الرئيس استقبل عددا من الوزراء إلا أن هذا فعل عادي ومبرر فهو رئيس بلدية قابعة في هذه الدولة ولا يمكنه قطع التواصل مع مختلف الأذرع الحكومية واستجلاب الميزانيات وغيرها".

وأكد شرارة أنه "أعي بأن هناك بعض الأطراف تعزف على وتر المبادئ الوطنية، ولكننا لا ننسى بأن الإدارة السابقة للبلدية قد استقبلت المجرم شارون وتسيفي ليفني. هل هذه زيارات محللة سابقا ومحرمة الآن؟ لا أعتقد".

التعليقات