صيف قاتل: 52 شخصا لقوا مصارعهم غرقا خلال 5 أشهر

يُستدل من معطيات رسمية أنه منذ بدء موسم السباحة في منتصف شهر آذار/ مارس الماضي تلقى 201 شخص العلاج بعد انتشالهم من المياه في شواطئ وبرك السباحة، وأن 52 شخصا لقوا مصارعهم غرقا، بينهم 13 طفلا

صيف قاتل: 52 شخصا لقوا مصارعهم غرقا خلال 5 أشهر

بحيرة طبرية (الشبكة)

ارتفع عدد حالات الغرق المميتة منذ بدء موسم السباحة في العام الجاري 2018 في البلاد بـ13 ضحيةمقارنة مع موسم السباحة في العام الماضي 2017.

ويُستدل من معطيات وإحصائيات رسمية أنه منذ بدء موسم السباحة في منتصف شهر آذار/ مارس الماضي تلقى 201 شخصا العلاج من قبل الطواقم الطبية بعد انتشالهم من المياه في شواطئ وبرك السباحة، وأن 52 شخصا لقوا مصارعهم غرقا، بينهم 13 طفلا لغاية جيل 10 أعوام، فيما بلغ عدد ضحايا حوادث الغرق في موسم السباحة في العام الماضي 39 ضحية.

أثناءالبحث عن شاب من عرابة ببحيرة طبرية (أرشيف "عرب 48")

وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاعا مقلقا في عدد حوادث الغرق في الشواطئ والبرك المختلفة، حيث انتشل غواصون جثة الشاب سعيد محمود المحاريق (22 عاما) من سكان مدينة رهط بالنقب، من مياه البحر قبالة شاطئ "دليلة" في عسقلان (أشكلون) بعد غرقه بتاريخ 12.08.2018، وعُثر على جثة الشاب فارس كامل نصّار (22 عاما) من مدينة عرابة بمنطقة الجليل، بتاريخ 30.07.2018، بعد يومين من غرقه في بحيرة طبرية، كما لقيت الطفلة أسمهان محمود أبو حماد (9 أعوام) من قرية الدريجات بالنقب مصرعها، إثر غرقها ببركة داخل أحد الفنادق في منطقة البحر الميت بتاريخ 18.07.2018.

وتبين من المعطيات أنه أصيب في حوادث الغرق منذ مطلع العام 152 شخصا، 7 منهم وصفت إصاباتهم بأنها حرجة وأجريت لهم عمليات إنعاش، 5 حالات خطيرة، 17 حالة متوسطة، و123 حالة وصفت بأنها طفيفة.

واعتبرت شواطئ حيفا الأخطر حيث شهدت 25 حالة غرق تلتها شواطئ يافا 24 حالة غرق، و19 حالة غرق في برك خصوصية و30 حالة في برك عمومية.

وبينت المعطيات أنه غرق 109 في البحر الأبيض المتوسط، و5 غرقى في بحيرة طبرية، و8 في البحر الميت.

ورغم تكرار التحذيرات والتعليمات الموجهة لجمهور المستجمين على شواطئ ومنتجعات البلاد لا يزال موسم السباحة، خاصة خلال العطلة الصيفية، يحصد المزيد من ضحايا الغرق، وعدد كبير من بينهم أطفال وشباب عرب.

منقذ سباحة: 90% من حالات الغرق ليست في المياه العميقة!

أمير عنبتاوي

واستعرض المنقذ أمير عنبتاوي في حديثه لـ"عرب 48" من خلال تجربته مظاهر الإهمال واللامبالاة، وقال إنه "لاحظت في برك السباحة بالمنتجعات السياحية بعد 6 سنوات من عملي كمنقذ عددا من الظواهر والسلوكيات غير اللائقة والمتكررة خاصة لدى البالغين من الأهالي، وللأسف لا تليق بوضعيتنا كمجتمع عربي حضاري في البلاد، بل أحيانا أقل ما يقال عنها بأنها مخجلة بدليل أن 90% من حالات الغرق في برك السباحة ليست في المياه العميقة بل في برك الأطفال بفعل الإهمال".

وأضاف أنه "من خلال متابعتي وتجربتي أؤكد أن جميع حالات الغرق هذه يحدث بسبب الإهمال وعدم مبالاة الأهل. تصل العائلات إلى البرك والغالبية تنشغل بالحديث الفارغ مع بعضهم البعض وكأن الموكل بالحفاظ على أبنائهم بالكامل هو المنقذ وليس الأهل الذين لا يصغون حتى للتعليمات، وأن المنقذ وظيفته ليس انتشال الغريق بل منع الغرق والاهتمام بمناطق الخطر. على الأهل الانصياع للتعليمات ومرافقة أبنائهم فلا يعقل أن نترك طفلا لم يتجاوز 7 سنوات دون أي وسائل وقائية لمنع الغرق أو دون مرافقة الأهل الذين يستجمون على الشواطئ والمنتجعات ويقومون بشواء اللحوم وتناول المشروبات الروحية، وكأنه على المنقذ متابعة أمور أبنائهم في غيابهم دون أن ينتبهوا حتى للتحذيرات والتعليمات وهم متواجدون بالقرب من أبنائهم".

الشواطئ غير الآمنة

وحول التجاوز المتكرر لتعليمات السلامة والأمان على الشواطئ، قال عنبتاوي، إنه "في موسم السباحة كما في كل عام يتوجه المستجمون خاصة في العطلة الصيفية إلى شواطئ البلاد وربما نصف المستجمين فقط يذهبون إلى شواطئ منظمة بشروط آمنة ومزودة بكل وسائل الأمان، ومع ذلك تحدث حالات غرق فيها لكنها نادرة، أما الآخرون فيستجمون بشكل عشوائي أينما وجدوا شواطئ البحر أو في بحيرة طبرية وهي الأخطر. هذه الشواطئ وضفاف البحيرة العشوائية تعتبر مناطق الخطر الأكبر ومن المؤسف أن المشهد المأساوي يتكرر كل عام، وبدلا من أن ينخفض عدد الضحايا يزداد ونخسر من لم يتقيد بتعليمات السباحة الآمنة".

وشدد منقذ السباحة على أنه "من المعروف لنا وللجمهور أن النسبة الأكبر من حالات الغرق في البلاد حصلت على الشواطئ غير المنظمة وغير الآمنة ومنها خلال السباحة في ساعات الليل، وحادث الغرق الأخير المؤسف للطالب فارس نصار من عرابة نتج عن عدم دراية بطبيعة بحيرة طبرية الخطير بعد أن سحبتهم موجة الرياح التي غالبا تهب بعد ساعات الظهر ولغاية المساء".

وعن الشواطئ المنظمة، قال عنبتاوي إنه "للأسف، الحقيقة مرة فغالبية المستجمين العرب لا ينصاعون للتوجيهات والتعليمات الصادرة عن المنقذ والمسؤولين، بل نرى الكثيرين يفعلون عكس التعليمات والتوجيهات المنبعثة من مكبرات الصوت، وحتى عند التوجه مباشرة إليهم. يعارضون التعليمات وكأنها تمس بهم، ومؤسف جدا أن في هذه العقلية ما يفسر سقوط هذا العدد من الضحايا. لا يعقل أن تكون نسبة ضحايا السباحة العرب الأعلى بالبلاد. المسألة تربوية وثقافية وهذا ليس مقرونا ببراعة وإجادة السباحة أو عدمها. علينا أن نعتني بأبنائنا ونحرص على تعليمهم مهارة السباحة وعلى التربية بصورة صحيحة وسليمة وأن نعزز ثقافة السلامة والأمان في مختلف المجالات وليس في السباحة فقط".

التعليقات